ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 12 يناير 2025 01:15 مساءً - اختتم نادي دبي للصحافة أعمال البرنامج التدريبي "صُنّاع المحتوى الاقتصادي"، الذي جاء تنظيمه بدعم من وزارة الاقتصاد في دولة الإمارات وبالتعاون مع عدد من الجهات والمؤسسات الإعلامية الكبرى من أصحاب الخبرة في مجال إنتاج المحتوى الاقتصادي، فيما استهدف البرنامج تدريب صُنّاع المحتوى والمواهب الإعلامية الشابة على الاتجاهات الإعلامية الحديثة للتغطية الاقتصادية وإمدادهم بالمفاهيم الجديدة والمتطورة التي تعينهم على استيعاب المحتوى الاقتصادي في سياق المتغيرات العالمية السريعة على تنوّع تأثيراتها.
ويأتي برنامج صُنّاع المحتوى الاقتصادي ضمن المرحلة الأولى للبرنامج الأشمل "صُنّاع محتوى دبي" الذي أطلقه نادي دبي للصحافة شهر نوفمبر الماضي، في سياق المبادرات والبرامج التي دأب النادي على إطلاقها وتنظيمها سعياً للمساهمة بدور ملموس في تطوير المشهد الإعلامي الإماراتي والعربي والارتقاء بمضمونه ورسالته، في حين يواكب البرنامج المتغيرات في المجال الإعلامي عالمياً، في ظل تسيُّد المحتوى الرقمي الذي واكب التطور التكنولوجي السريع بما يستدعيه من إعداد كوادر إعلامية قادرة على التعامل مع البيئة الرقمية للتميز فيها وتقديم محتوى يرقى إلى تطلعات المتلقّي.
بناء القدرات وتعزيز الكفاءة
وفي هذا السياق، أكد معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، أن وزارة الاقتصاد ملتزمة بدعم كافة المبادرات والبرامج التي تسهم في بناء قدرات الكوادر وتعزيز كفاءتها، بما يتماشى مع رؤية القيادة الرشيدة في تطوير منظومة العمل الإعلامي والاقتصادي، موضّحاً معاليه أن برنامج "صُنّاع المحتوى الاقتصادي" يمثل نموذجاً مثالياً للشراكة بين المؤسسات الحكومية والقطاع الإعلامي لإعداد جيل جديد من الإعلاميين المتمكنين من فهم المتغيرات الاقتصادية العالمية والتفاعل مع تطوراتها بما يخدم أهداف التنمية المستدامة لدولة الإمارات.
وأضاف معاليه: "إن تنمية الكفاءات الإعلامية الشابة القادرة على تقديم محتوى اقتصادي موضوعي وملهم تُعد عنصراً أساسياً لدعم مسيرة النمو الاقتصادي في الدولة، إذ يمثل الإعلام الاقتصادي أداة محورية في تعزيز الرؤى الوطنية بما يسهم في نمو وازدهار الاقتصاد الوطني"، مشيراً معاليه إلى أن دعم البرنامج يأتي في إطار جهود الوزارة المستمرة لتعزيز التكامل مع كافة القطاعات لدفع عجلة التنمية الاقتصادية وتحقيق مستهدفات رؤية "نحن الإمارات 2031" التي تسعى إلى ترسيخ مكانة الإمارات كوجهة عالمية للابتكار والاقتصاد الجديد.
معايير مهنية
من جانبها، أعربت سعادة منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، رئيسة نادي دبي للصحافة عن بالغ الشكر والتقدير لوزارة الاقتصاد لما قدمته من دعم وتعاون نموذجي وكم كبير من المعلومات، ما أسهم في إثراء البرنامج وتأكيد تحقيق الغرض الذي أُطلق من أجله، سعياً إلى تمكين المشاركين من تقديم محتوى اقتصادي رفيع المستوى بمعايير مهنية وعلى درجة كبيرة من الدقة وبأسلوب يتسم بالسهولة التي تعين الجمهور من غير المتخصصين على تجاوز الصعوبة التي قد يصادفها البعض في استيعاب لغة الأرقام وما تحمله من رسائل.
وقالت سعادتها: "إننا حريصون على إثراء معارف المواهب الشابة لإنتاج محتوى احترافي رفيع المستوى تأكيداً لمكانة دبي كمركز رئيس لصناعة إعلام المستقبل.. ففي ظل التحولات التي يشهدها العالم الرقمي، أصبحت صناعة المحتوى، وخاصة الاقتصادي منه، ضرورة استراتيجية، إذ لا يقتصر على نقل الأخبار والمعلومات، بل يمثّل أداةً قويةً لتحليل التوجهات الاقتصادية، وتقديم رؤى مبتكرة تسهم في التوجيه نحو فرص النمو سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات. وقد اختار نادي دبي للصحافة أن تكون بداية برنامج "صُنّاع محتوى دبي" بالتركيز على المحتوى الاقتصادي إيماناً بقيمته كمحرك قادر على المساهمة في تنمية المجتمعات ودعم الاقتصاد".
قيمة مضافة
من جانبها، نوّهت مريم الملا، مدير نادي دبي للصحافة بالإنابة بالقيمة المضافة الكبيرة التي قدمتها وزارة الاقتصاد إلى البرنامج، من خلال نخبة من خبراء الوزارة الذين قادوا سلسلة من المحاضرات المهمة على مدار فترة التدريب التي ناهزت شهراً كاملاً، لمساعدة الحضور على الاقتراب من مفاهيم اقتصادية متخصصة والوقوف على أهم المؤثرات في عالم الاقتصاد، والإلمام بكيفية إتقان التعامل مع معلوماته وإحصاءاته وأرقامه بأسلوب احترافي دقيق.
وأضافت: "مستمرون في تقديم المبادرات الداعمة للإعلام والمساهمة في الارتقاء بالمحتوى وفق أفضل المعايير والممارسات، وبالتعاون مع أهم المصادر المعرفية القادرة على إثراء خبرات الكوادر الإعلامية، انطلاقاً من حرصنا على تأكيد مكانة دبي كمركز رئيس للإبداع الإعلامي".
وأشارت محفوظة عبدالله، أخصائي تطوير البرامج الإعلامية بنادي دبي للصحافة إلى أن برنامج "صُنّاع محتوى دبي" يضم العديد من المراحل التي تشمل التدريب المتخصص في عدد من المجالات التي لا تنحصر فقط في إطار الاقتصاد، مشيرة إلى أن البرنامج التدريبي سيمتد إلى قطاعات عدة مثل الثقافة والرياضة، والمجتمع، حيث ستتناول كل دورة من دورات البرنامج جوانب محددة من صناعة المحتوى المتخصص، وكيفية توجيه رسائل هادفة ومفيدة للجمهور.
إلى ذلك، أعرب المشاركون في البرنامج عن تقديرهم للجهود المستمرة من قِبَل نادي دبي للصحافة والتي لم تنقطع منذ تأسيسه قبل 25 عاماً، سعيا لإحداث أثر إيجابي واضح في المشهد الإعلامي العربي، بما يتبناه النادي من مشاريع نوعية وما يقوم به من خطوات هدفها تقديم قيمة مضافة حقيقية للإعلاميين تساعدهم على الوصول إلى درجات جديدة من التميز في مجالات تخصصهم، من خلال تنوّع ما يقدمه من برامج ودورات تدريبية وندوات نقاشية على مدار العام، والتي تتوج سنوياً بحدث هو الأكبر على مستوى المنطقة العربية وهو "قمة الإعلام العربي"، والتي تعد المحفل الأبرز لمناقشة أهم القضايا الإعلامية وتحديد العوامل المؤثرة في مستقبل الإعلام.
أسرار النجاح
واُختتم برنامج "صُنّاع المحتوى الاقتصادي" بمجموعة من المحاضرات وورش العمل بدأت في بجلسة قدمها الإعلامي وصانع المحتوى د. مهند الوداية، وجاءت تحت عنوان "أسرار النجاح في مهارات صناعة المحتوى الاقتصادي والعقاري"، وركزت الجلسة على أهمية صناعة المحتوى الاقتصادي، لاسيما المتخصص في المجال العقاري، فيما تطرق المحاضر المتخصص في هذا المجال، إلى كيفية تفعيل حسابات التواصل الاجتماعي وتحويلها إلى مصدر للدخل. كذلك تناولت الجلسة مجموعة من الأفكار والمفاهيم المتعلقة بصناعة المحتوى في المجال العقاري، والمقومات التي تكفل النجاح والتميز في هذا المجال.
الإنفوجرافيك في المحتوى الاقتصادي
كذلك شمل الأسبوع الأخير من البرنامج جلسة نظمها نادي دبي للصحافة بالتعاون مع جامعة "SAE University College Dubai" وتحدثت فيه هبة حسين، رئيسة قسم التصميم والاتصال المرئي، حول أساسيات تصميم القوائم البيانية التوضيحية (الإنفوجرافيك)، حيث تطرقت إلى أهمية فهم صانع المحتوى الاقتصادي للهدف من تضمين الإنفوجرافيك وأهميته وتأثيره على الرسالة المقدمة، وكيفية استكشاف أنواع البيانات، وتحديد أنسب الأوقات لاستخدام الإنفوجرافيك من أجل صنع التأثير المطلوب لدى المتلقي، كما قدمت المتحدثة شرحا حول الأنماط المختلفة والفئات التي يندرج فيها الإنفوغرافيك، الذي بات من أهم عناصر المحتوى الرقمي، فيما أشركت المحاضرة المشاركين في تدريب عملي على ما تضمنه الشرح من نقاط واُختتمت به الجلسة.
توظيف الذكاء الاصطناعي
وقدّم الدكتور محمد عبدالظاهر، الرئيس التنفيذي لمؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي للبحث والاستشراف (A I J R F)، محاضرة حول استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في إعداد التقارير والأخبار المتعلقة بالشؤون المالية، وتطرقت المحاضرة إلى وسائل وأساليب تحليل البيانات الاقتصادية والأسهم وحركة أسواق المال، وكيفية صناعة الرسوم والأشكال البيانية بأدوات تفاعلية ثلاثية الأبعاد، والأسلوب الفعال في كتابة التقارير بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي وإعداد رؤى تحليلية مستقبلية لكل من القطاعات الاقتصادية المختلفة.
التحديات والفرص
وقدّم أحمد الأستاذ، مدير إدارة المعلومات والدراسات الاقتصادية في وزارة الاقتصاد، محاضرة بعنوان "تحليل القطاعات الاقتصادية الخاصة في دولة الإمارات"، تناول فيها أسس فهم التحديات والفرص في القطاعات الاقتصادية المختلفة، وكيفية التعرف على الخصائص الفريدة لمختلف تلك القطاعات، وكذلك الرؤى المتعلقة بالاتجاهات الاقتصادية الحالية، وديناميكية السوق والقضايا الناشئة داخل كل قطاع من القطاعات الاقتصادية المختلفة.
مكافحة المعلومات المضللة
وبالتعاون مع (Google) شمل برنامج "صُنّاع المحتوى الاقتصادي" جلسة بعنوان "استراتيجيات جوجل: أدوات البحث المتقدمة لمكافحة المعلومات المضللة"، وتحدثت فيها الصحفية باميلا كسرواني، وتطرقت في حديثها إلى كيفية استخدام تقنيات البحث المتقدم لتحسين نتائج البحث وضمان دقتها وفعاليتها، كما تناولت أهمية دراسة المواضيع الرائجة (الترند) والوقوف على اهتمامات الجمهور عبر الفترات المختلفة، كذلك تطرقت المحاضرة إلى "جوجل سكولار" وكيفية الاستفادة من المقالات العلمية للحصول على المعلومات الموثوقة والمعتمدة، وكان ختام الجلسة بالحديث عن التأثيرات السلبية للمعلومات الخاطئة والمضللة، وتطوير استراتيجيات اكتشافها ومكافحتها.
فهم الأساسيات الاقتصادية
وخلال اليوم الختامي للبرنامج التدريبي الذي استمر على مدار قرابة شهر كامل في مقر نادي دبي للصحافة عقدت جلسة بالتعاون مع وزارة الاقتصاد، وتطرقت إلى ضرورة فهم الأساسيات الاقتصادية والإلمام بمختلف جوانبها، وتحدث فيها الدكتور جان فارس، الرئيس التنفيذي لـ"إنفستوبيا" حيث قدم رؤية شاملة حول تعلم أسس البحث في المجال الاقتصادي، والتعرف على المؤشرات الاقتصادية الرئيسية ومصادر البيانات وكيفية تحليلها وربطها مع التشريعات الاقتصادية، وكيفية إيصال المعلومات الاقتصادية المعقدة لجمهور غير متخصص باستخدام الوسائل التوضيحية المختلفة مثل الإنفوغرافيك ومقاطع الفيديو والمحتوى التفاعلي.
وعُقدت ورشة عمل بالتعاون مع "CNBC عربية" في ختام برنامج "صُنّاع المحتوى الاقتصادي" ركزت على أساليب ومهارات إعداد المحتوى الاقتصادي المرئي، وقاد النقاش فيها صانع المحتوى مصطفى وتوت وشملت أساسيات صناعة المحتوى المرئي من خلال صناعة الصور والفيديو باستخدام الهاتف المحمول، وكيفية معالجة الصور ومقاطع الفيديو للبث على المنصات الرقمية.