من كأس الهلال المرّة، تجرَّع كثيرون، آخرهم الوحدة، أمس الأول، في نهائي بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين.. ففي وقت ظنّ فيه “فرسان مكة” أنهم قادرون عليها أتاهم أمر الهلال بعد نهاية الوقت الأصلي بتسع دقائق.
والقاتل هذه المرة كان علي البليهي.. قلب الدفاع.. وهنا يكمن السر.. لاعب من الخط الخلفي، وليس من الوسط أو الهجوم، يتقدم في كرة متحركة ويسجّل بينما تلفظ المباراة آخر أنفاسها.
هذا هو سر القميص الذي أدركه البليهي عند قدومه من الفتح قبل 6 أعوام.. من يرتدي الشعار لا يعرف معنى الاستسلام.. هذه ثقافة هلالية تجلّت عبر وقائع عديدة على مرّ السنين.
يأخذ هذا الهدف الهلاليين وغيرهم عبر جولة في حواري الذاكرة، تتوقف عند محطة نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين 1998، حين أطلق سامي الجابر “صاروخه” التاريخي في مرمى الشباب عند الدقيقة 90، ممددًا المباراة إلى الوقت الإضافي، ليأتي دور عبد الله الجمعان في إنهائها.
تمضي جولة الذاكرة عامين آخرين، حتى نهائي بطولة أندية آسيا أبطال الدوري، وتلك كانت قصّة أخرى، صاغ فيها الهلال تعريفًا لـ “الريمونتادا” قبل أن تتداولها الألسنة لاحقًا.
في تلك المباراة، تأخر الأزرق 1ـ2 أمام جوبيلو إيواتا الياباني حتى الدقيقة 89، وهنا ظهر البرازيلي سيرجيو ريكاردو، وغرس سهمًا في قلب اليابانيين وليس شباكهم فقط، أتبعه بآخر حسم البطولة في الوقت الإضافي.
وحين يقف البليهي بين زملائه يتغنى بهدفه القاتل، سيذكّره زميله محمد جحفلي أنه كان السبّاق قبل 8 أعوام وفي نهائي آخر لـ “أغلى الكؤوس” أمام النصر، وبسيناريو مطابق.
المحطة التالية جاءت بعد عامين، مع قاتل آخر، هو ياسر القحطاني، والضحية كان الفتح في الجولة الـ 21 من دوري 2016ـ2017.
آنذاك كان الفتحاويون يلملمون أوراقهم، راضين بنقطة التعادل السلبي، فساعة الملعب تشير إلى الدقيقة السابعة من الوقت بدل الضائع، ولا نذير يلوح في الأفق، وحينها ظهر “الكاسر” وسجّل هدفًا ينسب إليه كثيرون الفضل في فوز الهلال بلقب ذلك الدوري.
الوداد المغربي أيضًا اكتوى بهذه الضربات، وكان طاعنه محمد كنو، لاعب وسط الأزرق، في الدقيقة الأخيرة من مباراتهما في كأس العالم للأندية، فبراير الماضي.
فبينما كانت أحلام الوصول إلى نصف النهائي تداعب خيال الوداديين، جاء الهلال وأحالها إلى كابوس بركلة جزاء ترجمها كنو إلى هدف، تلتها الضربة القاضية عن طريق “الترجيح”.
كسر روتين السكن
خالف الهلاليون عادة السكن قرب ملعب الجوهرة المشعة، واختاروا فندقًا بعيدًا نسبيًا قبل خوض نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، أمس الأول.
وطبقًا لمصادر خاصة بـ “الرياضية”، اتخذت إدارة الهلال هذا القرار من باب التغيير وكسرًا للروتين.
ونزل الفريق في فندق شانجريلا، البعيد عن ملعب المباراة بنحو 20 كيلومترًا، بدلًا من اختيار آخر أقرب، خلافًا للعادة.
وفاز الأزرق باللقب، بعد تغلبه على الوحدة، في مباراة امتدت إلى وقتين إضافيين وركلات ترجيح.
القميص 66.. تسليم قبل 5 أيام
جهّزت الشركة المسؤولة عن توريد أطقم فريق الهلال الأول لكرة القدم، القميص الذي ارتداه اللاعبون صباح أمس أثناء التتويج بكأس الملك، قبل المباراة النهائية بنحو 5 أيام، حسبما كشفت لـ “الرياضية” مصادر خاصة. وظهر اللاعبون، بعد المباراة، بقميص يحمل على ظهره رقم “66” وهو عدد البطولات الرسمية للفريق حسب إحصاء النادي، في تقليد هلالي معتاد خلال الأعوام الأخيرة. وبحسب المصادر، جرى العمل على تصميم ذلك القميص فور الصعود إلى المباراة النهائية. وطلبت إدارة النادي من شركة “موج”، مسؤولة الأطقم، تجهيز هذا القميص، حتى يرتديه اللاعبون في حال تحقيق البطولة.
الجوير.. يجرح ويداوي
تحتاج إلى إرادة صلبة، وعزيمة فولاذية، حتى تنهض من لحظات انكسارك، وهذا ما أظهره مصعب الجوير، لاعب وسط فريق الهلال الأول لكرة القدم، أمس الأول، خلال نهائي كأس الملك.
أهدر الجوير ركلة جزاء في الدقيقة الخامسة من الوقت الإضافي الأول، وإخفاق كهذا من شأنه إحباط كثيرين، لكن لاعب الوسط ليس منهم، فسريعًا وضع ما حدث خلف ظهره، حتى جاءت اللحظة الحاسمة.. كرة أخرى من الوضعية ذاتها في ماراثون ضربات الترجيح. استحضر الجوير جودته المعروفة في مثل هذه المواقف، استعاد لحظة تسجيله الركلة الحاسمة أمام الوداد المغربي في كأس العالم للأندية، فبراير الماضي، وركلات أخرى مماثلة في ربع نهائي، ونهائي كأس العرب للشباب 2022، وفي الدوري السعودي للشباب، وأسكن الكرة بهدوء تام، وبأعصاب حديدية شباك الوحدة.
يقولون إن الحياة تمنحك فرصة ثانية دائمًا، هي الغد، أما الجوير فلم ينتظر نور الصباح، وقرر اغتنام فرصته الجديدة خلال أقل من نصف ساعة.
رفقة ابن نافل.. الكأس تصل مقرها
تولى فهد بن نافل، رئيس نادي الهلال، مهمّة حمل كأس خادم الحرمين الشريفين، أثناء التحضير للسفر إلى الرياض، بعد اقتناص لقب البطولة، صباح أمس.
ورصدت “الرياضية” ابن نافل وهو يحمل الكأس أثناء خروجه كآخر المغادرين من ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية في جدة “الجوهرة المشعة”، مسرح النهائي.
ورافقت الكأس الأغلى الفريق على متن الطائرة الخاصة التي أقلتهم إلى العاصمة عند الـ 02:00 صباح أمس.
وبحسب مصادر “الرياضية”، تناول الهلاليون وجبة العشاء في ملعب المباراة، وانتقلوا منه إلى المطار مباشرة، دون العودة إلى فندق السكن.
وسيحتفظ النادي بهذه النسخة في خزانته إلى الأبد، بعد تحقيقه البطولة 4 مرات منذ عودة تنظيمها عام 2008.
وتنصُّ لائحة المسابقات والبطولات السعودية في مادتها الـ 45 على أن “النادي الذي يفوز بكأس خادم الحرمين الشريفين ثلاث مرات متتالية، أو أربع متفرقة، يحقُّ له امتلاك الكأس نهائيًّا، ويقدم الاتحاد كأسًا أخرى جديدة للمسابقة في الموسم التالي”.
تعثر لحظة التتويج
يتعثر المسؤولون عادة عند لحظات الهزيمة، أما فهد بن نافل، رئيس نادي الهلال، فحدث له ذلك وقت التتويج بكأس خادم الحرمين الشريفين، صباح أمس، في مشهد عفوي.
وبعد تشرُّف رئيس الهلال، برفقة عبد الله المعيوف، حارس المرمى، وسلمان الفرج، لاعب الوسط، بالسلام على الأمير محمد بن سلمان، وليّ العهد، وتسلُّم الكأس منه، استعدادًا للنزول إلى أرض الملعب، فقد ابن نافل توازنه وتعثر.
وعن ذلك قال مازحًا عقب المباراة في تصريحات إعلامية إنَّ هذه “أول وآخر مرة سيرفع فيها الكأس مع اللاعبين”.وحظيت تلك اللقطة بتداول واسع عبر منصّات التواصل الاجتماعي، وتناقلها المغردون على مدار الساعات التالية للتتويج الهلالي، جنبًا إلى جنب هدف علي البليهي القاتل، وركلات الترجيح، والاحتفالات الزرقاء.
أخبار متعلقة :