نهاية عصر نفط السعودية والخليج… دولة مجاورة تصبح أغنى دولة في العالم بعد اكتشاف ثروة طائله !

الرياض - ياسر الجرجورة في الجمعة 17 يناير 2025 02:31 مساءً - دارت روليت الحظ دورتها ووقفت عند دولة مجهولة لمعظم سكان الأرض، لأنه فقير وصغير، لا مغريات فيه إلا شلال اسمه Kaieteur تهوي مياهه من ارتفاع 226 مترا. إلا أن “صندوق النقد الدولي” وجد في دولة جمهورية Guyana المجاورة لفنزويلا وسورينام والبرازيل، واحدة من أهم وأكبر المغريات المسيلات للعاب، فذكر بتقرير أصدره السبت الماضي، أن اقتصاد هذا البلد الصغير “سيحقق في 2020 أكبر نسبة نمو بالعالم، مقدارها البالغ 86% يزيد 14 ضعفاً عن معدل النمو المتوقع العام المقبل لاقتصاد الصين

Advertisements

تقع دولة غويانا، التي كانت حتى وقت قريب غير معروفة للكثيرين، في شمال أمريكا الجنوبية، حيث تحدها فنزويلا، سورينام، والبرازيل. وتتميز بتاريخ طويل تأثر بالاستعمار البريطاني، إذ نالت استقلالها عام 1966. رغم حجمها الصغير الذي لا يتجاوز 215,000 كيلومتر مربع وعدد سكانها البالغ 780 ألف نسمة فقط، أصبحت غويانا اليوم محور الاهتمام العالمي بفضل ثرواتها الطبيعية الهائلة.

في عام 2015، اكتُشفت احتياطيات نفطية ضخمة في مياهها الإقليمية من قبل شركة ExxonMobil الأميركية. تشير التقديرات إلى أن هذه الاحتياطيات تزيد عن 5.5 مليارات برميل مع توقعات بزيادة مستمرة مع كل اكتشاف جديد. يُتوقع أن تضخ هذه الاكتشافات أكثر من 250 مليار دولار في خزينة الدولة، مما يمهد الطريق لتحولات اقتصادية كبيرة ستغير وجه هذه الدولة بشكل جذري.

نمو اقتصادي غير مسبوق

في تقرير صادر عن صندوق النقد الدولي، من المتوقع أن يشهد اقتصاد غويانا نموًا بمعدل 86% في عام 2020، وهو أكبر معدل نمو على مستوى العالم، متفوقًا بأكثر من 14 ضعفًا على الاقتصاد الصيني. وتشير التوقعات إلى أن إنتاج النفط سيسهم بحوالي 40% من الناتج المحلي الإجمالي خلال السنوات الخمس القادمة، مما يجعل غويانا واحدة من أغنى دول العالم.

كما توقعت بيانات رسمية أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي للدولة، الذي يبلغ حاليًا 4 مليارات دولار، بمعدل يتراوح بين 300% إلى 1000% بحلول عام 2025، مع وصول إنتاج النفط إلى 750,000 برميل يوميًا.

تحديات تواجه الدولة

رغم التوقعات الإيجابية، تواجه غويانا تحديات كبيرة يمكن أن تعيق تطورها، من أبرزها:

  1. الفساد المستشري: تصنّف منظمة الشفافية الدولية غويانا ضمن الدول ذات الفساد المرتفع، حيث حلت في المرتبة 93 من بين 175 دولة في مؤشر الفساد لعام 2022.
  2. ارتفاع معدلات الجريمة: تعاني البلاد من معدلات مرتفعة للقتل والسرقة، مما يجعلها من بين أخطر الدول في المنطقة بعد فنزويلا، كولومبيا، والبرازيل.
  3. النزاعات الحدودية: تدّعي فنزويلا أن ثلاثة أرباع أراضي غويانا تابعة لها، مما يؤدي إلى نزاعات مستمرة تهدد الاستقرار في المنطقة.

فرص واعدة ورهانات مستقبلية

رغم التحديات، تُعتبر غويانا نموذجًا للإمكانيات الكامنة في الموارد الطبيعية. بفضل النفط، يمكن أن تتحول من دولة تعاني من الفقر والبطالة إلى واحدة من أكثر الدول جذبًا للاستثمارات. السفير الأميركي لدى غويانا، بيري هولواي، أكد أن "ما تم اكتشافه من احتياطيات نفطية ضخم للغاية"، مشيرًا إلى أن غويانا قد تصبح الأغنى في نصف الكرة الأرضية وربما في العالم بأسره.

ومع دخول العائدات النفطية إلى الاقتصاد المحلي، يمكن أن تشهد الدولة نهضة في مختلف القطاعات، من بنية تحتية وتعليم إلى صحة وخدمات عامة. ومع ذلك، سيظل نجاح غويانا مرتبطًا بقدرتها على مواجهة الفساد، تحسين الأمن، وحل النزاعات الحدودية مع جيرانها.

تاريخ مظلم ومجزرة تهز الذاكرة

من بين الأحداث التي لا تزال تُذكر في تاريخ غويانا، المجزرة المروعة التي وقعت عام 1978 في مستوطنة "جونز تاون"، حيث انتحر أكثر من 918 شخصًا، بينهم 300 طفل، بناءً على أوامر من القس الأميركي جيم جونز. هذه الحادثة المأساوية لا تزال رمزًا للتحديات الاجتماعية والنفسية التي واجهتها الدولة.

أخبار متعلقة :