إضاءة في كتاب.. الفتح الإسلامي في الشمال الإفريقي

الدوحة - سيف الحموري - د. علي محمد الصَّلابي

Advertisements

امتد الفتح الإسلامي إلى مشارق الأرض ومغاربها، وقصد الفاتحون تبليغ رسالة الإسلام، والدعوة إلى الله، والتمكين لدينه سبحانه وتعالى، وتعاقبت الفتوحات زمنياً منذ العهد النبوي، ووصلت إلى أطراف بلاد الشام، واتسعت رقعتها في عهد الخلفاء الراشدين أبو بكر وعمر وعثمان وعلي (رضوان الله عليهم) ووصلت إلى حدود خراسان في الشرق، وشملت جغرافية واسعة في الشمال الإفريقي، ووصلت أقصى حدود الدولة الإسلامية إلى المحيط الأطلسي، وحتى الأندلس، وجبال البيرنيه في فرنسا في العهد الأموي.

ونظراً لأهمية تلك الأحداث في تاريخ المسلمين، جاءت فكرة هذا الكتاب «الفتح الإسلامي في الشمال الإفريقي»، والكتاب هو جزء من كتاب أكبر سميته «صفحات مشرقة من التاريخ الإسلامي». وفي كتاب الفتح، تحدثت في الباب الأول عن سكان الشمال الإفريقي من حيث أصل كلمة إفريقيا، ومدلولها، والعناصر البشرية التي وجدت في هذا المكان، ودياناتهم، وحدود الشمال الإفريقي قبيل الفتح الإسلامي.
وفي الباب الثاني، تحدثت عن ليبيا قبل الفتح الإسلامي، وتناولت أهم معالم ليبيا، وأصل التسمية، وعن ليبيا في علم الآثار، وعن حدود ليبيا، وسكانها، وعناصرهم.
وفي الباب الثالث، تناولت الفتح الإسلامي لشمال إفريقيا، ودواعيه، وعن دور الأمة الإسلامية، ودوره الريادي، ومبشرات الفتح الإسلامي كما رددت على بعض دعاوی المستشرقين، وشبهاتهم، وأباطيلهم، ومن ثم تحدثت عن بدايات الفتح العظيم في تلك الديار، وبحثت في حملة عمرو بن العاص (رضي الله عنه) على طرابلس، وصبراته، وشروس، ومن ثم عودته إلى مصر. وبالتالي، ترجمت لفاتح ليبيا عمرو بن العاص (رضي الله عنه) وتحدثت عن إستراتيجيته العسكرية وأعماله في عهد الرسول ﷺ.
كما تناولت الوسائل التي استخدمها المسلمون الأوائل في تثبيت دعائم الإسلام في هذه المنطقة، فتحدثت عن حملة عبد الله بن سعد بن أبي السرح على إفريقية (تونس)، وترجمت لعبد الله بن سعد، وذكرت شيئًا من مبادئه الحربية، وأهم صفاته القيادية، وأعماله في عهد الخليفتين عمر وعثمان (رضي الله عنهما).
كما تحدثت عن معاوية بن حديج، وحملته على ليبيا وإفريقيا، ومن ثم تحدثت عن عقبة بن نافع قائد فتح الشمال الإفريقي منذ بداية الفتح الإسلامي، وتأسيس أول مدينة إسلامية في الشمال الإفريقي، وقد ترجمت أيضاً لعقبة بن نافع (رضي الله عنه)، وذكرت أهم مناقبه، وصفاته الخلقية والقيادية.
وقد تحدثت عن قادة فتح المغرب الأوسط والأقصى مثل أبي المهاجر دينار، وزهير بن قيس البلوي، وحسان بن النعمان الأزدي الغساني، وموسى بن نصير اللخمي، وعبد الله بن الزبير الأسدي القرشي، وعبد الملك بن مروان الأموي، ورويفع بن ثابت الأنصاري.
 كتائب المجاهدين
وفي الباب الرابع، تحدثت عن كتائب المجاهدين، والدعاة، والصحابة الذين دخلوا الشمال الإفريقي، وبدأوا يبشرون بالدعوة إلى دين الله العظيم، واستقروا في القيروان، وركزت على أثر الصحابة «الرواة» في نشر القرآن والسنة بالقيروان، وفي شمال إفريقيا «بلاد المغرب»، وقد ختمت الكتاب بخلاصة ما توصلت إليه في هذه الدراسة، وكذلك أهم المصادر والمراجع التي استعنت بها في هذا الكتاب حتى خرج في شكله النهائي.
وقد صدر هذا الكتاب في طبعته الأولى بتاريخ 1418هـ/ 2007م.
وأخيراً:
أرجو من الله أن يكون عملاً خالصاً لوجهه الكريم، وأن يثيبني على كل حرف كتبته ويجعله في ميزان حسناتي، وأن يثيب إخواني الذين أعانوني بكل ما يملكون من أجل إتمام هذا الكتاب، وأخص بالذكر الأخ الفاضل عبد الحكيم الصادق الفيتوري الذي أشرف على تهذيب ومراجعة، وطباعة الكتاب الأول «صفحات مشرقة من التاريخ الإسلامي».
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

أخبار متعلقة :