الارشيف / أهم الاخبار

حكاية أصعب مشهد ساخن في تاريخ السينما المصرية .. الممثلة سعاد حسني تروي كيف عاشرها وانتفض جسدها حتى انهارت ومنحت لقب عالمي

فنون - هبة الوهالي - ممثلة ومطربة مصرية، متعددة المواهب، حيث كانت تقوم بالتمثيل والغناء وفن الاستعراض في العديد من أعمالها في وقت واحد، وتعد واحدة من أشهر الفنانات في مصر والوطن العربي.

وأطلق عليها النقاد والجمهور لقب "سندريلا الشاشة العربية"، وفي احتفالية مئوية السينما المصرية عام 1996، احتلت الفنانة المركز الثاني ضمن إستفتاء أفضل ممثلة في القرن العشرين.

إنها الفنانة الكبيرة والجميلة سعاد حسني، التي خلفت وراءها مسيرة فنية حافلة بالعطاء والتميز، وأيضا اسرار والغاز وقصص وحكايات كثيرة، من حياتها الفنية، ما زالت معظمها مخفية عن الجمهور حتى اللحظة.

محبة الجمهور لها وشغفه بها، جعلتاه يواصل السعي لمعرفة كواليس تصوير الأعمال التي قدمتها "السندريلا" طوال مسيرتها الفنية،

ونرصد في الأسطر التالية، حكاية أصعب مشهد اغتصاب صورته السندريلا طوال تاريخها السينمائي، حتى أن جسدها كان ينتفض أثناء تصويره.

في عام 1975 صدر فيلم الكرنك من قصة الأديب الكبير نجيب محفوظ، ومن إخراج علي بدرخان، وبطولة سعاد حسني، ونور الشريف، وكمال الشناوي، وفريد شوقي، وشويكار،

ويعد من أجرأ الأفلام التي أنتجتها السينما المصرية لمناقشته الحياة السياسية في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

فيلم الكرنك الذي شارك في بطولته نخبة كبيرة من نجوم الفن أثار ضجة وقت عرضه بعد أن اشترطت الرقابة تغيير النهاية حتى تجيزه

فاضطر صناعه إلى الموافقة حتى يرى الفيلم النور، واشترطت الرقابة أن ينتهي الفيلم بحسب السياسية الجديدة التي انتهجها الرئيس الراحل أنور السادات.

السندريلا الراحلة اعترفت أن الفيلم كانت له نهايتان، واحدة أرادها المخرج علي بدرخان والمنتج ممدوح الليثي، والثانية أصرت الرقابة على وضعها وإلا منعته من العرض.

متمنية أن يُحذف الجزء الأخير وتظل نهايته كما أخرجها بدرخان، وقدم الفيلم بجرأة شديدة مشهد اغتصاب سعاد حسني طالبة الطب في الفيلم على يد أحد رجال رئيس المخابرات ما أصاب الجمهور بصدمة من جرأة المشهد ووحشيته.

وتضمن الفيلم أنه مع تصاعد الأحداث تجد "زينب" سعاد حسني نفسها في غرفة خالد صفوان "كمال الشناوي" رئيس الجهاز للتحقيق في انتمائها وإسماعيل خطيبها "نور الشريف" لإحدي المنظمات الشيوعية،

وحينما ترفض الاعتراف يمزق ملابسها فتبصق في وجهه فيصفعها ويستدعي "فرج"، ليقوم بمشهد الاغتصاب، كل هذا الرعب الذي شاهدناه على الشاشة كانت له كواليس قوية.

وروى كمال الشناوي الذي شارك في العمل عن كواليس الفيلم قائلا: "المشهد تم تصويره بعد بروفات كتير وتحضير جيد وطبعا كلنا كان عندنا رهبة وإحساس بالمسئولية وإدراك إن إعادة مشهد زي ده هيكون صعب على سعاد،

وأنا فاكر إننا كلنا بعد المشهد انهرنا، وسعاد انهارت فأخدتها في حضني، وكانت منهارة من البكاء وجسمها كله بيتنفض، من كتر معايشة حالة القهر، وفاكر إني فضلت حاسس بالغضب والقرف طول اليوم، ويمكن في اليوم التاني كمان".

وهي نفس القصة التي حكاها مخرج العمل علي بدرخان، حيث قال إنه عاد المشهد أكثر من مرة وتحملت سعاد العناء والشقاء رغم أن ملامحها كانت تكشف ألما شديدًا وقهر حقيقي،

وعاد المشهد حتى بكيت وقتها قلت "ستوب" لتدخل سعاد في انهيار كامل، مشيرا إلى أنه لم يخبر سعاد بميعاد تصوير المشهد إلا قبله مباشرة.

وفاة السندريلا وقبل 20 عاماً خرج عشرات الآلاف من المصريين في جنازة سندريلا الشاشة العربية سعاد حسني التي توفيت في لندن في ظروف غامضة.

وكانت النجمة قد سقطت في 20 يونيو/حزيران 2001 من شرفة شقتها في الطابق السادس من المبنى الذي كانت تقيم فيه بلندن.

ولا يزال الغموض يحيط بملابسات موتها، إذ أن بعض الصحف المصرية ذكرت حينها أنها انتحرت في ما قالت أخرى أنها قُتلت.

عائلتها ولدَت سعاد حسني في القاهرة، وينتمي والدها، محمد حسني البابا، إلى العائلة البابانية التي عاشت في دمشق في فترة الحكم العثماني، وقد هاجر حسني البابا، جد سعاد، إلى القاهرة عام 1912 مصطحباً أسرته.

واشتهر كل من محمد حسني البابا بمهاراته الخطية إذ عمل في القصر الملكي، وكانت سعاد العاشرة من حيث الترتيب من بين 16 أخاً وأختاً معظمهم غير أشقّاء، وأشهرهم الفنانة نجاة الصغيرة.

عاشت سعاد واخوتها بعد انفصال والديها، مع أمها وزوجها الجديد عبد المنعم حافظ، وأنجبت الأم منه ثلاث بنات وثلاثة أبناء وهم: جيهان وجانجاه وجيلي وجهير وجاسر وجلاء.

لم تتلقَ سعاد حسني التعليم في المدارس بل اقتصر الأمر على إعطاءها دروساً خاصة في المنزل، وتعلمت بعض أساسيات القراءة والكتابة.

 

Advertisements