أعيش في عزلة

الدوحة - سيف الحموري - د. العربي عطاء الله

Advertisements

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دكتور أصبحت أحب العزلة ولا أريد أن أخالط أحدا، ولا أستطيع أن أقدم خدمة أو منفعة للآخرين، ما أدري هل أستطيع أن أغير هذا الطبع ؟ أرجو أن تنصحوني، جزاكم الله خيرا أخوكم أبو محمد.

الإجابـــــة.
الأخ أبو محمد حفظك الله ورعاك، كما أشكرك على تواصلك معنا.
اعلم أن الإنسان بطبعه اجتماعي، ولا يستطيع أي إنسان أن يعيش بمفرده مهما أوتي من مهارات وقدرات، ولا يمكن أن ينجح نجاحا كاملا بمفرده، فهو يحتاج للإحساس بالصداقة والألفة والقبول في المجتمع، ولهذا حرص الإسلام على بناء العلاقات في الأمة، والحث على التعاون بين المؤمنين، قال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) آل عمران 103
وقال تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى) المائدة 2، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على آذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم ) رواه الترمذي.
إن من صور الإحسان، إتقان العمل وإكرام الضيف وتعليم الجاهل، ونصرة المظلوم، والإحسان إلى الملوك والخادم وغرس الأشجار وحفر الآبار وإفشاء السلام والتهادي وإتباع الجنائز وتلبية دعوة المسلم.... الخ، قال تعالى: ( وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم ) البقرة 215.
لا تكن كالشمعة فتقوم بالإحسان إلى غيرك والانشغال به تاركا قلبك ونفسك دون غذاء، ونفسك دون تزكية وتغيير، ولقد حذر الله سبحانه وتعالى من ذلك فقال: (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون) البقرة 44.
إن الانشغال بأعمال البر والسعي في خدمة الناس أمر مطلوب وفيه الأجر العظيم، ولكن إذا كان هناك خلل في البناء الداخلي وحسن الصلة بالله عز وجل، فإن هذا من شأنه أن يحدث أثرا سلبيا في نفس صاحبه وقد يجعله يعاني من الفتور وضيق الصدر، ويصبح أداؤه لهذه الأعمال بدافع العادة وليس العبادة، ولقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذا السلوك، فقال: (مثل الذي يعلم الناس الخير، وينسى نفسه، مثل الفتيلة تضئ للناس وتحرق نفسها) أخرجه الطبراني في الكبير عن أبي برزة.
ويقول الرافعي: إن الخطأ أكبر الخطأ أن تنظم الحياة من حولك وتترك الفوضى في قلبك، ولا بديل للأمرين معا: تقوى الله والإحسان، قال تعالى: (ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور) لقمان 22.
وبالله التوفيق.

أخبار متعلقة :