دبي - هبه الوهالي - رفعت السعودية شعار «معًا ننمو» عندما أعدّت ملفها الناجح لاستضافة نهائيات كأس العالم 2034، لتعود مرة أخرى وتؤكد أن النجاح أصبح مجرد عادة بالنسبة لها، مع توالي الاستضافات والقفزات العملاقة. وأصبحت السعودية وجهة مثالية لمختلف البطولات والمسابقات، من بينها وليس آخرها كأس الخليج الـ 27 عام 2026.
وتحولت الأحلام إلى واقع، بما يتماشى مع رؤية 2030 التي حققت خطط التحول الشاملة في كافة المجالات، ومن بينها الرياضة وكرة القدم، إذ صارت البلاد وجهة رئيسة لمختلف الفعاليات الرياضية والبطولات الكروية، لذا لم يكن غريبًا أن تفوز بحق استضافة بطولة «خليجي 27»، بعد أيام من نجاح ملف مونديال 2034 في نيل ثقة العالم. وستُلعَب البطولة الخليجية في العام الذي يسبق استضافة السعودية كأس آسيا للمرة الأولى.
وبات يُنظَر إلى كرة القدم بوصفها قوة ناعمة قادرة على توحيد المجتمعات، وخلق روح العمل الجماعي، لذلك قررت السعودية الاستثمار بقوة في هذا المجال، من خلال الفوز باستضافة معظم الأحداث الكروية في المنطقة خلال الأعوام المقبلة.
وكما نجحت السعودية في الفوز بملف استضافة دورة الألعاب الآسيوية للصالات والفنون القتالية في 2025، وكأس آسيا لكرة القدم 2027، ودورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2029 في تروجينا بنيوم، ودورة الألعاب الآسيوية 2034، وذروة هذه الأحداث باستضافة 48 منتخبًا في دولة واحدة للمرة الأولى خلال نهائيات مونديال 2034، جاء الدور على بطولة كأس الخليج لتستضيفها السعودية من جديد، بعد غيابٍ لنحو 12 عامًا.
واستضافت السعودية كأس الخليج للمرة الأولى عام 1972، حين أُجرِيَت «خليجي 2» على ملعب الملز في الرياض وفاز بها منتخب الكويت بعدما تعادل بالنقاط مع «الأخضر»، لكن فارق الأهداف حسم اللقب.
وانتظرت السعودية نحو 16 عامًا، حتى استضافت البطولة من جديد، من خلال «خليجي 9» في 1988، وظلت البطولة عصية على «الأخضر» في أرضه ووسط جماهيره، وفاز بها منتخب العراق، على ملعب الملك فهد الدولي في الرياض، فيما حلّ المنتخب المستضيف في المركز الثالث.
وابتسمت البطولة أخيرًا للمنتخب على أرضه عام 2002 في الرياض، وتُوِّج بها إثر حصده 13 نقطة من خمس مباريات، لينال لقبه الثاني خليجيًا، قبل أشهر من إضافة لقب ثالث وأخير شهِدَت عليه ملاعب الكويت، في حين تحقق اللقب الأول عام 1994 في الإمارات.
وكان مفترضًا تنظيم «خليجي 22» في مدينة البصرة العراقية عام 2014، لكن لنقص الاستعدادات الأمنية نُقِلَت النسخة إلى الرياض، وفاز بها منتخب قطر وحلّ المضيف ثانيًا.
وإذا كان السعوديون قد استضافوا تلك النسخة بعد تعذّر تنظيمها في العراق، فإن نسخة عام 2026 ستأتي وسط بحرٍ من الإنجازات والنجاحات والأحداث الاستثنائية في السعودية في مختلف المجالات.
وسيكون العالم شاهدًا على نجاح الإرادة السعودية في استضافة مختلف البطولات والفعاليات. وستُظهِر السعودية ريادتها باستضافة كأس آسيا 2027، وقبلها كأس الخليج، وذلك قبل التحدي الأكبر والرهان الأكثر جرأة وتفردًا باستضافة مونديال 2034، أول نسخة من أكبر محفل عالمي تشهد مشاركة 48 منتخبًا في بلدٍ واحد.
وتأتي هذه الخطوات المتسارعة والمتلاحقة للسعودية متوافقةً مع تصريحات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إذ أكد عزم البلاد الكبير على المساهمة الفعّالة في تطوير لعبة كرة القدم حول العالم، ونشر رسائل المحبة والسلام والتسامح، متسلحة بقدراتها وإمكاناتها الكبيرة، علاوة على طاقات شعبها وهممهم العالية لتحقيق الصعاب.
أخبار متعلقة :