خريجو مؤسسة قطر يسهمون في تمكين ذوي القدرات عبر الفن

الدوحة - سيف الحموري - أسهم خريجو جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر في إظهار المهارات الفنيّة لدى الأطفال من ذوي القدرات الخاصة من خلال ورش عمل عُقدت في المخيم الصيفي الذي ينظمه برنامج «لكل القدرات» التابع لمؤسسة قطر.
بقيادة ثلاثة طلاب من جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، نظّم المخيم الصيفي في مركز طلاب المدينة التعليمية «ملتقى»، ورش عمل شجعت الأطفال على التعبير عن أنفسهم بحرية، من خلال الرسم والتلوين.
وقالت فاطمة المناعي، إحدى خريجات جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، ومتطوعة في المخيم: «لقد كان التطوع لدعم الأطفال ذوي القدرات الخاصة، بالتعاون مع برنامج «لكل القدرات»، تجربة ملهمة ومرضية بالفعل، فمن الضروري تشجيع الأفراد على التعبير عن شغفهم من خلال وسائل مختلفة مثل الفن».
وليست هذه المرة الأولى التي تشارك فيها المناعي في مثل هذه الأنشطة، فقد شاركت سابقًا في ورش عمل بالجامعة والنوادي الطلابية، عملت من خلالها على تشجيع الأطفال على احتضان مواهبهم وإطلاق العنان لإبداعاتهم، وعززت هذه التجارب إيمانها بقدرة الفن عن إحداث أثر إيجابي.
وتابعت المناعي: «إن تأثير هذه التجربة التطوعية على حياة الأطفال واضحة بطرق مختلفة، كانت إحدى النتائج المهمة هي أننا تمكنا من كسر الحواجز وتبديد المفاهيم الخاطئة، وقد أدى ذلك إلى مساعدة الأطفال على الاندماج في المجتمع».
ووفقًا للمناعي، فإن التطوع في هذا البرنامج قد جلب تحديات وتجارب مجزية بالنسبة لها، وشمل أحد التحديات إيجاد طرق فعالة للتواصل مع كل طفل بسبب الاختلافات في احتياجاته وقدراته. ومع ذلك، فإن هذه التحديات لم تؤد إلا إلى تعزيز تصميمهم على اكتشاف طرق بديلة لتحفيز المشاركين وتشجيعهم. 
وأضافت: تعلمت مهارات قيمة خلال توظيف خبراتي الفنية لتلبية الاحتياجات المحددة لكل طفل. لم تثرِ هذه التجربة تطوري الشخصي فحسب، بل عززت أيضًا قدرتي على تعليم الفن للمبتدئين، مما يضمن شعور كل طفل بالتقدير».
وأردفت المناعي: «إن إرساء بيئة شاملة وداعمة أمر ضروري لنجاح هذا البرنامج. إن معاملة جميع الأطفال بإنصاف، ومنحهم اهتمامًا متساويًا، وتوفير التحفيز يساعدهم على الشعور بالاندماج في المجتمع».

Advertisements

تعبير عن المشاعر 
وقالت شيخة الدرويش، خريجة جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، ومتطوعة في البرنامج: «ما ألهمني للمشاركة في هذا البرنامج هو أختي الصغرى المصابة بمتلازمة داون. إن قوتها وقدرتها على تحدي الصور النمطية عن الأطفال ذوي القدرات الخاصة تلهمني كل يوم». 
وتابعت الدرويش: «من خلال هذا البرنامج، تعلمت الكثير، ويشرفني أن أساهم بمهاراتي لتمكينهم»، ولا يمكن إنكار فوائد إشراك الأطفال من ذوي القدرات المختلفة في الفن، حيث يسمح لهم بالتعبير عن مشاعرهم بشكل أكثر فعالية ومشاركة قصصهم الفريدة، وبينما يستكشفون اهتماماتهم وشغفهم، نساعدهم على احتضان فرديتهم وبناء احترامهم لذاتهم».
أشارت الدرويش إلى أن تجربة التطوع أثرت تطورها الشخصي والمهني بشكل كبير، مما ساعدها على اكتشاف الجمال والإلهام في أماكن غير متوقعة، والتي بدورها عززت الإبداع في عملها. 
وقالت: «أقوم بتخصيص خبرتي الفنية لتناسب الاحتياجات والقدرات المحددة لكل طفل، حيث يوفر الفن المرونة والفرصة لتجربة عناصر مختلفة، مما يسمح لنا بإنشاء بيئة شاملة تلبي نقاط قوتهم الفريدة».
مبادرات جديدة 
وقال أرحمة أمجد، أحد المتطوعين وخريج جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر: «أجد متعة كبيرة في التطوع ومساعدة ذوي القدرات الخاصة، لأنه يتيح لي المساهمة في مجتمع أكثر شمولًا ورحمة. ومن خلال وجود هذا البرنامج وتأثيره، نأمل في إنشاء المزيد من المبادرات، والمزيد من المتطوعين الذين يلبون احتياجات الأفراد بمختلف القدرات».

أنشطة متنوعة 
وقال نايجل ديسوزا، منسق الفعاليات والبرامج في برنامج «لكل القدرات»: «أردنا الاستفادة من الموارد المختلفة المتاحة داخل مؤسسة قطر، بدلًا من الاستعانة بموردين من الخارج للقيام بذلك، واعتقدنا أيضًا أن هذا يمكن أن يتحول إلى نشاط أو برنامج مستمر يمكننا القيام به على مدار العام وليس فقط في المخيمات السنوية». وتابع ديسوزا: «يركز برنامج «لكل القدرات» في الغالب على الأنشطة الرياضية. لذا، فإن الفن يأخذنا إلى تجربة مختلفة. حيث إننا لا نرغب بأن نشمل الرياضة فحسب، بل نقدم مجموعة واسعة من الأنشطة لذوي القدرات الخاصة».
وأضاف ديسوزا: «يعبر الأشخاص ذوو القدرات الخاصة عن أنفسهم بعدة طرق مختلفة. لدينا بعض المشاركين الذين قد لا يعبرون بشكل جيد لفظيًا، ولكنهم يتفوقون في الرياضة أو في شيء آخر. لذا، فإن الفن هو مجرد أداة أخرى للتعبير عن أنفسهم بشكل عام». 
واختتم سوزا حديثه: «يتبنى برنامج «لكل القدرات» التابع لمؤسسة قطر الشمولية، ويلبي احتياجات الأفراد ذوي القدرات الخاصة من خلال تقديم مجموعة متنوعة من الخدمات والفرص التي تثري حياتهم وتهيئ بيئة داعمة يسهل الوصول إليها، حيث يمكن للجميع الازدهار».

أخبار متعلقة :