سائحون لـ «العرب»: تنوع الفعاليات يُسعد العائلات

الدوحة - سيف الحموري - أكد عدد من الزائرين الخليجيين والأجانب أن الدوحة بما تحمله من سمعة طيبة ومرافق عالمية مع احتفاظها بعناصر التراث القطري، أصبحت وجهة سياحية جاذبة يفضل العديد من الأسر والشباب التوجه إليها برفقة الأهل أو الأصدقاء، وذلك للاستمتاع بمرافقها الحديثة واستشعار أجواء العيد في التواصل مع الآخرين.
وعند زيارة المرافق الرئيسية في أرجاء الدوحة بما فيها الحي الثقافي «كتارا» وسوق واقف، يختلط المشهد بالوجوه الآتية من الشرق أو الغرب حيث رصدت العرب انطباعات عدد من الزوار الخليجيين والأجانب عن أجواء العيد والحياة والثقافة ووجهات السياحية في قطر، حيث أشادوا بالأجواء والتقاليد القطرية التي تمنح الزائرين بغض النظر عن جنسياتهم حسن الاستقبال وكرم الضيافة في جميع تنقلاتهم داخل الدوحة وخارجها.

Advertisements


وقال تيري أحد السائحين من هولندا، والذي يزور الدوحة للمرة الثالثة، برفقة أسرته الصغيرة، إنه قصد الدوحة مرتين خلال السنوات الماضية بالتزامن مع إجازته وعطلة زوجته وابنته، لكنه هذه المرة قرر زيارتها في هذا التوقيت لقضاء أسبوعين وسط أجواء دافئة يفتقدها وتشعره بالنشاط والتجدد، كما تجذبه عروض التسوق التي تطرحها المراكز التجارية. وأضاف: تجذبني المنتجات العربية المتوفرة في أماكن تراثية وشعبية مثل سوق واقف حيث القهوة والعطور والبهارات والعسل والتمور، تلك المنتجات لا يمكن أن يفوتني اقتناؤها في حقيبة العودة، كما نحرص على شراء الملابس من ماركات عالمية لاستثمار التخفيضات، ونقضي أوقاتاً جميلة في التنقل من مكان لآخر، ونفكر بركوب الجمال لقضاء جولة برية أو اليخوت لقضاء جولة بحرية في جزيرة البنانا.

جماليات المكان
بالحماس نفسه، تحدثت السائحة مارينا عن قضائها أحلى الأوقات رفقة صديقاتها الثلاث متنقلات بين معالم الدوحة، مثل الحي الثقافي واللؤلؤة وسوق واقف والكثبان الرملية، وقالت إن الصحراء بالذات هي من أكثر المناطق التي لفتت نظرها للهدوء الذي يحيط بها وجماليات الكثبان الرملية والمنتجعات السياحية فيها. 
وذكرت أن حرارة الشمس مازالت محتملة في هذا الايام ولا تزعجها أبداً، وإنما على العكس، تراها نعمة كبيرة لا تتوافر في بلادها التي تمضي فيها أشهراً طويلة بدرجة حرارة ما دون الصفر او في منطقة الصفر. واعتبرت أن أجواء العيد في قطر من أجمل المواسم، خاصة في ظل الفعاليات والعروض الجميلة التي تزخر بها العديد من مناطق الجذب الرئيسية في الدوحة.

كرم الضيافة
أما تولا فأعربت عن سعادتها بما رأته من حسن المعاملة من الشعب القطري في الكثير من الأماكن التي ذهبت لها، حيث «ذهبت للعديد من الأماكن ووجدت شعبا طيبا وودودا، يتعامل بكل لطف معنا وهو انطباع جيد غالبا ما سمعته ممن جاؤوا إلى قطر على سبيل السياحة أو قضاء الاجازة او زيارة عمل وهذا ما رأيته في الدوحة من بداية دخولنا المطار».
وأضافت ان اجواء العيد تشعرها بالمزيد من الأمن والأمان كما ان المناطق الصحراوية في قطر تستهوي الكثير من الجنسيات الأخرى؛ ولذلك يجب استغلال هذه الأماكن بشكل جيد خلال الفترة المقبلة، لجذب المزيد من السياح الذين زايدت أعدادهم بعد استضافة كأس العالم، ومع توافر الأمن والأمان الذي تنعم به دولة قطر. 

قادم من استراليا
وقال جوليان جافتر من استراليا والذي كان يبحث عن أحد المقاهي ان المحال التراثية المنتشرة في أكثر من مكان ضمن سوق واقف أعجبته كثيراً، موضحاً أنه ينجذب إلى البلدان التي يختلف مناخه عن بلاده، وقد شكلت له قطر محطة مهمة للتعرف إلى أفضل النماذج عن العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، سواء بحسب ما قرأه في الصحف أو ما لمسه على أرض الواقع. فيما قال زميله دانيش ان المقاهي والمحال التراثية الصغيرة في سوق واقف تجذبه ببساطتها رغم ان الدوحة لا تخلو من وجود المولات الكبيرة ومقاهي الكوفي شوب ذات العلامات التجارية المعروفة العاملة في الدوحة.
وقال إدواردو أحد السائحين من اسبانيا الذي يزور الحي الثقافي «كتارا» للمرة الثانية، انه يشعر بحماسة كبيرة عند حضور الفعاليات والعروض القريبة من الشاطئ، مشيرا الى ان المناظر التي ترافق هذه الأجواء التقليدية كانت جميلة بما فيها تلك التي تعكس جانباً من الثقافة العربية التقليدية وأنه رغب مع زوجته بالتعرف عن قرب على هذه الثقافة التي تنقلها «كتارا» بنجاح إلى جميع الحضور.
وحول أبرز المعالم السياحية في قطر قال «أوسكار» السائح الأمريكي إن قطر تزخر بالكثير من الأماكن المميزة، ويأتي سوق واقف في مقدمتها بالنسبة لي، وينبغي على أي زائر قضاء وقت فيه، ثم مدينة مشيرب قلب الدوحة، ومتحف قطر الأولمبي والرياضي 3- 2-1، حيث أحب التردد على هذه الأماكن التي جرى تشييدها وتطويرها على طراز مذهل، وفي كل مرة أكتشف فيها شيئاً يلفت انتباهي.»

من الكويت للدوحة
بينما قال أحمد الذي جاء من دولة الكويت: يتضح التطور السياحي في قطر وكذلك حسن تنظيم الفعاليات والنظافة، مشيرا الى حصوله على هدايا تذكارية عبارة عن مجسمات صغيرة لصقور وإبل. 
وأضاف ان الدوحة جميلة بطبيعتها وأناسها الطيبين وبكل وسائل الترفيه فيها، وعندما أكون هنا لا أشعر بفارق اجتماعي كبير بين المحيط الذي اعيشه في الكويت وبين الناس الذين اتعامل معهم في قطر. أشعر هنا بالأمن والأمان والأجواء الجميلة. كما أشعر انه لا يوجد أحد من الذين اتعامل معهم يحاول استغلالي أو التحايل علي، قطر تحترم الزائر لها وتعتبره ضيفا، جميعا أسرة خليجية واحدة يجمعنا الدين الحنيف واللغة كأمة إسلامية، كما لدينا امتدادات عائلية في كل مكان في دول المجلس، وتواجدنا هنا يؤكد تلاحمنا الشعبي الذي يجسد معنى الوفاء من شعب الخليج الواحد وهذه ليست المرة الأولى التي أزور الدوحة ولن تكون الأخيرة.

قيم خليجية مشتركة
من جانبهم فقد اختار مواطنون عُمانيون الاحتفال بإجازة عيد الفطر المبارك بين أهلهم في قطر، إعرابا عن صادق الود كما يقول سالم حبيب، مؤكداً على أن الشعوب الخليجية تجمعها قيم مشتركة وعلاقات تاريخية، ونحن الآن زائرين لوطننا الثاني بما رأيناه من حفاوة الاستقبال ورحابة الصدر المتواجدة لدى أخواننا القطريين في الدوحة، وهو ما لمسناه منذ أن وطأت أقدامنا أرض المطار.

ارتفاع عدد السياح 
سجل عدد السياح الأجانب إلى قطر ارتفاعاً ملحوظاً خلال الفترة الماضية، وتشير بيانات جهاز قطر للسياحة أن قطر استقطبت أكثر من 729 ألف زائر دولي في النصف الأول من عام 2022، ما يمثل زيادة بنسبة 19% مقارنة بإجمالي عدد الزوار في عام 2021 بأكمله.
وقد ضمت قائمة أبرز أسواق السياحة الوافدة إلى قطر في شهر يونيو من العام الماضي 2022 كلًا من المملكة العربية السعودية (26%) والهند (10%) والولايات المتحدة الأميركية (5%) وعُمان (5%) والمملكة المتحدة (4%) والإمارات العربية المتحدة (4%) والكويت (4%).
وشهد شهر يونيو أيضا نهاية موسم الرحلات البحرية الشتوية في قطر الذي امتد من ديسمبر 2021 إلى يونيو 2022. وخلال الموسم، استقبلت قطر 101 ألف زائر بحري من خلال 34 زيارة قامت بها بواخر سياحية.
وحقق قطاع الضيافة القطري أيضًا عوائد إيجابية، حيث بيعت 3.1 مليون ليلة فندقية حتى يونيو 2022 مقابل 3.2 مليون ليلة فندقية حتى يونيو 2019 (مستويات ما قبل الجائحة)، فيما يتزايد المعروض من الغرف بشكل ثابت، حيث سجل 30 ألف غرفة حتى يونيو 2022. أما إجمالي إيرادات القطاع الفندقي، فقد ارتفعت بنسبة 17% في يونيو 2022 عن مثيلاتها في يونيو 2021، وتوزعت على الغرف (Q) والأطعمة والمشروبات (9) وأخرى (10%). وعلى الرغم من تباطؤ الطلب خلال أشهر الصيف، فقد بيعت 542 ألف ليلة فندقية في يونيو 2022.
وتسعى دولة قطر إلى جذب 5 ملايين و600 ألف زائر إليها سنويا وهو ما يتجاوز ضعف العدد الذي استقبلته البلاد في 2017.
كما تهدف رؤية قطر إلى زيادة المساهمة المباشرة للسياحة في الناتج المحلي الإجمالي من 5.4 مليار دولار في 2016، إلى 11.3 مليار دولار بحلول 2023.

أخبار متعلقة :