الارشيف / حال الإمارات

تدخلات الأهل تقود إلى تصدّع الحياة الزوجية

  • 1/2
  • 2/2

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 22 أغسطس 2024 01:23 صباحاً - أخطر ما يهدد الحياة الزوجية، ويؤثر على استقرارها هو انتقال مشكلات الزوجين خارج أسوار المنزل، وخاصة إلى الأهل، فكل طرف سيتحيز لابنه أو ابنته، ويتحول الموضوع من خلاف بين الزوجين إلى صراع عائلي لا يمكن احتواؤه، أو السيطرة عليه، وتصديق أحد الزوجين لكل ما يقوله الأهل من اتهام شريك الحياة قد يزلزل البيت ويقضي عليه بالطلاق.

دخلت الزوجة مكتب ناعمة الشامسي، مدير إدارة التنمية الأسرية في هيئة تنمية المجتمع بدبي، وهي تلملم دموعها، وبمجرد أن جلست انهارت وشرعت في سؤالها عن سبب بكائها، فقالت: بعد زواج دام 30 عاماً أسفر عن أبناء، أريد أن أحصل على حريتي بسبب معاملته القاسية وعصبيته الزائدة معي، لم أعد أتحمل كل ذلك.

فضفضة

كانت تعيش معه في خوف مستمر وترقب دائم لكل تصرف أو كلمة تصدر منها خشية أن ينقلب ويثور في وجهها، وبالحديث معها تبين أنها زوجة مثالية تهتم بكل تفاصيل زوجها وبيتها وتقوم بكامل واجباتها تجاهه، إلا أنها كانت تلجأ للفضفضة مع أهلها حول مشكلاتها مع زوجها، الأمر الذي جعلهم ينفرون منه ويطلبون منها الانفصال عنه لترتاح من هذه المشاكل.

تحدثت الشامسي مع الزوج الذي كان يحمل مرتبة علمية كبيرة، في البداية راح يستعرض أسباباً واهية لخلافاته مع زوجته، إلا أنه أبدى استعداده لرأب صدع أسرته قبل أن تتفكك.

وجهت الشامسي الزوجين لتلافي أسباب الخلافات بينهما، وتم الإصلاح بينهما، وأكدت أن تدخل الأهل من الطرفين في حياة أبنائهم الزوجية يقضي على مسيرة الحياة الزوجية، وأن الاستسلام لتدخل الأهل يؤدي إلى انهيار الأسرة وتصدعها.

خصوصية

وأشارت مديرة التنمية الأسرية إلى أن الأهل يتغافلون بأن الحياة الزوجية قائمة على تفاهم شريكين، لتمضي الحياة قدماً، وأن عليهما المحافظة على دقائق خصوصياتهما لكي يستوعبا مشاكلهما ويعرفا كيفية التعامل معها ويدركا ماهية احتياجاتهم النفسية دون تدخل.

وأردفت: فيما يتعلق بكيفية حفاظ الزوجين على خصوصية الحياة الزوجية، فإن إخبار أحد الزوجين أهله عن كل شيء يؤدي إلى سوء الفهم وسوء الظن وسوء الإدراك والاندفاع والتسرع في الحكم، ويضعف التواصل بين الزوجين ويزيد من اعتماد الزوجين على والديهم في اتخاذ القرارات وتلبية طلباتهم وقضاء حاجاتهم وعدم استقلالهم المادي، مما قد يؤدي إلى الكثير من الاحتكاكات السلبية مع الأهل، ويفسح لهم مجالاً أكبر للتدخل في شؤونهم وكيفية إنفاق المال، وما إلى ذلك.

وبينت أن بعض الأهالي يجهلون احتياج الزوجين، لا سيما الجدد إلى الاستقلالية، ويرون أن تدخلهم نوع من أنواع الاهتمام، مما قد يتسبب في ضياع خصوصية الحياة الزوجية وضعف الحميمية وتنامي الغضب المكبوت داخل أحد الزوجين حتى تأتي لحظة ينفجر فيها لسبب قد يبدو تافهاً.

حوار

وقالت: إن أفضل طريقة لإيقاف تدخلات الأهل هي الحوار بين الزوجين بشأن دور الأهل في حياتهما، والاتفاق على الأمور المسموح وغير المسموح للأهل للتدخل فيها، ووضع الحدود للزيارات والمكالمات، مع مبدأ التقدير والاحترام للأهل باستشاراتهم في أمور لا تمس بخصوصية الزوجين لطمأنتهم أنه ما زال لهم مكانة في حياة الأبناء، وأنه لا يمكن الاستغناء عنهم، مع الحرص على الاستقلال المادي عن الأهل والتكيف في حدود قدراتهم المالية فقط، والتأمل في طريقة تدبير أمورهم وحل مشاكلهم ليضعوا أيديهم على الثغرات التي تسبب تدخلات الآخرين والتعامل معها بمرونة وثقة.

وهناك الكثير من الطرق لتجنب تدخلات الأهل في حياة الزوجين تقوم على الوعي والتفهم الكامل لاحتياجات كل طرف للآخر، وعليهما اختيار ما يناسبهما ويتوافق مع ظروفهما من أجل حياة زوجية سعيدة خالية من المنغصات.

 

تابعوا أخبار الإمارات من حال الخليج عبر جوجل نيوز

Advertisements

قد تقرأ أيضا