رئيس الوزراء في حوار مع تلفزيون قطر: جهاز قطر للاستثمار «بوليصة تأمين لعيالنا وعيال عيالنا»

الدوحة - سيف الحموري - أكد معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى تؤكد أن إيرادات الغاز ستذهب إلى الأجيال القادمة، مشددا على أن جهاز قطر للاستثمار «بوليصة تأمين لعيالنا وعيال عيالنا»، وأن الجميع «سيعرف قيمته في المستقبل».وتحدث معاليه في حوار مع تلفزيون قطر، مساء أمس، عن كثير من القضايا الداخلية والاقتصادية والطموحات التي تستهدفها الحكومة في الفترة المقبلة، حيث أكد أن الدولة تطمح بأن يكون جهاز قطر للاستثمار ضمن أكبر 5 صناديق سيادية في العالم، كما كشف عن إطلاق خطة التنمية الثالثة ضمن «رؤية قطر الوطنية 2030» خلال شهرين.
وأضاف معاليه، خلال الحوار الذي حضره رؤساء تحرير الصحف المحلية ولفيف من الإعلاميين، أن الحكومة ستعالج تحديات نظام التعليم وتحسين الأداء الحكومي، مؤكدا أن اللائحة التنفيذية لقانون التقاعد ستصدر خلال أسابيع، بالإضافة إلى إطلاق برامج لتسهيل الحصول على المواعيد الطبية نهاية أبريل الجاري.

Advertisements

كأس العالم ساهم في تسريع وتيرة خطة الدولة 2030

أكد معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن دولة قطر في عام 2011، ومع نيل شرف استضافة كأس العالم، تحدث الكثيرون عن حجم الاستثمارات التي تخص كأس العالم، وشهد الأمر خلطا للرسائل، موضحاً أن البنية التحتية التي عملت عليها الدولة للبطولة ضمن الخطة التي أطلقتها الدولة لعام 2030 ضمن رؤية قطر 2030.
وقال معاليه في حوار خاص مع تلفزيون قطر: الحمد لله، ساهم كأس العالم بشكل كبير وإيجابي جداً لتسريع وتيرة الخطة وتنفيذها، وفيما يتعلق بمدى الاستفادة، نقيس حجم الاستثمارات التي تخص البطولة بشكل مباشر، والتي تخص الدولة، فالتي تخص الدولة هي أمور كان سيتم العمل عليها سواء تم تنظيم كأس العالم في قطر أو بدون استضافة الحدث.
وأضاف: ما حققته الدولة، نتيجة استضافة كأس العالم 2022، تجاوز بكثير البطولة نفسها ونجاح البطولة نفسها، والاعتراف بدولة قطر، كدولة صغيرة ودولة عربية مسلمة، باستطاعتها استضافة حدث بهذا الحجم وبهذا النجاح، بتوفيق من الله، ودعم من المواطنين والمقيمين.
وتابع معاليه: المواطنون والمقيمون أبرزوا للعالم كله مثالا يفتخر الجميع به، ففتحوا بيوتهم وفتحوا مجالسهم، وتعرفت الجماهير على الدولة، فهذه العلامة التي تمت بعد كأس العالم كدولة قطر لها نتائج كبيرة تتحقق في السنوات المقبلة، وهذا بجهد واجتهاد الجميع.
أشار معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إلى أن استطلاعات الرأي في المجلات وفي المواقع، ومن بينها موقع BBC، الذي رأى الجميع الحملة المضادة لاستضافة قطر لكأس العالم، وأن استطلاع الرأي الذي أجراه، حقق كأس العالم في قطر أعلى نسبة مشاهدة وأعلى نسبة نجاح باعتراف الجميع، وكل من شاركوا في هذا الاستطلاع.
ونوه معاليه إلى أن مجلة الإيكونيميست أعدت تقريراً، قبل فترة، عن استفادة الدول من كأس العالم اقتصادياً، وأنه لا يوجد أي دولة حققت الاستفادة المالية أو حققت أرباحاً مالية كمشروع تجاري، وأن ما تحققه الدول بعد كأس العالم من نمو اقتصادي ونمو في قطاع السياحة هو نمو لا يمكن تحقيقه بدون حدث بهذا الحجم.
وأكد أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله، عندما تحدث في خطابه ذكر أن دولة قطر، الدولة التي تعرضت لكل هذه الهجمات تثبت للجميع بمواطنيها ومقيميها كيف أنها شعب منفتح وشعب مرحاب ومضياف، وهذا المثل شهد به الكل.

كأس العالم نقطة انطلاق

قال معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: نتمنى اليوم ومهمتنا أن نعتبر كأس العالم نقطة انطلاق وليس الوجهة التي توجهنا لها وانتهى الموضوع، فهناك خطط كبيرة وطموحة حسب توجيهات سمو الأمير، كيف ننفتح باقتصادنا وكيف تنفتح السياحة، ففي أول شهرين من عام 2023، في يناير وفبراير، 730 ألف سائح جاءوا إلى دولة قطر، وهذا العدد كان ممكنا أن يكون في سنة في السابق، فتحقق هذا بعد كأس العالم مباشرة في شهرين فقط، وهذا العدد في تزايد، وفي شهر مارس أيضاً كان هناك عدد كبير من السياح، وهذه إحدى الركائز الرئيسية في مهمتنا وخطة عملنا في المرحلة القادمة.
وأضاف: الأمر لم يكن فقط استضافة دولة قطر للمونديال وللأحداث الرياضية، ولكن استضافة الأحداث العالمية بشكل منوع، سواء كان في الدبلوماسية أو الوساطة أو الأحداث الاقتصادية أو المؤتمرات الدولية، فدولة قطر لها باع كبير ولها خبرة تراكمت على مر السنين، وبطولة كأس العالم هي أكبر حدث رياضي، واليوم يحقق هذا النجاح، وإن شاء الله نبني على هذا النجاح بنجاحات أخرى باستضافتنا لبطولات أخرى.
وأردف معاليه: الكثير من الناس قد يتساءلون ما الحاجة لهذه القوى الناعمة أو الدبلوماسية الناعمة، سواء كانت رياضية أو اقتصادية أو غيرهما، وبالنسبة لنا نحن دولة صغيرة، ومسألة القوى الناعمة والدبلوماسية الناعمة جزء من إثبات وجودنا وحماية أمننا، وتسهم بشكل كبير في ترسيخ موقع الدولة كلاعب رئيسي وكلاعب مهم لدول المنطقة ودول العالم، وهذا يسهم بشكل مهم جداً في حماية الدولة والدفاع عنها، وهذا شاهدناه في مراحل كثيرة، ولله الحمد، قطر أثبتت وجودها دائماً، ودائماً دولة لها أهمية في كل الأحداث العالمية، وهذا الدور الذي نطمح له ونسعى لاستكماله.

الإرث كان في الاعتبار مع قرار استضافة المونديال

أكد معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن مسألة الإرث كانت في الاعتبار من بداية اتخاذ قرار استضافة كأس العالم 2022، حسب توجيهات صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، فكان تشكيل لجنة المشاريع والإرث، فكان عنصر الإرث يشكل عاملا رئيسيا، كيف تستفيد الدولة من كافة ما تقوم به من مشاريع وتنفذه للبطولة.
وقال معاليه: اليوم.. إذا رأيت البنية التحتية كلها في إطار خطة دولة قطر ورؤية دولة قطر 2030، والمشاريع الرياضية التي تمت، سواء من ملاعب أو مرافق، فهذه المرافق لها خطة كيف يتم الاستفادة منها، ليس فقط على المستوى الوطني، ولكن على مستوى الدول الأقل نمواً، والدول الأقل احتياجاً، واليوم، حينما نرى العائد من إرث البطولة، فهو عائد كبير سواء على الاقتصاد الوطني أو على دول كثيرة في حاجة لمثل هذا التطور.
وأضاف: وقد ضربنا مثالا جيدا وسابقة نتمنى أن البطولات القادمة تحذو هذا الحذو، فعناصر كبيرة تتحقق في مسألة تثبيت العلامة لدولة قطر كعلامة مميزة، وهذا الشيء له عوائد اقتصادية وله عوائد في المجال السياحي، ومهمتنا اليوم كيف نبني عليه، ونحاول تعظيم هذه النتيجة والاستفادة منها بأكثر شكل ممكن.

مهمتنا تقديم الخدمات للمواطن والمقيم

قال معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: توجيهات سمو الأمير واضحة بالنسبة لنا، وكانت منعكسة حتى في حديثه للناس في خطابات سموه بمجلس الشورى، والحكومة مهمتها إدارة الدولة وإدارة موارد الدولة وتحقيق أفضل كفاءة وأفضل إنتاجية من هذه الموارد، وهذا جزء رئيسي من مهمة الحكومة، لتقديم الخدمات سواء للمواطن أو المقيم، سواء كان للمستثمر أو للسائح، بما يحقق عوائد للدولة وتعظيما لهذه الموارد.
ونوه معاليه إلى أن تحديات موجودة وليست جديدة، وأنها مستمرة، وتواجه أي حكومات، وقال: يجب أيضاً أن نعترف بالحجم والتوقعات من الدولة والحكومة، فنحن دولة حديثة، وكانت نهاية الانتداب البريطاني في 1971، أي منذ نحو 52 عاما، تأسست فيها الحكومة وهذه المؤسسات، وتم بناء المنظومة الحكومية.
وأضاف: كما أن الطاقة البشرية محدودة، والشعب القطري، حينما نتحدث عن القطريين فقط، ليس بالعدد الكبير، والتراكم المعرفي وتراكم الخبرة المؤسسية رحلة تحتاج وقتا وتحتاج تطويرا مستمرا والنظر فيها بشكل دائم، والتميز هو هدفنا كحكومة، وهدفنا أن نقدم أعلى مستوى للخدمات لكل الشرائح.
وأردف معاليه: اليوم، ومع التحول الذي يحدث في الخدمات الحكومية، التي بدأت تتركز حول العميل نفسه، سواء كان مواطنا أو مقيما أو مستثمرا أو سائحا، وكيف يمكن أن أوفر له أفضل خدمة وبأعلى كفاءة من الحكومة.

إطلاق منصة «شارك» لتقييم أداء المؤسسات الحكومية قريباً

قال معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إن هناك الكثير من المبادرات التي تم اطلاقها، سواء العام الماضي أو العام الجاري، منها مبادرة جائزة التميز الحكومي، التي تحفز الإدارات الحكومية على تقديم أفضل مستوى من الخدمات، إضافة إلى منصة «شارك» التي سيتم اطلاقها قريباً، لتقييم أداء المؤسسات الحكومية من قبل العميل المستفيد، وكيفية تسريع الإجراءات بواسطة الذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى أن هناك مبادرات لتحسين مستوى الخدمة بشكل مستمر، مضيفاً: بالنهاية نحن جزء من هذا الشارع، فالقطريون بسوق العمل 90 % منهم تقريباً في القطاع الحكومي، فعليهم مسؤولية، ودائماً مسؤوليتنا مشتركة، وإن كان الشخص مستفيدا من خدمة في مكان، فهو مقدم لخدمة في مكان اخر، ونعول عليهم وعلى جهودهم إن هذه الخدمات تقدم على أفضل مستوى، سواء كان لإخوانهم المواطنين والمقيمين، أو للعناصر الأخرى.

توظيف 7127 مواطناً.. وقفزة في القطاع الخاص

أكد معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن الدولة صغيرة والمؤسسات الحكومية لها قدرة محدودة على الاستيعاب، مهما كانت هذه القدرة، مشيراً إلى أن العام الماضي شهد توظيف 7127 مواطنا، منهم 5200 توظفوا بالقطاع الحكومي، وتقريبا 1900 توظفوا في القطاع الخاص، وأن هذه النسبة فيها قفزة مع استيعاب القطاع الخاص لهذه الأرقام.
وقال معاليه: إذا ركزنا على كيف أن الحكومة توظف المواطن، سيكون هذا الأمر غير مستدام، لأن الحكومة سيكون عندها تشبع أو بطالة مقنعة، ولتقدم الحكومة أفضل مستوى من الخدمات لن يكون ذلك في صالح المؤسسات الحكومية، وستوفر الحكومة فرصا في كل سنة، ولكن نشجع على الانفتاح في القطاع الخاص، والمساهمة منهم في توظيف القطريين هو عامل مهم جداً، وأن تكون هناك مبادرات شخصية من المواطنين.
وأضاف: فبدلاً من أن يكون موظفا يكون هو مستثمر أو مبدع ومطور لفكرة معينة، ويدخل في مجال الاعمال وريادة الأعمال، وهذه من الأمور التي نعتبرها أولوية اليوم بالنسبة لنا، وهي أصبحت ضرورية وليست شيئا نحتاجه للرفاهية، وهذه الأمور نسعى لتطويرها، والدولة وفرت منصة لتسهيل توفير الفرص الوظيفية وعرضها بكل شفافية للمواطنين، وتسعى أيضاً لتوفير أفضل مستويات من التعليم ومن التدريب، فنحتاج أن يكون الكادر الوطني كادرا مؤهلا ومنافسا في سوق العمل، وإن شاء الله المبادرات الاقتصادية ستأتي واحدة تلو الأخرى، بحيث يكون في تحفيز للمواطن أن يبحث عن فرص في القطاع الخاص، والبناء اقتصاد أكثر حيوية.

التعليم أهم قطاع لسمو الأمير.. وبرامج لاستقطاب القطريين للتدريس

وفي حديثه عن قطاعي التعليم والاستثمار، قال معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إن «الموازنة العامة للدولة تنشر بشكل سنوي والكل يرى أين تصرف الإيرادات وإلى أي منافذ للصرف تذهب، وقطاعا التعليم والصحة يشكلان 20 % من الموازنة العامة للدولة، وهي نسبة عالية جدا من الإنفاق الحكومي على هذين القطاعين، ولا شك أن أهمية التعليم والصحة تعتبر مصيرية بالنسبة لنا كدولة وللمواطنين والمقيمين».
بخصوص القطاع الصحي، أكد أن «الدولة لها دور معين بتقديم أفضل خدمات رعاية صحية ممكنة لكل من يعيش على أرضها وأكيد ستوجد مشاكل إدارية تحدث هنا وهناك ونسمع عن بعض الشكاوى عن موضوع تأخر المواعيد ولكن هذا لا يعني أن الخدمة الصحية ليس بالمستوى المطلوب، والحمد لله القطاع الصحي في أزمة الكوفيد أثبت صلابته في دولة قطر وحقق ما لم تحققه دول بها مؤسسات صحية عريقة، فمستشفيات عمرها أكثر من 100 سنة لم تستطع أن تتحمل ما تحمله مستشفى بعمر 30 أو 35 سنة مثل مستشفى حمد ووزارة الصحة».
وأضاف معاليه «ولا شك أن القطاع الصحي يقوم بجهد ولا شك أيضا أن هناك أوجه قصور ويوجد تحديات التي نتابعها بشكل حثيث، وتحدثت مع وزارة الصحة حول أهمية وضع خطة لتجاوز هذه العقبات الإدارية لتحسين مستوى الخدمة سنبدأ نرى نتائجها بعد نهاية شهر رمضان أي بنهاية شهر أبريل ستكون هناك بعض البرامج التي تسهل عملية الحصول على مواعيد بأسرع وقت».
وبالنسبة لقطاع التعليم، قال معاليه «لا شك أنه الرافد الأساسي لكل الكفاءات التي تعمل في الدولة وتعمل على تنميتها، وهذا بالنسبة لسمو الأمير يعتبر أهم قطاع، وللمدارس والمعلم في دولة قطر مكانة كبيرة ونحن نعتبر مهنة المعلم من أنبل المهن وتوجد برامج قامت عليها وزارة التعليم لاستقطاب القطريين لمهنة التعليم والعمل على جذبهم، ويوجد عدد لا بأس به من المعلمين القطريين الآن».
وأضاف أن «الدولة ستوفر أعلى جودة في خدمة التعليم، وكما قولنا ستكون هناك أوجه قصور ولكن بالحوار مع المستفيدين من هذه الخدمات نسعى بكافة الطرق أن نقدم أفضل مستوى من التعليم، ولكن التعليم ليس قاصرا فقط على المدرسة بل هو في المدرسة وفي البيت وفي كل مكان، فالأهل عليهم مسؤولية والمدارس عليها مسؤولية، وبالنسبة للحكومة ستتحمل مسؤوليتها تجاه المدارس وترتقي بهذا المستوى، وإن شاء الله نرى الطلبة في مدارس قطر منافسين لطلبة في العالم».
استكمل قائلا «غير راضين عن المخرجات ونطمح للمزيد ونعول على شبابنا في المدارس أن يقدموا الأفضل ونحن نسعى دائما لتطوير هذه المنظومة واستخدام وسائل حديثة فيها بحيث يكون خريجونا منافسين».

أخبار متعلقة :