عدن - سعد محمود في الأربعاء 15 يناير 2025 08:40 مساءً - تطيل الرياح القوية معركة إطفاء حرائق الغابات في لوس أنجلوس، التي أودت بحياة 25 شخصًا على الأقل -حتى الآن- وفق شبكة “سي إن إن” الأمريكية، التي لفتت إلى أن أكثر من 6 ملايين شخص يتعرضون لتهديد خطير من الحرائق عبر مساحة كبيرة من جنوب كاليفورنيا.
وذكرت الشبكة أن الدمار واسع النطاق الذي أحدثته حرائق إيتون وباليساديس، أدى إلى تصنيفها من قبل إدارة الإطفاء في كاليفورنيا، باعتبارها الحرائق الأولى والثانية الأكثر تدميرًا في جنوب كاليفورنيا على التوالي.
ووفقًا لإدارة الإطفاء في كاليفورنيا، احتل حريق إيتون المرتبة الأكثر تدميرًا وفتكًا في تاريخ جنوب كاليفورنيا، إذ دمر الحريق أكثر من 14000 فدان و7000 مبنى، وأودى بحياة 17 شخصًا، وفقًا لمكتب الفحص الطبي لمقاطعة لوس أنجلوس.
ويحتل حريق باليساديس المرتبة الثانية، من حيث التدمير في تاريخ جنوب كاليفورنيا، إذ دمر أكثر من 23000 فدان و5000 مبنى.
وأكد مكتب الفحص الطبي للمقاطعة أن حريق باليساديس أودى بحياة 8 أشخاص على الأقل.
وكان الرقم القياسي السابق للحريق الأكثر فتكًا وتدميرًا في جنوب كاليفورنيا، حريق سيدار، أكتوبر 2003، إذ دمر ما يقرب من 3000 مبنى، وأودى بحياة 15 شخصًا في مقاطعة سان دييجو.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الحرائق التي لا تزال مشتعلة في لوس أنجلوس تعد من بين أكثر الحرائق تكلفة بأمريكا، لكن من الصعب التنبؤ بالتكلفة النهائية.
وقالت الصحيفة، إن حرائق لوس أنجلوس تشبه إلى حد كبير العاصفة التي تضرب مدينة ساحلية كبيرة، مثل هيوستن أو نيو أورليانز، ما يتسبب في اضطراب كبير لملايين الأشخاص والشركات.
ونقلت عن أمير جينا، الأستاذ المساعد في كلية هاريس للسياسة العامة بجامعة شيكاغو، الذي درس التأثير الاقتصادي لتغير المناخ: “يبدو الأمر أشبه بالوضع الإنساني الناجم عن فيضان أو إعصار أكثر من كونه حريق غابات يشاهده الناس في التلال”.
وقالت الصحيفة الأمريكية، إن تقدير الخسائر الاقتصادية المحتملة أمر صعب في هذه المرحلة، مشيرة إلى أن شركة “أكيو ويذر” لبيانات الطقس عرضت رقمًا يتراوح بين 250 مليار دولار و275 مليار دولار.
وأضافت الصحيفة أن العنصر الأكثر وضوحًا في الضرر هو عدد المباني المتضررة أو المدمرة، التي يبلغ عددها حاليًا نحو 12 ألف مبنى، وهذا أقل من 18 ألف مبنى دمرتها حرائق كامب، شمال كاليفورنيا، عام 2018.
وتوقع محللون في “جولدمان ساكس” أن تؤدي الحرائق إلى إلغاء ما بين 15 ألفًا و25 ألف وظيفة من تقرير التوظيف الصادر عن وزارة العمل لشهر يناير، وهذا أقل من الضرر الذي لحق بالوظائف نتيجة الأعاصير الكبرى التي ضربت البلاد، الصيف الماضي، وسرعان ما عاد الناس بعدها إلى العمل.
والتأثير الملموس الأكثر مباشرة للحرائق على صحة الإنسان هو عدد الجثث، فحتى الآن، من المعروف أن 25 شخصًا لقوا حتفهم، ومن المرجح أن يرتفع هذا العدد.
وتشير “نيويورك تايمز” إلى أن دخان حرائق الغابات له مجموعة من الآثار الضارة، بما في ذلك الربو والسرطان والولادة المبكرة، إذ يكون الأطفال وأولئك الذين يعانون أمراض الجهاز التنفسي هم الأكثر عُرضة للخطر. والسموم الخاصة التي تنتشر في الهواء عندما تحترق المنازل ومحتوياتها، وليس فقط النباتات، يمكن أن تسبب المزيد من المضاعفات.
وتوصلت الأبحاث إلى أن الكوارث الطبيعية تؤدي إلى سلسلة من الأحداث التي تؤدي إلى آلاف الوفيات المبكرة على مدى أكثر من عقد من الزمان. فالأشخاص الذين يضطرون إلى الفرار من منازلهم أو الذين يفقدون فرص العمل يستنفدون مواردهم المالية، ما قد يقلل من القدرة على الوصول إلى الخدمات الصحية المنتظمة.
ويؤدي الإجهاد المتفاقم إلى سلوكيات محفوفة بالمخاطر، واستنزاف الموارد العامة بسبب الاستجابة للكوارث، وكل هذا يؤدي إلى خسارة إضافية في الأرواح، وفق الصحيفة الأمريكية.
وإن كاليفورنيا مكان باهظ الثمن للعيش فيه، ومن المرجح أن تؤدي الحرائق إلى تفاقم هذه المشكلة في منطقة لوس أنجلوس، على الأقل في الأمد القريب، إذ يسعى النازحون بسبب الحرائق إلى أماكن جديدة للعيش فيها.
وفي الوقت نفسه، يتزايد تهديد أكثر جوهرية، وهو ارتفاع تكاليف التأمين على الممتلكات، التي كانت باهظة الثمن بالفعل في العديد من مناطق كاليفورنيا، وعندما تصبح السياسات باهظة الثمن أو غير متاحة، تبدأ العقارات في فقدان قيمتها، وهو ما قد يؤدي إلى استنزاف ثروة الأسر التي يعتبر أصلها المالي الرئيسي هو حقوق الملكية في المساكن.