ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 10 أكتوبر 2024 11:54 مساءً - تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وبحضور سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، كرّمت «جائزة محمد بن راشد للغة العربية»، التي تنظمها مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، الفائزين في دورتها الثامنة، وذلك احتفاءً بالجهود المتميزة للأفراد وفرق العمل والمؤسسات.
والتي أسهمت في تعزيز مكانة اللغة العربية وحمايتها محلياً وإقليمياً وعالمياً. وتم الإعلان عن الفائزين خلال حفل افتتاح المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية الذي بدأ أمس ويستمر حتى 12 أكتوبر الجاري.
وأكدت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم أهمية المبادرات الداعمة للغة العربية ودورها في ترسيخ حضورها ومكانتها محلياً وعالمياً، لافتةً إلى أن «جائزة محمد بن راشد للغة العربية» تجسّد رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للحفاظ على اللغة العربية والنهوض بها وترسيخ مكانتها في المجتمع.
وقالت سموها: «تمثل اللغة العربية جزءاً أصيلاً من الهوية المعرفية والثقافية للمجتمع، وهي إحدى أبرز ركائز الثقافة العالمية، وتعكس هذه الجائزة بمحاورها المتنوعة كالتعليم والتكنولوجيا والإعلام والتواصل والسياسة اللغوية والتعريب وغيرها، ما تمتاز به اللغة العربية من قوة وحيوية ومرونة مكّنتها من أن تكون لغة الابتكار والمستقبل».
وأضافت سموها: «فخورون باهتمام ومشاركة المجتمع المحلي والعالمي بمثل هذه المبادرات التي تنطلق من دبي، وتزيد الوعي بثراء اللغة العربية وكنوزها التي ترتبط بتراثنا وتاريخنا وإيصالها إلى العالم». حضر الاحتفال عدد من القيادات الثقافية وكبار الكتاب والمفكرين، إلى جانب لفيف من المهتمين باللغة العربية والإعلاميين.
رؤية استراتيجية
وفي كلمته، قال معالي محمد أحمد المر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس أمناء جائزة محمد بن راشد للغة العربية: «تمثل جائزة محمد بن راشد للغة العربية رؤية استراتيجية للحفاظ على إرث اللغة العربية الغني، وتعبر عن التزام دولة الإمارات الراسخ بدعم هذه الرسالة.
تُبرز هذه الجائزة حرصنا على لغتنا وتطلعاتنا نحو مستقبلها، ونحن نسعى جاهدين إلى تحفيز الإبداع والابتكار أينما كان في استخدام هذه اللغة العريقة، وتمكين الشباب والمهتمين بها ليكونوا سفراءها إلى العالم».
وأضاف معاليه: «منذ انطلاق الجائزة، كان هدفنا تعزيز الوعي بأهمية اللغة العربية، وتطوير استخداماتها في مختلف المجالات. نحن نؤمن بأن اللغة العربية ليست مجرد وسيلة تواصل، بل أيضاً جسر ثقافي يربط بين الشعوب. نسعى كذلك إلى توسيع نطاق التعريب والاستفادة من تجارب الثقافات العالمية لنثبت أن اللغة العربية هي لغة المستقبل».
وتابع معاليه: «كل عام، نشهد إبداعات جديدة تعكس تطور اللغة العربية وتقدمها. أشكر جميع المساهمين في إنجاح الجائزة وأهنّئ الفائزين على إنجازاتهم، التي تسهم في بناء مستقبل مشرق للغتنا».
من جهته، أكد بلال البدور، الأمين العام لجائزة محمد بن راشد للغة العربية: «إن التنوع والإبداع في المشاريع المقدمة يعكسان قيمة اللغة العربية وثراءها الحقيقي، وهو ما يظهر بوضوح في كل مشروع. المشاركة الواسعة من مختلف أنحاء العالم هي انعكاس للوعي المتزايد بأهمية اللغة العربية في تعزيز التواصل والحوار والتفاهم بين الثقافات».
وأضاف: «لدينا نماذج متميزة تعكس دور اللغة العربية كمحور للإبداع، وفتح آفاق جديدة للتقدم. هذا الحدث يُعتبر فرصة لتسليط الضوء على الجهود المبذولة في خدمة اللغة العربية وتعزيز مكانتها على الساحة العالمية، وهو تأكيد على ضرورة العمل المستمر لحمايتها وتطويرها، لضمان استمراريتها كركيزة أساسية للهوية والثقافة العربية».
الفائزون
وكرّمت الجائزة في دورتها الثامنة في محور التعليم، ضمن فئة أفضل مبادرة لتعليم اللغة العربية وتعلمها في التعليم المبكر، «مبادرة المنهج العالمي لتعليم اللغة العربية للأطفال في مرحلة التعليم المبكر»، من جمهورية مصر العربية.
وفي الفئة الثانية من محور التعليم، فئة أفضل مبادرة لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، فقد فازت مبادرة «شهادة سمة»، التابعة لمعهد العالم العربي في فرنسا.
وأما في الفئة الثالثة من المحور نفسه، فئة أفضل مبادرة للتعليم باللغة العربية في التعليم المدرسي «من الصف الأول إلى الصف الثاني عشر»، فقد فازت مبادرة مشروع أكاديميات الدار لتعزيز اللغة العربية بفروعها اللغوية جميعها من خلال نهج القرائية المتوازنة، التابعة لمؤسسة الدار للتعليم من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي محور التّقانة «التكنولوجيا» الفئة الأولى، فئة أفضل تطبيق ذكي للغة العربية ونشرها، فازت مبادرة فسيلة من هولندا.وفي محور الإعلام والتواصل، الفئة الأولى، وهي فئة أفضل عمل باللغة العربية في وسائل الإعلام، فقد فاز بها برنامج «غيض من فيض»، من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأما الفئة الثانية من هذا المحور، فهي فئة أفضل عمل باللغة العربية في وسائل الإعلام الإلكتروني وقنوات التواصل الاجتماعي، فقد فازت بها مبادرة قناة أسرتنا التعليمية، من المملكة المتحدة.
وفي محور السياسة اللغوية والتخطيط والتعريب، الفئة الأولى، وهي فئة أفضل مبادرة في السياسة اللغوية والتخطيط، فقذ فاز بها المجلس الدولي للغة العربية، ضمن مبادرة قانون اللغة العربية الاسترشادي.
وضمن المحور نفسه، الفئة الثانية، فازت مبادرة ترجمة كتاب «المعالجة البيولوجية لمياه الصرف الصحي» إلى اللغة العربية، ضمن فئة أفضل مشروع تعريب أو ترجمة، من جمهورية مصر العربية. وفي محور الثقافة والفكر ومجتمع المعرفة، الفئة الأولى، وهي فئة أفضل عمل ثقافي أو فني لخدمة اللغة العربية، فقد فازت مبادرة أوبرا عنتر وعبلة، من لبنان.
وأما الفئة الثانية في هذا المحور، وهي فئة أفضل مبادرة لتعزيز ثقافة القراءة ومجتمع المعرفة، فقد فاز بها مركز الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافي، من دولة الإمارات العربية المتحدة، ضمن مبادرة «الباحثون عن المعرفة لا توقفهم الأزمات»، وأخيراً الفائز بجائزة الشخصية العالمية المتميزة، فقد فاز بها بيتر جيريل هالمان من الولايات المتحدة الأمريكية.
تفاعل
وشهدت الجائزة اهتماماً ومشاركة كبيرين هذا العام، إذ حققت زيادة منقطعة النظير في التسجيلات المكتملة للمشاركة بالجائزة بلغت 76 %، مقارنة بالنسخة السابقة، لتبلغ بذلك رقماً قياسياً تمثل بالوصول إلى أكبر عدد من المسجلين منذ إطلاقها في العام عام 2014.
وتم استلام طلبات المشاركة من مجموعة واسعة من المهتمين، بما في ذلك الأفراد والمجموعات والمؤسسات من 65 دولة حول العالم، حيث بلغت نسبة المتقدمين من أفريقيا 75 %، و23 % من آسيا، و1 % من أوروبا، والباقي من الأمريكيتين وأوقيانوسيا.
وتلقت الجائزة طلبات من مشاركين من 9 بلدان جديدة، وهي: المكسيك، والنرويج، وبولندا، وتايلاند، وهولندا، وجمهورية التشيك، وجيبوتي، وكوريا الجنوبية، وموريشيوس. وقد أسهمت هذه المشاركات في إبراز أهمية الجائزة ونجاحها في الوصول إلى جمهور أوسع ودورها الفعّال في تعزيز مكانة اللغة العربية على المستوى العالمي.
وتشير الإحصاءات الرئيسة الأخرى من التسجيلات إلى أن الأفراد شكلوا 93 % من جميع المشاركات، حيث تصدر محور التعليم معظم المشاركات، مشكلاً 53 % من جميع الطلبات المقدمة، ما يدل على الاهتمام الشديد للمتقدمين ومشاركتهم النشطة في المساعي التعليمية المتعلقة باللغة العربية.
وتُخصص جائزة محمد بن راشد للغة العربية ما يقارب 2.8 مليون درهم إماراتي لتوزيعها جوائز على مختلف المحاور وهي: التعليم، والتقانة «التكنولوجيا»، والإعلام والتواصل، بالإضافة إلى السياسة اللغوية والتخطيط والتعريب، والثقافة والفكر ومجتمع المعرفة، ما يؤكد التزامها الدائم بتعزيز مكانة اللغة العربية عالمياً. ومنذ انطلاقتها، تَوّجت أكثر من 60 فائزاً خلال 7 دورات سابقة، ما يعكس الأثر البارز للجائزة ونجاحها في نشر اللغة العربية وتعزيز مكانتها على المستوى العالمي.