حال الإمارات

دبي.. مدينة الاكتشافات وطموحاتها في الفضاء

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 5 يناير 2025 11:39 مساءً - نجحت إمارة دبي في أن تكون إحدى الجهات الفاعلة في مجال الفضاء على مستوى العالم، بفضل مشاريعها النوعية ومساهمتها في دعم الاكتشافات العلمية وبناء الأنظمة المعرفية المستدامة، والتي جاءت تحقيقاً لرؤية القيادة الرشيدة.

وانبثقت طموحات إمارة دبي نحو الفضاء من رؤية واضحة وطموح لا يعرف المستحيل رسخ مكانة دبي كمدينة للابتكار والفرص وبيئة مرنة ومستدامة تسهم في فتح آفاق جديدة للتميز والتفوق العلمي، حيث أسهم طموحها نحو الفضاء من توفير فرص كبيرة لاستقطاب شركات جديدة وتأسيس أخرى لتكون شريكاً في تحقيق طموحها نحو الفضاء وكافة المجالات التي تعمل فيها.

وانطلقت إمارة دبي بطموحها نحو اكتشاف الفضاء من رؤية الدولة وحرصها في تعزيز مكانتها التنموية في القطاعات الصناعية لبناء التقنية والخدمات والتطبيقات بما يطور المنهجية العالمية نحو تنامي منظومة الفضاء، وذلك ضمن الاستراتيجية الوطنية للفضاء 2030، التي أطلقتها حكومة الإمارات، وقدمت الإمارة في سبيل ذلك خلال السنوات الماضية إنجازات فارقة في مجال الفضاء، والتي أشرف على تنفيذها مركز محمد بن راشد للفضاء، ومنها مهمة استكشاف المريخ «مسبار الأمل»، وإرسال رائد الفضاء الإماراتي معالي الدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب كأول رائد فضاء عربي لمهمة طويلة الأمد على متن محطة الفضاء الدولية، وإنجاز العمل في القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات» باعتباره ثاني قمر إماراتي يتم تطويره وبناؤه بمشاركة مجموعة من المهندسين الإماراتيين بعد «خليفة سات» في الدولة.

رحلة نجاح

وشكل تأسيس إمارة دبي لمركز محمد بن راشد للفضاء في عام 2006، بداية رحلة نجاح محفوفة بالأمل والعمل من أجل منح الإمارات بشكل عام ودبي بشكل خاص دوراً مؤثراً وملموساً ومكانة رفيعة في مجال استكشاف الفضاء، حيث تمكنت الإمارة من تحقيق إنجازات فارقة تحولت إلى نقاط مضيئة في مسيرة قطاع الفضاء الإماراتي، وكرست موقع الدولة كأحد أهم المساهمين في قطاع الفضاء الدولي على مستوى المهام والتخطيط ورسم السياسات المستقبلية، وهو ما يؤكد عليه انضمامها إلى مشروع تطوير وإنشاء محطة الفضاء القمرية الذي تتولى فيه مهمة تطوير وتصميم بوابة الإمارات، وهي وحدة معادلة الضغط في المحطة القمرية.

جهود الإغاثة

ونفذ المركز منذ تأسيسه العديد من المشاريع ليصبح أحد أكثر مراكز الفضاء نشاطاً في العالم، وفي غضون ثلاث سنوات فقط من إنشائه تمكن من إرسال أول قمر اصطناعي لرصد الأرض، وهو «دبي سات – 1»، حيث تم بناؤه بأيدي مهندسين إماراتيين وبالتعاون مع مبادرة «ساتريك» الكورية الجنوبية، وتم استخدامه لرصد جهود الإغاثة خلال زلزال تسونامي 2011 في اليابان، وبعد نجاحه، أطلق القمر الاصطناعي الثاني «دبي سات 2» في 2013 وتم بناؤه أيضاً من قبل فريق من المهندسين الإماراتيين ولعب دوراً علمياً رئيسياً في رحلة تطوير المعرفة للمركز ومهندسيه، واشتمل على مواصفات وتقنيات مبتكرة فاقت قدرات القمر السابق.

كما نجح المركز في تنفيذ أول مهمة لكوكب المريخ، والتي عرفت «مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ»، حيث «مسبار الأمل» الذي كان تجسيداً حقيقياً لتطلعات الدولة وإلهامها، وانطلقت المهمة إلى الفضاء في العام 2020 ووصل المسبار إلى مداره حول المريخ في 2021 ليقدم منذ ذلك الحين بيانات غير مسبوقة حول الطقس والظواهر على الكوكب الأحمر.

نقل المعرفة

وفي 2017 تعاون المركز مع عدد من المؤسسات التعليمية ومنها الجامعة الأمريكية في الشارقة كجزء من برنامج نقل المعرفة المستدامة في مجال علوم الفضاء ليتم إطلاق أول قمر اصطناعي نانومتري في الإمارات «نايف -1»، وفي عام 2018 نجح المركز في إطلاق «خليفة سات» أول قمر اصطناعي لمراقبة الأرض يتم تصميمه وتصنيعه في الإمارات ليسهم في تعزيز مكانة الدولة بين الدول المصنعة الرائدة في مجال تكنولوجيا الفضاء في العالم.

وفي عام 2018 أيضاً تم اختيار أول رائدي فضاء إماراتيين، وهما معالي الدكتور سلطان النيادي، وزير دولة للشباب، وهزاع المنصوري، وواصل هزاع المنصوري تقدمه في صنع التاريخ كأول إماراتي يصل إلى محطة الفضاء الدولية عندما انطلق إليها في مهمة لمدة 8 أيام، ولاحقاً أعلن المركز عن الدفعة الثانية من برنامج الإمارات لرواد الفضاء، والتي ضمت أول رائدة فضاء عربية، وهي نورا المطروشي، إضافة إلى محمد الملا.

وفي أكتوبر 2020 تم الإعلان عن مشروع القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات»، والذي أصبح ثاني قمر اصطناعي إماراتي يتم تطويره من قبل فريق من المهندسين الإماراتيين والمقرر إطلاقه خلال الشهر الجاري.

Advertisements

قد تقرأ أيضا