د. حسن الدرهم: اعتماد خطة جامعة قطر الإستراتيجية حتى 2030 قريباً

الدوحة - سيف الحموري - احتفلت جامعة قطر، أمس الاثنين، بتخريج جميع خريجي الجامعة من حملة الدرجات العلمية (البكالوريوس، الدبلوم، الماجستير، والدكتوراه، والدكتور الصيدلاني)، ممن استكملوا متطلبات التخرج بنهاية الفصول الدراسية (صيف 2022، خريف 2022 - شتاء 2023 – والمتوقع تخرجهم للفصل ربيع 2023)، وبلغت أعداد الخريجين البنين 767 من إجمالي عدد خريجي هذه الدفعة البالغ عددها 3913 خريجا وخريجة.
بهذه المناسبة، قال سعادة الدكتور حسن بن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر: «نحتفي اليوم بالدفعة السادسة والأربعين من خريجي جامعة قطر بانضمام فوج جديد قوامه 3913 خريجا وخريجة؛ ليلتحق بهذا الركب المبارك من خريجي الجامعة منذ إنشائها والذي فاق أربعة وستين ألف خريج وخريجة. لقد كان لجامعة قطر طوال تاريخها الممتد منذ تأسيسها عام ١٩٧٧م وحتى اليوم شرف المساهمة في تحقيق غايات الدولة، وتطلعات قيادتها، عبر تكوينها الأكاديمي الرصين، وثقافتها المؤسسية الراسخة، ورصيدها من القدرات العلمية والبحثية المتميزة، وإعدادها لأجيال من الكفاءات والخبرات». 
وأضاف الدكتور الدرهم: «إن النهضة الشاملة التي تشهدها دولة قطر على مختلف الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ما كان لها أن تتحقق لولا فضل الله أولا، ورؤيتكم الثاقبة وإرادتكم الراشدة في قيادة دفة سفينة وطننا الحبيب، وذلك على خطى ما أرساه الآباء المؤسسون لدولة قطر، ووفقا لاستراتيجيات واضحة الغايات والأهداف، وخطط تنفيذية تخضع للمتابعة والتقييم المستمرين. وفي هذا الإطار، أدركت جامعة قطر مسؤوليتها باعتبارها الجامعة الوطنية الأم ودورها كرافد رئيس لإمداد سوق العمل بالكفاءات اللازمة لتحقيق خطط الدولة التنموية، وكبيت خبرة تستفيد منه جميع قطاعات الدولة ومكونات المجتمع». 
وقال سعادة رئيس جامعة قطر: «وتحقيقا لذلك؛ تبنت جامعة قطر رؤية تتضمن مجموعة من الغايات النابعة من وعي دقيق، وإيمان عميق، بأهمية تحقيق أولويات الوطن، ومواجهة التحديات المحلية والإقليمية في إطار من التواصل مع الجامعات العالمية بكفاءة واقتدار. ولقد أثمر تضافر جهود قطاعات الجامعة وكوادرها نجاحا في تحقيق غالب الأهداف المنشودة للخطة الاستراتيجية السابقة، كما وأننا على مشارف اعتماد خطة الجامعة الاستراتيجية للمرحلة المقبلة اتساقا مع استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة (2023-2030). إننا في جامعة قطر نعمل على تحقيق واستدامة ثلاث غايات متكاملة، وهي: جودة العملية التعليمية، وتميز البحث العلمي، والارتقاء بالعمل المؤسسي والكفاءة الإدارية مما يعزز القدرة التنافسية للجامعة على المستويين الإقليمي والدولي. ولقد كان من ثمار ذلك حصول الجامعة هذا العام على أرقى مستويات الاعتماد المؤسسي من هيئة (الواسك) التي تعد إحدى أبرز مؤسسات الاعتماد الجامعي عالميا».
وأضاف الدرهم: «وجاء هذا الاعتماد عبر سنوات من العمل الجاد المستمر؛ اجتازت الجامعة مرحلته الأولى مارس 2021، والثانية يناير 2022، حتى تم الحصول عليه فبراير 2023. إذ يؤكد حصول الجامعة على الاعتماد المؤسسي على أربع نتائج واضحة، هي: الأولى: التزام الجامعة بأداء رسالتها الوطنية في دفع عجلة التنمية الشاملة والمستدامة، الثانية: اتساق معايير جامعة قطر التي ذكرتها حول جودة العملية التعليمية وتميز البحث العلمي والكفاءة الإدارية مع أرقى المعايير الأكاديمية العالمية، الثالثة: أهمية تضافر الجهود وتراكم الخبرات والعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق التطوير المستمر، والنتيجة الرابعة: التزام الجامعة بنقل هذه التجربة لمؤسسات التعليم العالي بالدولة بما يحقق ويعضد مفهوم التكامل بينها». 
وأضاف سعادة رئيس الجامعة: «وعلى الصعيد الدولي، واصلت جامعة قطر تقدمها ضمن التصنيفات الدولية للجامعات هذا العام، فوفقا لتصنيف مؤسسة كيو إس احتلت الجامعة المركز 208 عالميا. كما أحرزت الجامعة المركز 226 وفقا لتصنيف مؤسسة تايمز للتعليم العالي. كما حققت جامعة قطر المركز الثاني بين الجامعات العربية وفقا لكلا التصنيفين. لقد كان هذا الاعتراف والإقرار بالمكانة التي تتبوؤها جامعة قطر موضعا للإشادة والتقدير من مجتمع التعليم العالي دوليا، الأمر الذي أدى لفوز الجامعة بشرف استضافة وتنظيم عدد من أكبر المؤتمرات العلمية دوليا. فعلى سبيل المثال، تستضيف الجامعة الخريف القادم المؤتمر العام للمنظمة الدولية للجامعات التي تأسست في عام ١٩٥٠م، والتي تضم في عضويتها أكثر من ٦٠٠ جامعة من أكثر من ١٢٠ دولة. كما تستضيف الجامعة مؤتمر الاتحاد العالمي للتعليم والممارسات الصحية المتداخلة، حيث إن هذين المؤتمرين يعقدان لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا». 
وقال الدكتور الدرهم مخاطبا أبناءه الخريجين: «إنكم اليوم على أعتاب مرحلة فارقة؛ بالأمس القريب كنتم طلبة علم في مدرجات الجامعة، وها أنتم اليوم تتسلمون شهادات تخرجكم أمام قائد مسيرة وطننا الغالي، وغدا تدخلون الحياة العملية للمساهمة في بناء وطنكم وأمتكم، فعليكم أبنائي الأعزاء أن تتذكروا دائما مسؤولياتكم أمام الله سبحانه وتعالى وتجاه وطنكم الغالي وحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى. تذكروا كلمات سموه - حفظه الله - حين شرفنا بزيارة الجامعة في التاسع عشر من شهر أكتوبر ٢٠١٦م فأوصاكم بقوله: (الإنسان هو أهم لبنات بناء الوطن، وأعظم استثماراته.. فيكم استثمرت قطر، وبكم تعلو، ومنكم تنتظر). أبنائي الخريجين، اتباعا لتوجيه سموه - حفظه الله - أحثكم على السعي جاهدين لرفعة هذا الوطن الذي قدم لكم الكثير، وها قد حان وقت البذل والعطاء، فكونوا مضرب الأمثال في التفاني لخدمة بلادكم، أوفياء لقيادتكم، بارين بأهليكم، وتأكدوا أن أبواب جامعتكم ستظل مشرعة أمامكم على الدوام. كما أوجه خالص التهاني والتقدير لأولياء أموركم الكرام لما بذلوه من متابعة ورعاية لكم طوال فترة حياتكم الدراسية».

Advertisements

أخبار متعلقة :