ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 12 نوفمبر 2024 12:22 صباحاً - كل أزمة يمرّ بها العالم كان للإمارات فيها بصمة عطاء، حيث تعد الدولة العنصر الثابت والدائم في مواجهة أغلب الأزمات والحروب التي شهدها عدد من الدول الشقيقة والصديقة عبر اتصالاتها وحراكها الإنساني والدبلوماسي المكثّف على الصعيدين الإقليمي والدولي لإطلاق مبادرات إنسانية متتالية تضع حداً للأثر الإنساني لهذا النزاع على المدنيين.
ولا شك في أن إصدار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، مرسوماً اتحادياً بشأن إنشاء «وكالة الإمارات للمساعدات الدولية»، هو استكمال لمسيرة العطاء التي أطلقتها دولة الإمارات، وهي استجابة مستمرة للظروف الراهنة، الإنسانية والخيرية الفاعلة في العالم ذات الطابع المستدام التي تترك أثراً طويل الأمد، وتراعي احتياجات مختلف الفئات والأعمار. فقد عمت شواهد عطاء الإمارات مختلف دول العالم وتميزت برامج الدولة الإنسانية للمتأثرين في تلك المناطق بالتنوع والجودة والوصول المبكر للمستهدفين وإغاثتهم.
البذرة عند زراعتها لا تبقى كما هي، بل تنمو وتكبر لتغدو شجرة معطاءة، فالإمارات تسعى دائماً لتكون حالة متفردة في العطاء الإنساني والالتزام بالتضامن مع الشعوب المتضررة، إذ إن عمل الخير والمساندة الإنسانية العمل الوحيد الذي لا يقبل صفة «المتأخر»، فهو يؤثر ويفيد في أي وقت جاء سواء وقت الأزمة أو بعدها، وأن قيمته تتعدى الفئات المستهدفة، وتمتد لكل فرد وإنسان على هذه الأرض، خاصة وأن حجم الدمار الذي تشهده العديد من المدن في المنطقة وعدد من دول العالم طال كافة أشكال الحياة وعطل بشكل كامل البنى التحتية والخدمات والمرافق الحيوية الأخرى.
دولة الإمارات أصبحت عنصراً فاعلاً في جهود المواجهة الدولية للتحديات الإنسانية، وحاضرة بقوة في مجالات المساعدات الإنسانية ومساعدات الإغاثة الطارئة في مناطق العالم كافة، فأينما وُجد محتاجو الدعم والمساندة، كان اسم الدولة حاضراً على الدوام، وكانت السبّاقة، والعالم يشهد للدولة بسجلها الحافل والمتواصل في الجهود الإغاثية والأعمال الإنسانية لمساعدة الأشقاء في غزة، ولبنان وكذلك جهود الدولة في مساندة الأشقاء السودانيين، والوساطة الفاعلة والناجحة في تبادل الأسرى بين أوكرانيا وروسيا وغيرها من مبادرات ومساعدات في مختلف دول العالم، فهي نقطة انطلاق مركزية لمختلف الجهود والمبادرات التي تسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في العالم وتعزز مجالات التنمية كافة التي تصب في مصلحة الشعوب وتقدمها ورفاهيتها. حيث تقدم نهجاً ونموذجاً ملهماً، لا يكتفي بتخفيف معاناة المحتاجين من أبناء مختلف دول العالم؛ بل يُساعدهم في المضي قدماً في تحسين حياتهم إلى الأفضل.
وتحرص دولة الإمارات دائماً على تشجيع الحوار، ودعم الدبلوماسية، والمساهمة بجميع الأدوات المتاحة لتخفيف معاناة عدد من الدول التي تشهد أزمات وحروباً، طال أمدها، وتحظى استجابة الدولة الفورية لنداءات الاستغاثة الإنسانية حول العالم، باحترام وتقدير بالغين في كافة المحافل والأوساط الدولية، نظراً لما أظهرته تلك الاستجابة من احترافية عالية في التخطيط والتنفيذ، والوصول إلى المنكوبين والمتضررين في شرق العالم وغربه بوقت قياسي، نتيجة التخطيط المستدام.
ولا شك في أن المكانة التي وصلت إليها الإمارات تفرض عليها التزاماً أكبر تجاه الإنسانية، وتضع على عاتقها دوراً مهماً في تحسين الحياة، ودرء المخاطر عن كاهل الضعفاء على مستوى العالم. ما ترجم على أرض الواقع باحتلالها لسنوات عدة المركز الأول عالمياً، كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم إذ إن جهودها الجبارة تشهد عليها ميادين الخير وأعداد المستفيدين في كافة أصقاع الأرض.