خبراء: الذكاء الاصطناعي لن يقتل الإبداع

الدوحة - سيف الحموري - أكد خبراء في التكنولوجيا والآداب والفنون أنه على الرغم من التطور شبه اليومي في برامج وتطبيقات الذكاء الاصطناعي فإنه ليس بالإمكان التخلي عن المبدع البشري.
وقال الخبراء في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية «قنا»: إن برامج الذكاء الاصطناعي تساعد على إنشاء أعمال إبداعية من كتابة قصص وروايات وأشعار ولكن لا يمكن أن تصل إلى قدرة العقل البشري، فهي يمكن أن تساعد في إعداد محتوى نصي بأنواعه المتعددة سواء كانت نصوصا موجهة للمنصات الاجتماعية أو الأبحاث العلمية أو المقالات والمدونات وغيرها الكثير لكنها لن تلغي وجود المبدع البشري.
وأوضح الدكتور أحمد عبدالعالي كبير مهندسي البرمجيات بمعهد قطر لبحوث الحوسبة بجامعة حمد بن خليفة، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية «قنا»، أن نماذج الذكاء الاصطناعي عن طريق تدريب الحاسوب بخوارزميات تعلم تستخدم بيانات ذات أحجام كبيرة جدا، هذه البيانات تحوي كل محتوى الإنترنت بالإضافة إلى الكثير من الكتب المرقمنة، وتقوم هذه النماذج الإحصائية أو التي تستخدم الشبكات العصبية بنوع من تذكر الأساليب البيانية والتراكيب اللغوية ومنه تقوم بنوع من حفظ هذه المعلومات، مضيفا أنه «في حالة توليد هذه النماذج تقوم باستخدام المعلومات التي تم تخزينها وبالتالي لا يمكن وصف هذه النماذج بالذكاء».
وأشار إلى أنه على الرغم من قدرة هذه النماذج على التذكر وكذلك التفاعل لكن لا يخرج عن نطاق ما هو مألوف ومن هنا لا يمكن وصف مخرجات هذه الخوارزميات بأنها إبداع.
وتابع عبدالعالي، أن برامج الذكاء الاصطناعي ستظل المساعد الوفي للباحث في الموضوعات العلمية لمساعدته في ترتيب أفكاره وإخراجها في قالب متناسق، لكن الباحث لابد أن يقوم بالتجارب واستخلاص نتائجها.
وأكد كبير مهندسي البرمجيات بمعهد قطر لبحوث الحوسبة بجامعة حمد بن خليفة أن الإنسان هو مصدر الإبداع والإلهام الذي يستطيع استخدام هذه الأدوات والاستعانة بها لإخراج أعمال جديدة ذات مستوى راق، مبينا أن الاعتماد الكلي على هذه النماذج سيحد من الإبداع فلا مناص من أن يكون الإنسان عنصرا داخل هذه المعادلة وبدونها ستكون حلقة الإبداع فارغة.
ومن جهته قال المهندس شادي حداد مدير حلول البيانات والذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت الشرق الأوسط في تصريح مماثل لـ «قنا» إن الذكاء الاصطناعي يلعب دورا محوريا في حل التحديات الاقتصادية المعقدة وإحداث نقلة نوعية للعديد من الأعمال وتحسين أداء المؤسسات وتجربة العملاء، وتطوير إمكانات التنبؤ والتخطيط، كما تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي في أماكن العمل والمكاتب المنزلية، والمؤسسات الأكاديمية، ومختبرات الأبحاث ومرافق التصنيع في جميع أنحاء العالم، وتساعد في تحسين وتعزيز حياة كافة فئات المجتمع بدءا من الطلاب والمعلمين وصولا إلى المزارعين ومطوري البرامج ومتخصصي الأمن، مشيرا إلى أن الذكاء الاصطناعي شمل العديد من المجالات مثل الطاقة، والرعاية الصحية، والخدمات المالية، والتعليم وغيرها.
وأردف أن العالم شهد ثورات تكنولوجية متسلسلة مع إطلاق أجهزة الكمبيوتر والهواتف المتنقلة والهواتف الذكية والإنترنت والسحابة والتي ساهمت كل منها بتغيير عالمنا وأعمالنا وحياتنا، وكذلك هي ثورة الذكاء الاصطناعي، والتي ستنقل بدورها عالمنا إلى حقبة تطويرية جديدة لم يسبق لها مثيل، موضحا أنه مع التطور السريع في نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية التي تطلق العنان لمزيد من الاحتمالات لتعزيز البحث ورفع الإنتاجية وتسهيل الابتكار والإبداع.
وأضاف المهندس شادي حداد أن الحقبة التالية من الذكاء الاصطناعي ستشهد نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة وتساعد في مهام مثل تلخيص المحتوى وإدارة المستندات وتبسيط تدفقات المبيعات، ويمكن أن تمتد إلى مجالات مثل تصميم جزيئات جديدة للأدوية أو كتابة نصوص أو رسم صور أو تأليف قطع موسيقية أو حل رموز أو تنفيذ مقاطع فيديو.
وحول انعكاس برامج الذكاء الاصطناعي على الإبداع في مجال الأدب قال الروائي والأكاديمي القطري الدكتور أحمد عبدالملك إن التطور في جميع مناحي الحياة جزء من الحتمية التاريخية لتطور الإنسان عموما، ودخول التكنولوجيا في العملية الإبداعية كان وما زال حاضرا في ذلك، فنجد الأغنية على سبيل المثال دخل عليها التطور التكنولوجي منذ عشرة أعوام وصارت تنفذ في أيام قلائل وبدقة كبيرة، مهما اختلفنا على مدى وجود الإحساس الصادق فيها.
وأضاف أن سماح النقاد بإدخال التكنولوجيا ومنها الذكاء الاصطناعي في الأعمال الإبداعية لم يعد أمرا يحكمه النقاد، في ظل واقع سيطرة التكنولوجيا على مصائر الناس، لذلك ظهرت الرواية الإلكترونية منذ سنوات عدة، وتقبلها النقاد، وإن عارضها بعضهم.
وشدد على أن تقنيات الذكاء الاصطناعي غير قاتلة للإبداع طالما استخدمها مبدعون، وليس دخلاء على المجال الروائي، أما عن اكتشاف الفروق بين إنتاج الموهبة الفطرية وبين الإنتاج الصادر عن مثل هذه التقنيات، فهذا أمر سهل، نظرا لوجود برامج إلكترونية تكشف مثل هذه الاتجاهات، مؤكدا أن ذاكرة المجتمع والنقاد متقدة وواعية لمثل هذه الأساليب غير السوية، والتي يدينها العقل والمنطق.
وبدوره قال المهندس والفنان التشكيلي القطري عبدالله دسمال الكواري، في تصريح مماثل لـ/قنا/ إن هناك الكثير من برامج الذكاء الاصطناعي تم تصميهما لتطوير العمل في مجالات الطباعة والإخراج الفني مثلا تمكن الممارس لهذا النوع من الإخراج الفني أن يعمل بوسائل وأدوات تسهل له العمل والإبداع شأنه شأن العاملين في مجال مستخدمي البرامج الهندسية المتخصصة للمهندسين في مختلف التخصصات مثل الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي إلى آخره من الابتكارات الحديثة المساعدة في كل المجالات من ضمنها الطب والصناعة.

Advertisements

أخبار متعلقة :