مدير المنتخب السعودي.. عبد الرحمن بن سعود وماجد والمصيبيح.. وداود الأطول بقاء

دبي - هبه الوهالي - لا يُعدُّ منصب مدير المنتخب السعودي الأول لكرة القدم مهمةً إداريةً تقليديةً، فهو كما يقول عنه لـ «الرياضية» صالح خليفة، نجم «الأخضر» في السبعينيات والثمانينيات الميلادية، همزة الوصل بين المدرّب واللاعبين وبين الجهاز الفني واتحاد اللعبة، فضلًا عن كونه صاحب المسؤولية الرئيسة عن كل صغيرة وكبيرة في المنتخب باستثناء الجوانب الفنية المتروكة للمدربين.
ومنذ استحداث هذا الدور، مطلع السبعينيات الميلادية، مرَّت عليه أسماء رنّانة وأخرى أقل شعبية بين الجماهير الرياضية، لكنها حظيت كذلك بثقة مُسيِّري الرياضة السعودية.
واعتذر حسين الصادق، حسبما أعلن اتحاد اللعبة، الإثنين، عن عدم الاستمرار مديرًا للمنتخب، مكملًا بذلك التغيير الذي بدأ الشهر الماضي مع إنهاء عقد المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني وإعادة الفرنسي هيرفي رينارد.
لكن هذه ليست أول استقالة يقدمها مديرٌ لـ «الصقور الخُضر». وفيما تأسس الاتحاد السعودي عام 1956، استحدثت إدارته هذا الدور عام 1970، بالتزامن مع الاستعداد لخوض منافسات النسخة الأولى من كأس الخليج العربي، وكلّفت به عبد الرحمن العليق. لم تكن مهمة دائمة، وإنما مؤقتة، تُفعَّل مع انطلاق مشاركةٍ ضمن بطولةٍ ما وتنتهي بختامها.
ومِن بين مَن كُلِّفوا بها عباس حداوي، في كأس الخليج 1972، والأمير عبد الرحمن بن سعود، في كأس الخليج 1976.
ومع حلول عقد الثمانينيات الميلادية، دخلت الكرة السعودية إلى مرحلة جديدة، تصاعدت فيها الطموحات وزادت الارتباطات. تغيَّرت أيضًا النظرة لوظيفة مدير المنتخب ومدى أهميتها، فتحوّلت من مؤقتة إلى دائمة، وكان فهد الدهمش أول من شغلَها بشكلها الجديد. وخلال فترته، التي دامت نحو أربعة أعوام، حصد «الأخضر» اللقب الأول في تاريخه، عندما رفع كأس آسيا 1984 في سنغافورة. ولما غادر الدهمش مستقيلًا، حلَّ علي داود خلفًا له، واستمر نحو عشرة أعوام، وهي أطول فترةٍ لأيِّ شخصيةٍ في هذا المنصب، وتخلَّلها أول حضورٍ سعودي في كأس العالم، عبر نسخة أمريكا 1994.
وحسين الصادق، الذي عُيِّن في 2018، هو صاحب ثالث أطول فترة، ويسبقُه فهد المصيبيح، الذي استمرّ من 2004 إلى 2011.
أما أشهر من اختير لهذه الوظيفة، من اللاعبين المعتزلين، فكان الأسطورة ماجد عبد الله، الذي تلقّى تكليفًا محدَّدًا، على طريقة ما قبل 1982، بإدارة المنتخب خلال كأس العالم 2018، لكنه اعتذر قبل تسلُّم المهمة بسبب ظروف خاصة، فيما أدَّاها عمر باخشوين، ومن بعده وقع الاختيار على الصادق، الذي عمِل مع المدرب الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي ومانشيني، وعايش الفترة الأولى للمدرب رينارد كاملةً، بين 2019 و2023.
وفيما استقال الصادق، وقبلُه باخشوين وخالد المعجل والمصيبيح وداود والدهمش، أُعفِيَ من هذا المنصب أحمد عيد، المعيَّن بعد مغادرة داود، وفيصل عبد الهادي، الذي حلّ خلفًا لعيد في 1998 وبقِي خمسة أعوام، وزكي الصالح، المدير من 2013 إلى 2017.
ومن واقع تمثيله الطويل للمنتخب السعودي الأول، يشرح صالح خليفة مهام مدير «الأخضر» قائلًا «هو حلقة وصل في كل ما يخص الجوانب الإدارية، ويتولى تجهيز المعسكرات والملاعب ورحلات السفر وتنسيق المباريات، ومن أدواره توجيه خطابات استدعاء اللاعبين الدوليين للأندية، والتأكد من التزامهم داخل المعسكر، هو مسؤول عن كل شيء ما عدا الجوانب الفنية».
ويضيف علاء رواس، المدرب السابق لحراس مرمى «الأخضر»، إلى هذه المهام ضبط العلاقات بين الجميع داخل المنتخب وإعداد تقارير إدارية عن التواصل مع الأندية.
وفي بيان الإعلان عن اعتذار الصادق، الذي أصبح أول من يغادِر هذا المنصب وسط تصفياتٍ مؤهلةٍ لكأس العالم، لم يحدد اتحاد اللعبة بديله أو مدى زمنيًا لاختيار البديل.

Advertisements

أخبار متعلقة :