الدوحة - سيف الحموري - الهاجري: التنمية الاقتصادية تدعم دور قطر عالمياً
الخلف: الطاقة النظيفة شعار قطر لتلبية احتياجات الدول
عيد: جهاز قطر للاستثمار صمام أمان للأجيال القادمة
محمود: ضرورة مواكبة التطور التكنولوجي والتعاون بين الدول
ثمن قطاع الأعمال خطاب سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أمام الأمم المتحدة، وأكد رجال الاعمال وخبراء المال أن الخطاب يمثل خطة عمل وخارطة طريق عالمية للمستقبل واستكمال مسيرة التنمية في العالم أجمع، وشددت قطاعات الأعمال أن الإنجازات الاقتصادية التي تحققت ساهمت في تبوؤ قطر مكانة عالمية بشهادة الدول والمؤسسات الدولية التي اعتبرت قطر شريكا موثوقا في القضايا الدولية وأهمها تلبية احتياجات العالم من الطاقة النظيفة.
من جانبه أكد رجل الأعمال سعد آل تواه الهاجري أن خطاب سمو الأمير جاء ليؤكد موقع قطر الريادي في العالم وثقة الدول بها خاصة ما يتعلق بإمدادات الطاقة النظيفة، وأنها أصبحت الشريك الموثوق به عالميا، إضافة إلى القضايا العالمية التي تناولها الخطاب والتي تؤكد الدور المحوري لقطر في القضايا الدولية وسعيها الدائم للتنمية الاقتصادية ومساعدة الدول والسعي لحل المشاكل في جميع بقاع العالم.
وقال الهاجري إن زيادة دور قطر عالميا تأتي بعد أن شهد العالم التنمية والنهضة التي تشهدها حاليا حيث استطاعت إدارة الاقتصاد بكفاءة واضحة، ومنها استمرار عمليات قطر للطاقة بكفاءة في الداخل والخارج، إضافة إلى التنويع الاقتصادي وانشاء صناعات غذائية، لتحقيق الاكتفاء الذاتي خاصة في السلع الاستراتيجية، مع وضع خطة لزيادة عدد المصانع والمشاريع الإنتاجية، وكلها تصب في صالح الاقتصاد المحلي وتفعيل دور القطاع الخاص.
وأوضح أن هذه العوامل تضع قطر في مصاف الدول المتقدمة وتجعلها قبلة للاستثمارات العالمية والاقليمية مؤكدا أن خطاب سمو الأمير جاء ليترجم سياسة قطر الخارجية على أرض الواقع.
وفي ذات السياق قال رجل الأعمال أحمد الخلف إن خطاب صاحب السمو أمير البلاد المفدى في الأمم المتحدة جاء ليترجم سياسات الدولة نحو الطاقة النظيفة التي تمثل مستقبل الطاقة في العالم في المرحلة القادمة، بعد أن استعادت قطر خلال 2022 مكانتها في صدارة الدول المصدرة للغاز الطبيعي المسال، مشيرا إلى أن الدولة تعمل على إنتاج الطاقة النظيفة وتسعى إلى صفر انبعاثات كربونية خلال الفترة القادمة.
وأوضح أن التقارير العالمية لمنتجي الغاز تؤكد أن قطر استحوذت على حصة نسبتها 21 بالمائة من سوق الغاز العالمي من الصادرات بعد أن وقعت قطر للطاقة أكبر وأطول اتفاقيات في تاريخها مع عدد من الشركات العالمية منها مؤسسة الصين للبترول والكيماويات «سينوبك» لتوريد 4 ملايين طن سنوياً من الغاز الطبيعي المسال إلى جمهورية الصين الشعبية لمدة 27 عاماً.
ولفت إلى أن عام 2022 شهد توقيع اتفاقيتي بيع وشراء طويلتي الأمد بين شركات تابعة لكل من قطر للطاقة وشركة كونوكو فيليبس لبيع ما يصل إلى مليوني طن سنوياً من الغاز الطبيعي المسال يتم توريدها من قطر إلى ألمانيا.
وأضاف: «بموجب الاتفاقيتين، ستقوم شركة تابعة لكونوكو فيليبس بشراء الكميات المتعاقد عليها وتوريدها إلى محطة استقبال الغاز الطبيعي المسال الألمانية التي يتم تطويرها حالياً في مدينة برونزبوتل شمال ألمانيا ابتداءً من العام 2026. وسيتم توريد هذه الكميات من الشركتين المملوكتين من قبل قطر للطاقة وكونوكو فيليبس في قطر واللتان تملكان حصصاً في كل من مشروعي حقل الشمال الشرقي وحقل الشمال الجنوبي».
وبدوره قال الخبير المالي إبراهيم عيد إن حضرة صاحب السمو تناول في خطابه دور جهاز قطر للاستثمار ليبرهن السياسة الناجحة لهذا الصندوق السيادي في تأمين مستقبل أبناء قطر والدور المحوري الذي يلعبه الصندوق دوليا وإقليميا مما يمثل صمام أمان للأجيال القادمة من أبناء الوطن.
وأضاف أن مؤسسة بلومبرج الاقتصادية العالمية أكدت توسع جهاز قطر للاستثمار في استثمارات جديدة خلال الفترة القادمة، أهمها الاستثمار في مشاريع لصالح أجيال المستقبل في قطر، في مقدمتها قطاعات الطاقة النظيفة وحلول الطاقة المتجددة وتكنولوجيا أنظمة الرعاية الصحية، وتقنيات التكنولوجيا الزراعية، إضافة إلى الاستثمار في التكنولوجيا المالية وحلول الدفع الجديدة. وأن الصندوق السيادي القطري يحتل حاليا المرتبة العاشرة بين أكبر صناديق الثروة في العالم، وفقًا لمعهد صناديق الثروة السيادية.
وأكد عيد أن صندوق الثروة القطري يلعب دورا هاما في التنمية الاقتصادية العالمية من خلال الاستثمارات في الدول المختلفة والاستثمار في القطاعات النوعية غير التقليدية.
من جهته قال خالد وليد محمود باحث دكتوراه في العلوم السياسية إن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمام الأمم المتحدة تطرق إلى التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم وهو ما يعكس الرؤية الثاقبة لسموه ومتابعته لما يجري في العالم من تطور وتقدم على الجميع مواكبته والاعتماد عليه لما له من دور هام في فتح آفاق غير مسبوقة لتطور الإنسانية نحو الأفضل وتحسين نوعية حياة البشر.
وأضاف أن إشارة سمو الأمير في خطابه إلى انعقاد قمة الويب «دبليو إس كيو» (WSQ) 2024 في الدوحة تأكيد واضح على دور دولة قطر واهتمامها بالفرص التي تستعرض التطور في مجال التكنولوجيا وخلق آفاق تعاون جديدة في عالم الفضاء السيبراني المترابط والممتد في أنحاء المعمورة لصالح البشرية جمعاء.
وتابع محمود أن القمة تعد أكبر مؤتمر تقني في العالم، وستكون هذه هي المرة الأولى التي ينظم فيها هذا الحدث في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتحديدا بدولة عربية، والأهم أنها ستجمع الآلاف من رواد الأعمال الدوليين والمستثمرين والجيل القادم من القادة الذين يعيدون تشكيل العالم.
وأوضح أن المؤشرات والمعطيات تؤكد إلى أن دولة قطر تعتبر واحدة من الدول الرائدة في المنطقة على صعيدي التكنولوجيا والأمن السيبراني. فهي تمتلك بنية تحتية حديثة ومتطورة تدعم تقنيات المعلومات والاتصالات، وهي مكان لاستضافة مراكز البيانات المتقدمة والشركات التكنولوجية الكبيرة. كما تقدم الدولة دعما كبيرا للحوكمة الرقمية حيث تعمل على تطوير استراتيجيات حديثة لحماية بنيتها التحتية الحيوية من التهديدات السيبرانية. مما يجعل القمة مكانا مثاليا لتبادل المعرفة والتجارب في هذا المجال. وأشار خالد محمود إلى أن ذلك يؤكد إيمان الدولة بأهمية الاستثمار في مجال الفضاء السيبراني الذي يعد أحد أهم اكتشافات البشرية حيث يجمع أكثر 5.16 مليار شخص متصلين بالإنترنت بمعدل انتشار يبلغ 65% ما يعني أن دولة قطر تريد ان تضع أثرا وبصمة في المجال السيبراني الذي أعطى مفهوما جديدا للزمان والمكان، وبالتالي انعقاد قمة ويب هنا يعني من جملة ما يعنيه ترك الأثر العربي بهذا الفيض الرقمي الذي تتدفق في قنواته وعروقه ونبضاته الكهرومغناطيسية سباقات محمومة لممارسة النفوذ وتحقيق التفوق.
أخبار متعلقة :