الرياض - ياسر الجرجورة في الأحد 26 يناير 2025 06:16 صباحاً - شهدت حركة السياحة الدولية في عام 2024 طفرة كبيرة مقارنة بالأعوام السابقة، ليصل عدد السياح الدوليين إلى 1.4 مليار سائح، مما يعكس انتعاش قوي للقطاع بعد سنوات من التوقف بسبب جائحة كوفيد-19.
تقرير دولي يكشف عن ضربة جديدة وجهتها السعودية للإمارات وتركيا
في هذا السياق، أعلن الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، زوراب بولوليكاشفيلي، أن العديد من الوجهات السياحية في العالم قد استقبلت أعداداً أكبر من السياح الدوليين مقارنة بما تم تسجيله قبل عام 2019.
يعتبر هذا العام نقطة فارقة، حيث تجاوزت أعداد السياح المسجلة في 2024 مستويات ما قبل الجائحة، مما يعكس تعافي القطاع بشكل غير مسبوق.
أوروبا تحتل الصدارة العالمية في السياحة الدولية
من بين جميع الوجهات السياحية حول العالم، احتفظت القارة الأوروبية بمكانتها كأفضل وجهة سياحية في العالم، حيث استقبلت ما يقارب 747 مليون سائح دولي.
يعود هذا النجاح إلى الطلب القوي داخل القارة الأوروبية نفسها، بالإضافة إلى سهولة التنقل بين دول الاتحاد الأوروبي، مما يساهم في تعزيز حركة السياحة بشكل مستمر.
أوروبا تعد من المناطق التي استفادت بشكل كبير من استعادة حركة السياحة بعد الجائحة، حيث شهدت العديد من الدول الأوروبية انتعاش ملحوظ في القطاع.
نمو قوي في مناطق مختلفة من العالم: شمال أفريقيا والشرق الأوسط وأميركا الوسطى
أثبتت بعض المناطق الأخرى أيضاً قدرتها على جذب السياح الدوليين بشكل لافت، حيث سجلت مناطق مثل شمال إفريقيا زيادة بنسبة 22% مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة.
كما شهدت أميركا الوسطى ارتفاعاً بنسبة 17% في أعداد الزوار الدوليين، في حين ارتفعت حركة السياحة في منطقة الشرق الأوسط بنسبة 22%، حيث كانت دول مثل تركيا والسعودية والإمارات من أبرز الوجهات السياحية التي استقطبت أعداداً كبيرة من السياح.
هذا النمو اللافت في هذه المناطق يشير إلى تنوع الخيارات السياحية التي تقدمها الوجهات غير التقليدية، مما ساهم في تعزيز مكانتها على خريطة السياحة العالمية.
آسيا: أقوى نمو في السياحة رغم التحديات
شهدت منطقة آسيا والمحيط الهادئ أقوى نمو في حركة السياحة الدولية خلال العام الماضي، حيث ارتفعت أعداد السياح بنسبة 33% مقارنة بعام 2023.
هذا النمو جاء عقب الرفع الكامل للقيود الصحية في الصين، مما فتح الباب أمام استئناف السفر والتجارة السياحية في المنطقة.
رغم هذا النمو الكبير، يبقى مستوى توافد السياح إلى آسيا أدنى من المستويات التي كانت قبل جائحة كوفيد-19، حيث بلغ نحو 87% من أعداد السياح المسجلين في عام 2019.
وهذا يعكس وجود بعض التحديات التي لا تزال تواجهها بعض الوجهات السياحية الآسيوية.
التوقعات المستقبلية: استمرار النمو في السنوات القادمة
من المتوقع أن يواصل القطاع السياحي النمو خلال عام 2025، مع تقديرات بزيادة تتراوح بين 3% و5% مقارنة بعام 2024، وهو ما يشير إلى استمرار الاستفادة من التعافي المستمر للسياحة الدولية.
في هذا السياق، أشار الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية إلى أن النمو في القطاع سيكون مدفوع بشكل رئيسي بالسياحة في آسيا، وهي المنطقة التي تحمل إمكانات كبيرة في استعادة مكانتها كأحد أبرز وجهات السياحة العالمية.
التحديات المرتبطة بارتفاع أعداد السياح
رغم النمو القوي في حركة السياحة، يظل هناك بعض التحديات التي يواجهها القطاع، لا سيما فيما يتعلق بمسألة "السياحة المفرطة" وتأثيرها على الموارد المحلية والأسعار.
الزيادة الكبيرة في أعداد الزوار في بعض الوجهات السياحية أثارت استياء في العديد من الدول، بسبب التأثيرات السلبية على البيئة المحلية، وارتفاع تكاليف المعيشة، بالإضافة إلى الضغط على البنية التحتية.
هذا الارتفاع في أعداد السياح يستدعي المزيد من التنظيم والتخطيط لضمان التوازن بين الاستفادة الاقتصادية والحفاظ على الموارد والبيئة.
دور السياحة كقطاع اقتصادي مسؤول في المستقبل
كما أشار بولوليكاشفيلي، فإن هذه الزيادة في السياحة تذكرنا بمسؤولية هذا القطاع الكبير في الاقتصاد العالمي.
من المهم أن يتم تطوير السياحة بطريقة تضمن استفادة المجتمعات المحلية والبيئة بشكل مستدام.
وضع الناس في صلب هذا التطوير يساهم في تعزيز أهمية السياحة كمحرك اقتصادي رئيسي، وفي الوقت نفسه الحفاظ على التوازن بين الاستدامة والنمو.
إجمالاً، يبدو أن عام 2024 سيكون نقطة تحول حاسمة في مجال السياحة الدولية، مع استمرار التحديات والفرص التي قد تساهم في إعادة تشكيل هذا القطاع الحيوي.
أخبار متعلقة :