ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 6 نوفمبر 2024 12:05 صباحاً - ناقشت «خلوة الأسرة»، ضمن أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات، أهمية الدور المحوري للأسرة كركيزة للاستقرار المجتمعي والتنمية البشرية، في ظل المتغيرات والتحديات الجديدة التي يواجهها المجتمع، حيث تسعى الدولة إلى إعداد الأسر الإماراتية لمستقبل آمن ومستقر ضمن طموحاتها الوطنية.
وتأتي خلوة الأسرة هذا العام كجزء من جهود دولة الإمارات لتعزيز استقرار وتماسك المجتمع الإماراتي من خلال النهوض بالأسرة وتمكين جميع أفرادها.
واستعرضت الخلوة التي شارك فيها قادة من مختلف القطاعات استراتيجيات ومبادرات تهدف إلى النهوض بالأسرة الإماراتية وتوفير بيئة داعمة لها.
محاور الجلسات
وتضمنت الخلوة أربع جلسات رئيسية حملت عناوين: «تأسيس الأسرة» و«تمكين أجيال المستقبل» و«تمكين أصحاب الهمم»، و«تمكين كبار المواطنين».
وتناولت جلسة «تأسيس الأسرة» موضوع تعزيز الخصوبة واستدامة نمط حياة متوازن للأسرة، بما يشمل توفير برامج تعليمية وتدريبية تُهيّئ الوالدين للقيام بدورهم بفاعلية، كما تطرقت إلى تنفيذ سياسات إسكان تسهم في جمع الأسر وتعزيز الترابط بينها، وصولاً إلى التخطيط الأسري الذي يدعم التوازن بين الحياة المهنية والأسرية للوالدين.
وركزت جلسة «تمكين أجيال المستقبل» على دور الأسرة في غرس القيم لدى أبنائها، وتسليط الضوء على أهمية الحوار بين أفراد الأسرة من مختلف الأجيال، كما ناقشت الجلسة تمكين الأجيال القادمة من اللغة العربية، وتطرقت أيضاً إلى برامج الوقاية من تعاطي المخدرات وكيفية الاستفادة من المراكز المجتمعية لتوفير التعليم والتوعية للوالدين حول مواضيع متعددة. وبحثت جلسة «تمكين أصحاب الهمم» سبل تعزيز الدعم لأصحاب الهمم في كل مرحلة من مراحل حياتهم، مع التركيز على التشخيص المبكر وتوفير نظام تدخل شامل لمساعدة الأسر، ودعت الجلسة إلى التفكير في تطوير نظام تصنيف موحد وتوفير التوجيهات المناسبة لدعم أصحاب الهمم وتقديم الرعاية اللازمة لهم.
تواصل بين الأجيال
وتناولت جلسة «تمكين كبار المواطنين»، كيفية تطوير مساحات ونشاطات ملائمة لكبار المواطنين في دولة الإمارات، وتعزيز فرص التواصل بين الأجيال المختلفة، إضافة إلى استعراض الفرص التي تساعد كبار المواطنين على اكتساب مهارات جديدة تُمكّنهم من الاستمرار في مشاركتهم القيمة داخل المجتمع.
وأكد المشاركون في الخلوة، أن الأسرة تؤدي دوراً رئيسياً في غرس القيم والمبادئ الأصيلة التي تُشكل هوية المجتمع الإماراتي، وأنه من خلال توارث التقاليد الراسخة، تبقى الأسرة الرابط الأساسي بين الأجيال، ما يضمن انتقال هذه القيم عبر الزمن واستمرارها من جيل إلى جيل، مشيرين إلى أن الأسرة تعزز شعور الانتماء لدى أفراد المجتمع، إذ تعد الأساس الذي يعتمد عليه بناء ثقافة التضامن والتكافل المجتمعي، ما يسهم في استقرار المجتمع وتقوية نسيجه.
مجتمع مترابط
وأشار المتحدثون في جلسات الخلوة إلى سعي دولة الإمارات لبناء مجتمع مستقر ومترابط، حيث إن تماسك الأسرة واستقرارها يُعدان أساساً لرفاه المجتمع ككل، منوهين بوضع الحكومة استراتيجيات تهدف إلى توفير الدعم الشامل لكل أفراد الأسرة، مع التركيز على تحقيق التناغم والتوازن بين أدوار الأجيال، ما يعكس اهتمام الدولة بتعزيز قدرة الأسر على التكيف مع التغيرات الاقتصادية والاجتماعية، وتقديم الدعم المستمر لضمان استمرارية الدور الحيوي للأسرة كحاضنة آمنة لمستقبل الأبناء.
ونوه المشاركون في «خلوة الأسرة» بأهمية تكامل الجهود بين القطاعات الحكومية والخاصة والمجتمعية للنهوض بالأسرة، حيث تسعى الحكومة إلى توحيد الجهود والموارد لتوفير بيئة داعمة تُعزز من التماسك الاجتماعي، وتمكّن الأسر من مواجهة التحديات المختلفة.
وأكدت الخلوة أن هذا التوجه الوطني يتطلب بناء جسور تواصل قوية بين القطاعين العام والخاص، والعمل على توفير الموارد اللازمة لتمكين المبادرات المجتمعية التي تخدم الأسرة وتعزز الروابط بين أفراد المجتمع.
دعم شامل
وتوقف المشاركون في الخلوة عند استراتيجيات دعم الأسرة في دولة الإمارات، والتي تشمل مجموعة واسعة من المبادرات التي تلبي احتياجات جميع الفئات، بما فيها كبار المواطنين، وأصحاب الهمم، والشباب، حيث يهدف هذا النهج الشامل إلى توفير الرعاية والدعم لكافة أفراد الأسرة، ما يضمن تعزيز استقرار المجتمع ويسهم في النهوض بجميع فئاته.
كما أشار المتحدثون في الخلوة إلى أهمية النموذج الذي رسخته دولة الإمارات في توفير رعاية شاملة للأسرة تراعي التنوع بين أفرادها، وتقدم برامج ومبادرات تتناسب مع احتياجاتهم المختلفة، بما يسهم في بناء مجتمع مترابط ومستقر، مؤكدين أن «خلوة الأسرة» تمثل خطوة رئيسية نحو بناء مجتمع متماسك ومترابط، حيث تعتبر الأسرة القلب النابض الذي يغذي استقرار المجتمع وازدهاره، وأن دولة الإمارات تُرسخ لأساس قوي لتحقيق طموحاتها الوطنية من خلال تعزيز تماسك الأسرة ودعمها.