تحديات فن التصوير على مائدة «مقهى الصحافة»

الدوحة - سيف الحموري - صادق العماري: المركز يتكفل بطباعة كتاب لصور ضيفَي المقهى

Advertisements

عبدالعزيز الكبيسي: أول كاميرا اقتنيتها من والدي في الثمانينيات

فرحة الكواري: الدولة تدعم المبدعين فلا مبرر أمام المصورين القطريين

ناقشت الجلسة الرابعة من جلسات مقهى الصحافة التي ينظمها المركز القطري للصحافة، أهمية الصورة في العصر الحالي، وتأثيرها على المتلقي، والتحديات التي تواجه المصوّرين القطريين في هذا المجال الذي سهّل من انتشاره الهواتف الذكية. واستضافت الندوة التي أقيمت تحت عنوان «الصورة تنافس الكلمة» كلًا من المصور عبد العزيز الكبيسي، نائب مدير مركز قطر للتصوير ومدرب ومصور ومحكم في العديد من مسابقات التصوير، والمصورة فرحة الكواري -أمين سر ملتقى الصورة، وأدارت الجلسة الإعلامية أمل عبد الملك. حضر الجلسة سعادة السيد سعد بن محمد الرميحي- رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة، والسيد صادق العماري- المدير العام، وعدد من المهتمين من المصورين وصنّاع المحتوى.

 جوائز في الإعلام
واستهلت الجلسة بكلمة لسعادة السيد سعد الرميحي الذي أكد دعم المركز القطري للصحافة للمواهب الوطنية الشابة، مشيرًا إلى أن المواهب تحتاج لكثير من الرعاية والدعم لمواصلة إبداعها.
ودعا المصورين ألا يلتفتوا للعقبات والتحديات وأن يواصلوا توثيق مدن ومعالم قطر حتى تبقى إرثًا للأجيال القادمة، منوهًا إلى عدم وجود صورة للشيخ المؤسس، للتشديد على أهمية الصورة في التأريخ والتوثيق.
وكشف سعادته عن أن المركز القطري للصحافة يستعد لطرح جوائز في مجالات الإعلام والصحافة، ومن بين مجالاتها أجمل صورة؛ بهدف تشجيع ودعم المصورين القطريين.
وأعلن السيد صادق العماري، استعداد المركز لطباعة كتاب يضم أبرز اللقطات للمصورَين عبد العزيز الكبيسي، وفرحة الكواري، لافتًا إلى أن المركز القطري للصحافة لديه إصداران هما «ريشة المونديال» و»على سيف شرق» اللذان يوثقان الأحداث عبر الصورة، مؤكدًا حرص المركز على دعم المواهب القطرية الشابة، وتسليط الضوء على إبداعاتها وإبرازها في المجتمع.
 
 الصورة.. أم الكلمة!
وبدأت الإعلامية أمل عبد الملك النقاش بتوجيه سؤال للضيفين يتعلق بأيهما أهم.. الصورة أم الكلمة؟، فكان رأي المصورة فرحة الكواري أن الصورة تدعم النصوص الكتابية، لافتة إلى أهمية الصورة في الزمن الحالي، لاسيما في ظل الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، بالإشارة إلى الحرب على غزة، مشيرة إلى أنه في الكثير من الأحيان الصورة تصل أسرع من الكلمة، إلا أنهما يكملان المشهد.
 وأكد المصور عبد العزيز الكبيسي أن الصورة تنقل المشهد كما هو، والكلمة تشرح الصورة في ظل ازدحام العالم بالأخبار، موضحًا أن الصورة الخبرية رغم اختلافها عن الأسلوب المتبع في التصوير الفني أو الإعلاني إلا أن الصورة تبقى هي سيدة الموقف في تأريخ الأحداث، وتجميد اللحظات، لاسيما أن وتيرة الحياة ورتمها السريع جعل الصورة الأقرب إلى المتلقي.
 قطر فوتو

كاميرا من والدي‏
وعن بداياته قال الكبيسي: « أول كاميرا اقتنيتها كانت هدية من والدي عندما كنا في رحلة للقاهرة في الثمانينيات، وحينها بدأ ولعي بالتصوير، فكنت أصور كل ما تراه عيني، لكن بدايتي الحقيقية نحو الاحتراف والتدريب عام 2006، حيث بدأت عين المحترف التي صقلتها بالتدريب والممارسة، ورغم أنه في ذلك الوقت لم تكن مراكز للتدريب كما الآن، فإنني لم أتوقف أو اتراجع عن تطوير هذا الشغف حتى أصبحت مدربًا محترفًا في التصوير «.
‏التكنولوجيا الحديثة
وعن تأثير الهواتف الذكية على الكاميرات الاحترافية، قال الكبيسي: «للهواتف الذكية بالتقنيات العالية للكاميرا الملحقة بها أثر على بيع الكاميرات الاحترافية، وهذا الأمر له سلبياته وإيجابياته، من سلبياته خفض مبيعات الكاميرات الاحترافية، ومن إيجابياته أصبح السواد الأعظم لديه حب التصوير، وتوثيق اللحظة، كما أن الكاميرا الاحترافية تتطلب الكثير من المعدات، في حين التصوير عبر الهاتف الذكي سهّل المهمة، وبرز دوره في الأحداث الأخيرة في الحرب على غزة، والجميع أصبح مراسلًا متخطيًا حراس البوابة».
وتناولت الجلسة تأثير برامج الفوتوشوب والذكاء الاصطناعي على صناعة الصورة، وأشارت الكواري إلى أنّها لا تعتمد كثيرًا على برامج تعديل الصورة، وفي حال الاستخدام فالنسبة لا تتعدى 5%، متدخلًا المصور الكبيسي الذي تحدث عن الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الصورة ودوره في التغذية البصرية للمتلقي.
كما أكدت دور الجهات المعنية في الدولة في دعمها وتذليل المصاعب في احتضان صورها، وعقد المعارض سواء كان معرضًا شخصيًا أو معرضًا للمصورين القطريين منذ بداياتها، مشيرة إلى دعم الدولة للمبدعين، فلا حجة ولا مبرر أمام المصورين القطريين، لكن عليهم العمل بدأب وعدم التراخي، والتواجد في المحافل المعنية بالتصوير، فلكل مجتهد نصيب.

‏ تحديات وعقبات
 وحول التحديات والعقبات التي تواجه المصورين في دولة قطر، اتفق كل من المصور الكبيسي والمصورة فرحة الكواري على وجود عقبات أمام عمل وحركة المصورين في الأماكن العامة، والفعاليات المختلفة، لاسيما المصورين المستقلين، الذين لا يتبعون جهة بعينها، ودعا إلى تسهيل تصاريح التصوير.
وتحدثت الكواري عما يدفعهما للتصوير موضحة أن دافعها العمارة القديمة، لكنْ هناك صورا صورتها لإظهار موقف دولة قطر الثابت حيال دعم القضية الفلسطينية، وهي صورة الطفل الذي يلوح بعلم فلسطين، وقالت: «تعد من الصور القريبة والمهمة، فضلًا عن صورة لطفل أيضًا دمجت ما بين إعلان اسم قطر كدولة مستضيفة لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، وطفل يمسك بالكرة الرسمية للبطولة وكتب عليها الوعد».
وقال الكبيسي: « إن التخطيط للصورة أفضل، لكن كثيرًا ما تأتي الفكرة مباغتة، وحقيقة هذا ما أفضله، لكن أحب أن أشير إلى البودكاست الذي قمنا بإعداده لتوثيق تاريخ التصوير الفوتوغرافي في قطر من خلال المبدع عبدالرحمن العبيدان وعدد من مؤسسي حركة التصوير الفوتوغرافي في قطر، وكيف كانت البدايات بدعم صاحب السمو الأمير الوالد، حينما كان أميرًا للبلاد، وبدايات الجمعية القطرية للتصوير التي باتت مركز قطر للتصوير».

 مهرجان للتصوير
 وانتقل الحديث إلى يوم التصوير القطري، وقالت فرحة الكواري: «اليوم الذي اختير هو السبت الأول من شهر مارس سنويًا، وخلال الأعوام الماضية عقد في 7 مارس، لكن الخطة المقبلة أن يشهد تسويقًا أفضل مستهدفًا الفئات كافة».
 وأعلن الكبيسي، استعدادات وزارة الثقافة بتوجيهات سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة عقد مهرجان كبير للتصوير الفوتوغرافي في قطر قريبًا، لافتًا إلى أن اللجنة المختصة بهذا الحدث تعمل على قدم وساق، وسيكون المهرجان مفاجأة للجميع ومحبي التصوير خاصة.
وحول إدراج مادة للتصوير في المدارس، أوضح ضيفا الجلسة أن الأمر ليس بطرح مقرر بحد ذاته، لكن من المهم التعرف على ميول الطلبة من خلال طرح مادة مهارات تكشف ميول الطلبة، وتوجيههم نحو سبل تطوير موهبتهم أيًا كانت.

أخبار متعلقة :