إذا كنت تخاف من إنقطاع الرزق عنك أو تشعر باليأس والإحباط شاهد هذا الفيديو وسوف تتغير حياتك للأبد

الرياض - ياسر الجرجورة في الثلاثاء 4 أبريل 2023 12:43 صباحاً - يعتبر إنقطاع الرزق من أكثر الأمور التي يخاف منها معظم الناس، ويدب اليأس والقلق في قلوبهم عند أول منعطفات الحياة، متناسين أو متجاهلين أن الله سبحانه وتعالى قد تكفل بالرزق لعباده،  وأنه سبحانه وتعالى (يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ)، (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا).

Advertisements

ومن الأمور الخاطئة التي يجهلها الكثير، هو ظنهم واعتقادهم أن الرزق يتمثل بالمال فقط، لذلك عندما يفقدونه يبدأ القلق واليأس يساورهم،  ويصل الأمر في بعض الحالات للانتحار،  ولا يعلمون أن الرزق للرزق صورا كثيرة وأبواب شاسعه ، فالرزق هو كلّ ما أنعم الله على عباده من نِعَمْ سواء ماديّة أو معنويّة؛ كالمال، والزوج، والولد، والأهل، والصحة، والحب، والقبول، وغير ذلك، وسمّي الرزق رزقاً لأنه مقدّرٌ من الله عزّ وجل، ولذلك فإنّ كلّ ما مَنّ به الله على عباده هو رزقٌ يجب على هذا الإنسان شكره والحفاظ عليه.

يقول يوسف القرضاوي في توضيح ذلك : ( أن الضيق والسعة في الرزق مسألة نسبية، فكم من أناس يحسبون أنهم في ضيق، ولكن البركة تجعل ضيقهم واسعا، والقناعة بما رزق الله يكفيهم، والرضا بما قسم الله يغنيهم) وفي الحديث: “ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس”.

ويقول الامام الشافعي : إذا كنت ذا قلب قنوع     فأنت ومالك الدنيا سواء!

ويقول الشاعر عمرو بن الأهتَم السعدي : لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها   ولكن أخلاق الرجال تضيق

وفي هذة المقالة نحاول أن نلخص لكم أسباب انقطاع الرزق،  وأسباب جلبه. 

أولاً أسباب انقطاع الرزق :

يقول الشيخ محمد صالح المنجد،  أن ما يحصل في الأرض من المجاعات، إنما هو بذنوب العباد، واحتباس المطر كذلك، ما يحدث من المجاعات بظلم بعضهم لبعض، وتسلط بعضهم على بعض، وإلا فإن في الأرض ما يكفيهم وزيادة 

وقد ذكر العلماء الكثير من أسباب انقطاع الرزق ولعل أهمها كثرة ذنوب والمعاصي التي يرتكبها الإنسان،  ومن الأسباب أيضاً :

– الزنا ويكون بسبب الاختلاط والخلوة مع الأجانب أو المحرمين على النساء وهذا يؤدي إلى الكثير من الأمراض التي لا يحمد عقباها. 

– عدم إخراج المال للزكاة. 

– غش الناس والكذب عليهم في أسعار البضاعة المباعة.

ثانياً أسباب جلب الرزق أو سعة الرزق :

يقول الله سبحانه وتعالى: ( وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ، فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ ).

ويقول الشيخ محمد صالح المنجد في تبيان ذلك: ” من الأشياء التي تسكن القلق: أن الله أول ما خلق القلم وقال له: اكتب، فكتب مقادير السموات والأرض، كتب المقادير، وكتب ما هو كائن قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وجف القلم على هذا المكتوب، وطوى الله عنا الغيب، أمران عجيبان، كتب المقادير كلها قبل أن يخلق الخلق، وطوى عنا الغيب فلا نعلمه، وأمرنا باتخاذ الأسباب، والدعاء، وأخبرنا أنه كتب المقادير، ومنها: أرزاقنا: (لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ) وأن تعلم أنه شيء مقسوم، مكتوب، مقدر، مفروغ منه، وزيادة على ذلك ما من نفس تنفخ في جسدها وهي جنين في بطن أمها إلا وملك يرسل لنفخها، ويكتب رزقها وأجلها وعملها، وشقي أو سعيد،  كما أخبرنا: أن نفسًا لن تموت حتى تستكمل رزقها، ما في شيء مكتوب لك إلا سيأتيك قبل أن تموت قطعًا. 

ويضيف الشيخ المنجد أن قضية الرزق مكتوب حتى لا يحمل الإنسان نفسه فوق ما تحتمل، فهو مطالب بالأخذ بالأسباب،  قال الله سبحانه وتعالى: “فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ”.

وقد أورد الشيخ يوسف القرضاوي عشرة أسباب لسعة الرزق وبركته،  وهي كالتالي :

اولاً : تقوى الله تبارك وتعالى : فقد وعد سبحانه المتقين بذلك، فقال في كتابه الكريم: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} ، وقال: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}، وقال تعالى عن أهل الكتاب: {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ} . وتقوى الله تكون بفعل ما أمر، والانتهاء عما نهى عنه وزجر.

ثانيًا : التوبة والاستغفار : فمن طبيعة الإنسان أنه ضعيف، كما قال الله تعالى: {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا}، لا ينفك عن التقصير والعصيان، والمخالفات، في ترك المأمور، وارتكاب المحظور، وإن من مخاطر الذنوب أنها سبب من أسباب حرمان الرزق والبركة فيه، وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ الْعَبْدَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ” رواه أحمد وحسنه مخرجوه لغيره.

ثالثاً : بر الوالدين وصلة الرحم : وقد ورد في ذلك أحاديث كثيرة، منها:

ما رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله  يقول: “مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ”. وما رواه البخاري أيضًا من حديث أنس بن مالك  أن رسول الله  قال: “مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ” رواه البخاري. وقد عنون البخاري رحمه الله على هذين الحديثين بقوله: “باب من بُسط له في الرزق بصلة الرحم”.

رابعاً : الإنفاق في سبيل الله : وهذه من أهم أسباب سعة الرزق، وكثير من الناس فرط فيه، بدعوى الخوف من الفقر والفاقة، مع كثرة النصوص الواردة في الحض والحث على الانفاق في سبيل الله من الكتاب والسنة، ومن ذلك:

قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}، يقول ابن كثير رحمه الله: “أي مهما أنفقتم من شيء فيما أمركم به، وأباحه لكم، فهو يخلفه عليكم في الدنيا بالبدل، وفي الآخرة بالجزاء والثواب” .

خامساً : الإحسان إلى الضعفاء : فهي من الأسباب التي يرزق الله بها العباد وينصرهم، وهذا ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم، في حديث مصعب بن سعد رضي الله عنه، حيث رأى سعد  أن له فضلاً على من دونه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم” رواه البخاري.

سادساً : استحضار القلب في العبادات : ومن الأسباب التي يستجلب بها الرزق: تفريغ القلب للعبادة عند أدائها، ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “إن الله تعالى يقول: يا ابن آدم، تفرغ لعبادتي أملاً صدرك غنى، وأسد فقرك، وإن لا تفعل ملأت يدك شغلاً، ولم أسد فقرك”، رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني.

سابقاً : شكر الله على النعم الموجودة : ومن أسباب زيادة الرزق، هو شكر الله على النعم السابغة، قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}، فالشكر يقيد النعم الموجودة، ويجلب النعم المفقودة، وفي ذلك يقول عمر بن عبد العزيز: “قيَّدوا نعم الله بشكر الله، فالشكر قيد النعم، وسبب المزيد”. ويكون شكر الله بإقرار القلب بالنعمة، والثناء باللسان على الله، واستعمال هذه النعمة فيما يرضي الله سبحانه.

ثامنا : الزواج : يقول الله تعالى: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}، ويقول عمر بن الخطاب: عجباً لمن لم يلتمس الغنى في النكاح، والله يقول: {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}.

تاسعا : المتابعة بين الحج والعمرة : ومن الأشياء التي جعلها الإسلام سببًا لنفي الفقر وسعة الرزق: المتابعة بين الحج والعمرة، ففي الحديث عن ابن عباس مرفوعا: “تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة” والحديث رواه الترمذي والنسائي، وصححه الألباني.

عاشراً : الأخذ بأسباب الكسب : ولا يكفي ما سبق دون الأخذ بأسباب الكسب، فقد جرت سنة الله ألا ينال رزقه إلا بكدح وسعي، فمن جد وجد، ومن زرع حصد. يقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}، فمن مشى في مناكب الأرض الذَّلول، أكل من رزق الله، ومن قعد وتقاعس – بلا عذر- كان جديرا ألا يأكل، إلا أخذًا من حق غيره من المشاة العاملين.

آيات وأدعية لسعة الرزق

هناك الكثير من الأدعية التي إذا دعاها الشخص تزيد من رزقه وهناك أيضا الكثير من السور القرآنية التي تحث على السعي للرزق ، ولكلِّ إنسان في الدنيا نصيبٌ آخذه ليس بتاركه، ولكلّ إنسان بابان في السماء؛ باب يصعد منه عمله إلى ربّه، وباب ينزل إليه رزقه من عند الله، وإنّ هذا الباب مفتاحه بيد من يملك خزائن السماوات والأرض، لهذا فلْتعلم أنّ هذا الباب مفتوح بِقدْرِ ما يريد الله، وكلّما أديت حق الطاعة اتسع هذا الباب، وهذه مهمتك أنت، لذا سنقدّم بعضَ المأثورات التي هي أسباب مباشرة في أيدينا لخير مبارك وفير، والتي جميعها تأتي بعد الثقة بالله والتوكل عليه والتوجه إليه، منها : 

سورة الواقعة، وسورة الفاتحة، وسورة الذاريات، وآية قضاء الدين: (قُلِ اللَّـهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ، وآية: (وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ). 

دعاء: “اللهم اغفر ذنبي وبارك لي في داري ووسع لي في رزقي”، يُقرأ بعد كل وضوء، ودعاء: “اللهم إني أسألك الهدى، والتقى، والعفاف، والغنى”. 

وذكر أسماء الله الحسنى: الغني المغني المعطي. 

البسملة وقول “بسم الله الرحمن الرحيم” على كل شيء؛ المال والطعام وغيره فإنّ الله يبارك به وينمّيه، ففيها السّر الأعظم الذي أودعه الله في كتابه العزيز.

الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم  لما لذلك من أجراً كبير.

أخبار متعلقة :