الوكيل المساعد للشؤون التعليمية بوزارة التربية تكشف تفاصيل إضافة مستوى "ما قبل الروضة" إلى الرياض الحكومية

الدوحة - سيف الحموري - كشفت السيدة مها الرويلي وكيل الوزارة المساعد للشؤون التعليمية بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي عن مشروع إضافة مستوى ما قبل الروضة إلى الرياض الحكومية لأول مرة، وذلك اعتبارا من العام الأكاديمي المقبل.
وأوضحت الرويلي، في مقابلة مع وكالة الأنباء القطرية " قنا " ، أن وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي قررت بعد دراسات مستفيضة إضافة مستوى ما قبل الروضة (عمر ثلاث سنوات) إلى الرياض الحكومية كمرحلة تجريبية اعتبارا من العام الأكاديمي المقبل الذي يبدأ في أغسطس 2023.
وأشارت إلى أن الوزارة اختارت وفق معايير وضوابط معينة أربع مدارس للبدء في تطبيق المشروع موزعة على عدد من المناطق.. داعية المواطنين إلى سرعة تسجيل أطفالهم في هذه الرياض التي تمت تهيئتها بشكل كامل لتتناسب مع الأطفال في سن الثالثة.
وقالت إن إطلاق هذا المشروع يأتي إيمانا بأهمية التعليم في سن مبكرة، وأثره في زيادة دافعية الأطفال للتعلم، وفتح آفاقهم للمحافظة على استمرار تلك الدافعية مدى الحياة، والذي يعتبر أساس نجاح العملية التعليمية في جميع المراحل الدراسية اللاحقة.
وأكدت السيدة مها الرويلي أن مرحلة الطفولة المبكرة تعد الثروة الحقيقية، والاستثمار الأكبر الذي تستند إليه الدول في نهضتها وتطورها.. وقالت "تكمن أهمية هذه المرحلة في أنها الأساس لتشكيل شخصية الإنسان وتنشئته التنشئة السليمة، وغرس القيم والمهارات والابتكار والمسؤولية لمواجهة تحديات المستقبل وحل المشكلات الحياتية".
كما بينت أن مرحلة التعليم المبكر تعد من أهم المراحل التي تحرص الدول على وضع الخطط والاستراتيجيات لتطويرها بما يعزز شخصية الطفل وصقل مواهبه وتحفيز الابتكار لديه " فالأطفال هم اللبنة الأولى التي يمكن من خلالها تركيز، قواعد وأسس المجتمع السليم المتمتع بحصانة الفكر، وتنمية القيم، وسمو المعرفة".
ونوهت إلى أن الاهتمام بالتعليم في مختلف مراحله هو اهتمام بتنمية الإنسان الذي يعد ثروة الوطن الحقيقية، وينتظر منه أن يسهم في صنع المستقبل من خلال ما يمتلكه من تعليم وتدريب متطور، ومهارات عالية، تلبي احتياجات سوق العمل في المستقبل.
ولفتت إلى أن التعليم المبكر يعد الركيزة الأساسية للنهوض بالعملية التعليمية، وبناء شخصية المستقبل "ولهذا تولي دولة قطر اهتماما كبيرا بهذه المرحلة، من خلال وضع الخطط الهادفة لتحقيق رؤيتها في توفير فرص تعليمية متميزة للطلبة في هذه المرحلة العمرية، وتأمين ما يحقق هذه الرؤية".
وأكدت وكيل الوزارة المساعد للشؤون التعليمية بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي أن الوزارة سعت لتوفير الكوادر التعليمية المتميزة لمرحلة التعليم المبكر وفقا لأعلى معايير الجودة العالمية، والإشراف على التدريب والتطوير المستمر لهذه الكوادر، وتوفير الدعم اللازم لها.
وأشارت في سياق متصل إلى الاهتمام الواسع بالبيئة الحاضنة لهذه المرحلة العمرية من حيث الأبنية المدرسية المتميزة ومتطلباتها الترفيهية وتأمين كل الوسائل التي من شأنها تطوير كافة الجوانب البنائية والتعليمية لدى الأطفال، وتهيئتهم لتحقيق تعلم ناجح ، يؤسس للمراحل اللاحقة في حياتهم الدراسية.
وذكرت أن انخراط الأطفال في سن مبكرة في برامج تعليمية ممنهجة تتناسب مع نموههم، يعزز أدوارهم العقلية والاجتماعية والبدنية ويسهم في تكوين شخصية الطفل وبناء المفاهيم والمهارات والقيم الاجتماعية لديه، ويزيد استعداده للمدرسة، كما يرفع المخرجات التعليمية على المدى الطويل.
من جانبها، أكدت السيدة مريم علي البوعينين مدير إدارة التعليم المبكر بقطاع الشؤون التعليمية بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي أن الوزارة أكملت تقريبا كافة الاستعدادات لاستقبال أول دفعة من الطلبة لهذه المرحلة وذلك في أربع من رياض الأطفال كمرحلة تجريبية.
وقالت إن الرياض التي تم اختيارها لتطبيق المشروع التجريبي تشمل روضة المنار ببلدية الريان (بنين)، وروضة أبي حنيفة ببلدية الدوحة ( بنين)، وروضة زكريت ببلدية الظعاين ( بنات )، وروضة الخوارزمي ببلدية أم صلال (بنات)، وذلك بواقع فصلين في كل روضة.
وأكدت أن اختيار هذه الرياض تم وفق معايير دقيقة تتعلق بالكثافة السكانية والجنس، ونسبة الأطفال، ومناسبة المبنى المدرسي، وغيرها من المعايير التي تضمن نجاح التجربة وتغطي الحاجة الفعلية خلال هذه المرحلة التجريبية.

Advertisements

وتابعت السيدة مريم علي البوعينين مدير إدارة التعليم المبكر بقطاع الشؤون التعليمية بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، أنه "تم اختيار بلديات مختلفة ذات كثافة سكانية، والرياض المؤهلة والمهيأة والتي تضم 12 فصلا، ثلاثة من هذه الفصول غير مستخدمة، بحيث يمكن الاستفادة منها لاستيعاب أي أعداد متزايدة، إلى جانب مراعاة تحقيق توازن بين الجنسين من خلال تخصيص روضتين للذكور ومثلها للإناث".
وبينت مدير إدارة التعليم المبكر أن كل فصل دراسي يستوعب 16 طالبا فقط، وتقوم عليه معلمتان أساسيتان إضافة إلى معلمة مساعدة مع بيئة تعليمية آمنة ومحفزة اجتماعيا ونفسيا وعقليا.. داعية أولياء الأمور إلى سرعة تسجيل أطفالهم في هذه الرياض.
وقالت إن الوزارة درست هذا المشروع بمختلف أبعاده، على مدى أشهر، وناقشت جوانبه المتعددة مع المعنيين والمختصين من خبراء تربويين ومسؤولي رياض أطفال وأولياء أمور كما استفادت من مختلف التجارب العالمية الرائدة والدراسات والأبحاث التي تطرقت لدور هذه المرحلة في المسيرة التعليمية للطالب.
وشددت على ضرورة توعية أولياء الأمور بأهمية هذه المرحلة التعليمية التي تسبق رياض الأطفال، ودورها في تنمية شخصية الطفل، وإكسابه المهارات المختلفة، وتهيئته التهيئة المناسبة للمراحل اللاحقة، لاسيما في ضوء الإمكانات والبيئة التعليمية المتميزة التي وفرتها الوزارة في هذه الرياض.
وأضافت "لدينا اليوم الكادر التعليمي المناسب من المعلمات المؤهلات تأهيلا عاليا لهذه المرحلة، وهن من الكوادر القطرية التربوية اللاتي يتمتعن بالمهارات والمعارف والخبرات اللازمة للعمل مع الأطفال، خاصة من خريجات كلية التربية بجامعة قطر التي تمتلك كذلك تجربة مهمة تتمثل في مركز الطفولة المبكرة"..
وأشارت إلى أن الوزارة ستعقد ورشا تدريبية متخصصة لمعلمات هذه المرحلة، قبل بدء العام الأكاديمي 2023-2024، وتفعيل آليات المتابعة والمراقبة لسير العملية التعليمية تمهيدا لتقييم التجربة. مضيفة " سنعمل على تقييم وتقويم التجربة ونقف على نقاط القوة لتعزيزها ونقاط الضعف لمعالجتها بالتعاون مع العاملين في الحقل التربوي".
وعن مؤشرات الأداء والتقييم للمشروع، أوضحت مدير إدارة التعليم المبكر بقطاع الشؤون التعليمية بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، أن المؤشرات تتمثل في عدد الأطفال المسجلين في المستوى، ومدى انضباط حضورهم اليومي، ومستوى رضا أولياء الأمور عن الخدمات التعليمية المقدمة، ومستوى نتائج الاختبار التشخيصي للأطفال في مرحلة الروضة في العام الأكاديمي 2024-2025 الذين التحقوا بالمستوى قبل الروضة مقارنة بالأطفال الذين لم يلتحقوا بها.
ولفتت إلى أن وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ستعمل على التوسع في المشروع ليشمل مختلف رياض الأطفال استنادا إلى مؤشرات النجاح..
وأكدت أنه تم الانتهاء تقريبا من إعداد مصادر التعلم لهذه المرحلة وذلك بالتعاون مع المعلمين والتربويين العاملين في الميدان مستفيدين من خبراتهم الميدانية فضلا عن إشراكهم في الإعداد لهذا المشروع لخلق نوع من الشغف والحماس لديهم لإنجاح التجربة.
ونوهت إلى أن الوزارة حرصت على تنفيذ هذا المشروع استجابة للشواهد والأدلة المتزايدة على الفوائد الاقتصادية والاجتماعية للتعليم في مرحلة التعليم المبكر ولما له من أثر إيجابي على حياة الطالب التعليمية ومستقبل الوطن.
وأضافت "أثبتت الدراسات والتجارب أهمية مرحلة التعليم المبكر في صقل شخصية الطالب وتهيئته للمراحل التعليمية اللاحقة، ولهذا توليها الدول اهتماما كبيرا وتوفر لها كل عوامل النجاح".
كما بينت أن المشروع مبني على أفضل التجارب والممارسات العالمية التي تسهم في تطوير البرامج التعليمية لهذه المرحلة، والذي من شأنه أن يحقق الاستثمار في التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث يعد هذا الاستثمار الأهم من بين كل الاستثمارات التعليمية في أي فئة عمرية.
وأضافت "سنحاول تطبيق أفضل الممارسات العالمية بما يحقق رؤية قطر الوطنية 2030 في التنمية البشرية لاسيما ما يتعلق منها بالتعليم وتهيئة النشء".
كما شددت السيدة مريم البوعينين على التزام الوزارة في مراحل التعليم المبكر بتعزيز الهوية الوطنية والدينية للنشء من خلال مصادر التعلم المختلفة التي تستند إلى الممارسة والسلوك اليومي داخل رياض الأطفال.

أخبار متعلقة :