مشاركون بـ «الخيمة الخضراء»: تجربة قطر فريدة في «الأمن السيبراني»

الدوحة - سيف الحموري - تناول ملتقى «الخيمة الخضراء» التابع لبرنامج «لكل ربيع زهرة» – عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع- قضية أمن المعلومات ودورها في تحقيق التنمية الشاملة وذلك بالندوة الثامنة لها تحت عنوان «اسهامات الأمن السيبراني في تحقيق أمن المجتمع».
وناقش عدد من الخبراء والمختصين في أمن المعلومات أهمية الذكاء الاصطناعي في حياة البشر خلال الوقت الراهن والذي يساهم في تقدم شتى مجالات العلوم بشكل كبير جداً، مشيرين إلى أن الذكاء الاصطناعي يقوم بدور مهم في الطب الحيوي وإيجاد الأدوية التي تعالج العديد من الأمراض المستعصية، ضاربين المثل باستخدام أحدث التطبيقات والمسمى بـ «ألفافولد» في إيجاد دواء جديد لعلاج سرطان الكبد.
كما أشاد الحضور بتجربة دولة قطر في الأمن السيبراني، وانعكاس ذلك على نجاح تجربة كأس العالم فيفا قطر 2022، واصفين تلك التجربة بأنها تجربة فريدة، تدل على إمكان تحقيق الأمن في أدق الظروف، ولقد سبقها العديد من قبل بنجاحات للمؤسسات والبنوك القطرية بما يحقق الأمن والأمان لأموال ومصالح المواطنين والمقيمين بدولة قطر، مؤكدين إلى نجاح أجهزة الدولة في التصدي للعديد من الهجمات التي كانت تستهدف القطاع الاقتصادي والمصرفي. 
وعن استخدامات الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي، بين الخبراء أنه يدخل حالياً في جميع وشتى المجالات الخاصة بأمن الدول، من خلال تأمين حدود الدول عن طريق الطائرات المسيرة، ومكافحة الجرائم وتنظيم الحركات المرورية بجميع مدن العالم، هذا بخلاف دوره المهم في مجال القطاع الصناعي والزراعي والتجارة الدولية وحركة الأموال بالبنوك العالمية.
وأشاروا في هذا السياق، إلى أنه مع بروز الدور الهام الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في حياة البشرية وتقدمها، ظهر معه تحديات كبيرة تمثل تهديد لهذا التقدم الي تنتهجه البشرية، تمثل هذا التحدي في ظهور القرصنة الإلكترونية والهجمات السيبرانية، التي تمثل تهديدا عابرا للحدود للدول والكيانات الصناعية والتجارية الكبرى، تستخدمه في ذلك بعض الدول وشبكات العصابات الدولية وكيانات الظل، مما أدى لظهور مفاهيم جديدة مثل الأمن السيبراني وأمن المعلومات.
ولفتوا إلى أن التهديدات الرقمية والقرصنة الإلكترونية بدأت في التقدم بشكل كبير جداً خلال السنوات القليلة الماضية، مشيرين إلى ارتفاع وتيرة الجرائم الإلكترونية خلال السنوات الماضية، حيث ازدادت بنسبة تصل إلى 300٪ منذ نهاية 2022، وقد تصدرت هجمات التصيد الالكتروني قائمة التهديدات والحوادث على مستوى جميع دول العالم، حيث وصلت نسبة الجرائم الالكترونية 82% من الحوادث الأمنية، لافتين إلى تكلفتها العالمية تقدر بحوالي بـ 6 تريليونات دولار سنويًا، مما سيؤثر التغيير المستمر في التقنيات الناشئة على الأمن السيبراني، وتوقعوا أن تصل تكلفة الهجمات الالكترونية إلى 10.5 تريليون دولار بحلول 2025.
وعن توجهات الهجمات الالكترونية، فقد أشار المختصون إلى أنها تستهدف البنى الأساسية الحيوية، وأنظمة التحكم الصناعية، والأنظمة السيبرانية والفيزيائية، وأنظمة انترنت الأشياء، هذا بخلاف استهدافها للأفراد عن طريق استغلال تطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي.
وشدد الخبراء على ضرورة مواجهة جميع أنواع الجرائم الإلكترونية من خلال طرح عدد من آليات مكافحتها، متمثلة في إصدار التشريعات الخاصة بالتصدي للجرائم الإلكترونية، مشددين على أهمية تبنى الدول تشريعات تحافظ على سرية المعلومات للأشخاص والشركات والدول، منبهين إلى خطورة انتشار قراصنة الانترنت على اقتصادات الدول وعمليات التنمية.
وعن آليات الحماية وخطوات إجراءات الوقاية من تلك الجرائم، بين الخبراء أنه يجب تحديد الأدوار والمسؤوليات، والعمل على رفع التوعية والتدريب لكل الأجيال الحديثة، كما يجب الاستعداد والاستجابة للحوادث الأمنية من خلال النسخ الاحتياطية والاستعادة من الكوارث، على أنه يجب على الشركات والدول أن يكون لديها قائمة محدثة لأصول المعلومات المهددة للقرصنة.
ولفتوا إلى الدور المهم للتقنيات الحديثة في مواجهة تلك التهديدات من خلال إنشاء فصل مناسب للشبكة وعملية التحديث المنتظم للأنظمة، كذلك وجود سجلات الحوادث والمراقبة بشكل استباقي، وتدريب الموظفين على الآثار المترتبة على التهديدات الأمنية، وصقل مهارات الأفراد بشكل يتناسب مع التهديدات الناشئة.
وعن علاقة الأمن السيبراني بأمن المجتمع، أكد المختصون أن الأمن السيبراني يركز على حماية الأنظمة والشبكات الإلكترونية، وتأمين البيانات والمعلومات الموجودة على هذه الأنظمة من الهجمات الإلكترونية والتهديدات الخارجية، كما يشمل حماية الأجهزة والتطبيقات الإلكترونية والخوادم وغيرها من المكونات التكنولوجية التي تساعد على إدارة وتخزين المعلومات.
أما بالنسبة لأمن المعلومات، فقد أشار المختصون إلى أنه يتعلق بحماية المعلومات نفسها بمختلف أشكالها وأنواعها، دون الخوض في تفاصيل الأجهزة والشبكات المستخدمة، وهو يهتم بحماية البيانات والمعلومات من الوصول غير المصرح به والتلاعب والتدمير، سواء كان ذلك من قبل العاملين داخل المؤسسة (التهديد الداخلي) أو من قبل الأطراف الخارجية المتعمدة (التهديد الخارجي).
وأكد الدكتور سيف بن علي الحجري رئيس برنامج لكل ربيع زهرة أن الأمن السيبراني يحقق جودة الحياة، ويمثل تحقيقا للحماية الاجتماعية، وذلك لما يضمنه من حماية الأجهزة والمعلومات، في عالم تحققت وحدته من خلال عمليات الرقمنة، فالإنتاج يعتمد إلى حد كبير على التكنولوجيا الرقمية، بل ما من أحد إلا وهو رهن هذا الإحساس بالأمان على أمواله، ومعاملاته ووظيفته.
وأوضح الدكتور الحجري أن الأمن السيبراني العربي يحمل قدرا من الطموح، كما يشهد الأمر نموا متزايدا وتطورا ملحوظا، بدءا من بناء الجامعات ومراكز الأبحاث ذات الصلة، بغرض الانطلاق على طريق التقدم، وذلك من خلال الاستعانة بالخبراء المختصين بهذا المجال، وتفعيل الأجهزة ذات الصلة، والاهتمام بمستويات التدريب لصقل قدرات كوادرنا من الشباب ليكونوا على جاهزية تامة بهذا المجال، مشدداً على أهمية دعم الجانب التشريعي، بوضع التصورات حول التشريعات الداعمة والحازمة لهذا المجال.
شارك في الجلسة عدد من خبراء والمختصين من دولة قطر وعدد من الدول العربية منهم: د. مكرم عمر المسعدي، د. ناصر سعيد العزواني، م. صالح الهيملي مدير أول أمن المعلومات في بنك مسقط، المحامي د. عبد الله العنزي، د. مخلد إبراهيم الزعبي، غيث القرشي، استشاري التحول الرقمي وريادة الاعمال، راشد بن سالم السالمي، منيرة سالم الدوسري من قطر، ود. معاذ الصوفي من ماليزيا.

Advertisements

أخبار متعلقة :