ناشطون لـ «العرب»: وفرة قطرية في خبرات المتطوعين

الدوحة - سيف الحموري - عبدالواحد العنزي: أدعو الجهات الحكومية للتعاون مع الحسابات التوعوية لطرح مبادرات مجتمعية
محمد المهندي: العمل التطوعي اكتسب زخماً كبيراً في الآونة الأخيرة على مستوى المجتمع 
جابر الشاوي: توظيف المنصات الاجتماعية والأجهزة الذكية في خدمة حملات التوعية 

Advertisements

أشاد عدد من المواطنين بالمبادرات التطوعية التي يتم إطلاقها بين الحين والآخر على مواقع التواصل بعيدا عن الشكل الرسمي، مدفوعة بالإحساس بالمسؤولية تجاه المجتمع.
 وأكدو لـ «العرب» أن قطر لديها خزان احتياطي كبير من الشباب المستعد للعمل الخيري والتوعوي والتطوعي، اقتداء بأخلاق القيادة القطرية الرشيدة التي غرست في الشباب روح المسؤولية والمثابرة ورد الجميل إلى كل من يسهر على سلامة وخدمة المجتمع.


وفي هذا السياق قال السيد عبدالواحد غريب العنزي، مؤسس فريق قطر التوعوي الموحد: إن الفريق يواصل رسالته التي بدأها منذ نحو 10 سنوات في نشر ثقافة التوعية بين فئات المجتمع ودعم جميع الجهات الحكومية والرسمية ذات الصلة بالتوعية للمواطنين والمقيمين، وذلك من خلال المشاركة في المبادرات التوعوية ودعمها وترويجها على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال حساب «التوعية القطرية» @qatarawareness كبوابة يومية شاملة يتابعها أكثر من 48 ألف متابع، وتم تأسيسها وفق أحدث القواعد والمعايير للعمل في مجال التوعية المجتمعية تحت شعار «بالتعاون ننشر الوعي» أو من خلال حساب «مدارس قطر» @delniqatar والذي يمثل دعما من التوعية القطرية لجميع المدارس في قطر، حيث نقوم بنشر فعاليات المدارس دون تمثيل أي جهة رسمية.
وأكد العنزي أن مشاركة فريق قطر التوعوي الموحد في المبادرات التوعوية ليست من أجل الحصول على المراكز، وإنما انطلاقاً من رسالة فريق قطر التوعوي السامية في توعية المجتمع وتعزيز التواصل بين أفراده، منوها بجهود أعضاء الفريق بمن فيهم الدكتور عايش القحطاني والسيد ناصر المالكي في نشر المحتوى التوعوي للمساهمة في خلق جو من التأثير الإيجابي على البيئة المحيطة بالمغردين.

تقديم المساندة

وأضاف العنزي: إن الفريق يسعى دوماً إلى نشر ثقافة التوعية بين فئات المجتمع، وله العديد من النشاطات التي تشتمل على مبادرات من أجل خدمة المجتمع القطري، بمن فيهم فئة كبار السن، لتقديم المساندة الاجتماعية لهم ونشر التوعية بين أفراد المجتمع، وخاصة فيما يتعلق بالتعامل مع كبار السن وإظهار الاحترام والتوقير الذي يستحقونه.
وأشار العنزي إلى أن الفريق يضم شباباً قطريين، وتم إنشاء عدة أقسام له، كالقسم التربوي، والقسم الديني، والدعم النفسي، والرياضي، والسلامة على الطريق، الذي أطلق عدة حملات.
وبين العنزي أهمية وسائل التواصل الاجتماعي، في هذه الفترة، موضحا أن بعض المدارس لم يكن لها حسابات في «تويتر وانستجرام» فنشرنا لهم في حسابنا للمشاركة في حملة «دلني».
ودعا العنزي الجهات الحكومية إلى التعاون مع الحسابات التوعوية لطرح المبادرات والأفكار الجديدة بما يخدم قضايا المجتمع.
ونوه العنزي بالمجهود الكبير الذي يقدمه أعضاء الفريق بما في ذلك حساب «التوعية القطري والدور الفعّال الذي يلعبه الحساب في نشر التوعية المجتمعية الشاملة بين أفراد المجتمع القطري.

الشهرة والتوعية

من جانبه قال جابر الشاوي: إن التكافل هو صورة متعارف عليها في مجتمعنا القطري بشكل عام، كما تجسد ذلك بصورة اكبر خلال أيام الشهر الفضيل، من خلال وجود الكثير من المؤسسات التي أطلقت مبادرات خيرية لتقديم المساعدات، أو الأفراد الذين يعملون على تنظيم أعمال خيرية سواء بشكل فردي أو مجموعات تطوعية ليس فقط على مدار أيام الشهر الفضيل بل يستمرون في ذلك على مدار العام.
ودعا الشاوي إلى توظيف المنصات الاجتماعية والأجهزة الذكية التي أصبحت متناولة في يد الجميع، في دعم المبادرات الخيرية لإعطاء زخم كبير لحملات التوعية التي يطلقها ويتبناها شباب في خدمة وتثقيف المجتمع، بما يصب في مصلحة المجتمع وتنميته باعتبارها أصبحت سلطة رابعة أو خامسة تخاطب مختلف شرائح المجتمع.
وأكد الشاوي أن العديد من المنصات كانت جزءا من المبادرات والأنشطة لمساندة الجهود الحكومية لتحقيق صالح المنفعة العامة وخدمة المجتمع وتحقيق التأثير الإيجابي المنشود لدى المجتمع، سواء كانت جهودا ميدانية أو افتراضية على مواقع التواصل وكان الغرض من استخدام المشاهير أو أصحاب التأثير المميز عبر منصات التواصل، يعود إلى أنَّ شهرتهم تنشر الوعي والدعم تجاه مختلف أوجه العمل الخيري والإنساني.

ثقافة التطوع

وقال محمد المهندي إن العمل التوعوي ومعه العمل التطوعي من أكثر القيم الإنسانية التي تعد رمزاً من رموز تقدم الشعوب وازدهارها، حيث اكتسب العمل التطوعي زخما كبيرا في الآونة الأخيرة على مستوى المجتمع بمختلف فئاته، بحيث يعد الانخراط فيه مطلباً من متطلبات التنمية في مجال العمل الاجتماعي والإنساني، بما أوجد ثقافة متأصلة بين أفراد المجتمع بدءاً من المدارس مرورا بالجامعة إلى كل التخصصات التي أتاحت مجالا للعمل التطوعي وشجعته وأسهمت في إيجاد ثقافة تخدم مصلحة المجتمع، تحمل دلالة على حيوية الجماهير وإيجابيتها، ولذلك يؤخذ كمقياس على تقدم الشعوب وتطورها.

مبادرات وحملات
يواصل محمد المهندي نشاطه في العمل الاجتماعي في مواقع التواصل منذ نحو 15 سنة، من خلال توظيف منصاته في إطلاق مبادرات وحملات تخدم قضايا المجتمع والإنسان في كل مكان، وتوجيه رسائل نبيلة تدعو للخير والبذل والعطاء تحت مظلة العمل الإنساني والخدمة المجتمعية، ويؤكد في تصريحات لـ العرب أن حبه للعمل الخيري بدأ بعد عمله مديراً لوحدة الشؤون القانونية في هيئة تنظيم الأعمال الخيرية ومشاركته في العمل الخيري والإنساني وإعداد كافة اللوائح المنظمة للعمل الخيري وكان عضوا في اللجنة الوطنية لغسل الأموال وتمويل الإرهاب، ثم عضواً في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، قبل أن يتولى إدارة الشؤون القانونية بوزارة الشؤون الاجتماعية ثم مدير إدارة الأسرة ومدير إدارة المسنين بوزارة الشؤون الاجتماعية.
وبعد ذلك شغل منصب مدير إدارة الشؤون القانونية في هيئة تنظيم الأعمال الخيرية في 2015 حيث بدأ مسيرة العمل الخيري بشكل أكبر وبشكل أوسع وتفصيلي، حيث أتيحت له فرصة زيارة أكثر من دولة لتقديم المساعدات مع الجهات الخيرية، منها جمعية قطر الخيرية ومؤسسة راف الخيرية والهلال الأحمر القطري وغيرها من مؤسسات العمل الخيري.
«جذبني حب وفضول للتعرف على العمل الخيري الجميل بشكل اكبر وحاولت أن انخرط أكثر في مجال العمل الخيري من خلال توجيه الجهود في شبكات التواصل الاجتماعي إلى الأعمال الخيرية والإنسانية، واجتهدت في نشر هذا الخير وعمل بصمة للخير بهذه الطريقة واستثمار هذه البرامج في ظل الثورة المعلوماتية الحالية وكيف اقدر أن أوصل بصمة خير وبصمة إحسان للناس».
وفي 2017 التحق المهندي بجمعية قطر الخيرية، حيث تولى الإشراف على بعض المشاريع وتبني بعض المبادرات من خلال طرح فكرة مبادرة وتتبناها قطر الخيرية وتأخذ تصريحا حيث يقوم بتنفيذها من خلال فريق العمل مع بعض الشركاء على غرار مبادرة «بيئتي أمانتي» بهدف تفعيل الشراكة المجتمعية ونشر الوعي لدى المجتمع بضرورة المحافظة على البيئة البرية والبحرية وتنظيفها من كل ما يشوه جمالها الطبيعي، وذلك بالتعاون مع نادي الخور الرياضي، وكذلك المشاركة في مبادرة إفطار صائم منذ سنتين، إلى جانب المشاركة في توزيع مساعدات قوافل حملة “دفء وسلام” لأسر الأيتام من اللاجئين السوريين بتركيا ضمن وفد قطر الخيرية والتي استفاد من هذه الحملة نحو 1.4 مليون شخص في 18 دولة عبر العالم.

وظيفة اجتماعية
 يرى سامح عبدالظاهر، مؤسس ورئيس فريق (OTYPE) التطوعي، أن العمل التطوعي ونظيره العمل التوعوي، وظيفة اجتماعية قد تخلو من الربح والأجر لكنها لا تخلو من الأجر وكذلك الشعور بالرضا والسعادة وحب الخير للجميع، لأنها نابعة من الإحساس بالانتماء إلى المجتمع، ولذلك يمثل التطوع قيمة مضافة للتنمية والعطاء وخدمة المجتمع المحلي أو الإنساني بشكل أوسع، مؤكدا أن فريق (OTYPE) هو مبادرة تطوعية تبناها مجموعة من طلاب جامعة قطر وتسعى لترك بصمة إيجابية في المجتمع وبث الأمل في نفوس الأفراد والتأكيد على أهمية العمل التطوعي وجعله أمراً أصيلاً في عرف المجتمع القطري وثقافته.


 

أخبار متعلقة :