موضي الهاجري: ترويج النجوم والمشاهير للأغذية غير الصحية «كارثة»

الدوحة - سيف الحموري - أكدت الأستاذة موضي حمد الهاجري مدير قسم التغذية العلاجية والمجتمعية في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية أن من أهم المتاعب التي تواجه اختصاصي التغذية العلاجية عدم وعي المرضى بأهمية عمله وعدم التزامهم بالحمية التي تناسبهم، وللأسف بعض المراكز الخاصة التي تفتقر للمصداقية تستجيب لرغبات المرضى في نوعيات الحميات حتى لو كانت تؤثر على صحتهم ولا يتم إقناعهم بما يتناسب معهم، كما أن أغلب المرضى يرفضون الوجبات التي تقدم لهم أثناء التنويم وعوضا عنها يطلبون وجبات سريعة ولا يتقبلون أي حمية يقدمها لهم الطبيب حسب احتياجهم الصحي.

Advertisements

وقالت موضي الهاجري: وبالرغم من أن مهمة اختصاصي التغذية العلاجية شاقة وقد تكون أهم من الطبيب الذي تتوقف مهمته على التشخيص وإعطاء الدواء ومن ثم تحويل المريض لاختصاصي التغذية، وفي الجانب الآخر يقوم اختصاصي التغذية بمتابعة المريض وقد لا ينجح الدواء إذا لم يتبع المريض الحمية والإرشادات التي يقدمها له الاختصاصي بل للأسف في بعض الأحيان يصاب المريض بالجلطات نتيجة تضارب بعض الأدوية مع بعض الأطعمة ومن هنا تبرز أهمية اختصاصي التغذية.

الابتكار بالوجبات الصحية
وأضافت: كما هناك بعض المستشفيات لا تنتقي الطباخين المتمرسين على الطعام الصحي ولا تبتكر بالوجبات الصحية التي تقنع المريض بتناولها حتى وإن كانت خالية من الملح والسكر ومنخفضة السعرات الحرارية. كما يشكل رفض المرضى لتناول المكملات الغذائية مسؤولية على عاتق اختصاصي التغذية لإقناع المريض بما يتناسب مع حالته الصحية.
والمجتمع بحاجة ماسة لدور اختصاصي التغذية التوعوي، كإلقاء المحاضرات والندوات في المدارس والجمعيات الخيرية والمراكز الصيفية والمعاهد، وتقديم دورات في تغذية الأطفال والمسنين والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة بطرق مبتكرة وسلسة.

الاستشارة والتقييم الغذائي
وتواصل مديرة التغذية العلاجية والمجتمعية في مؤسسة الرعاية الصحية الاولية موضي الهاجري حديثها بالقول انه من الضروري ابراز أهمية اختصاصي التغذية المتمثلة في: الاستشارة الغذائية، والتقييم الغذائي، وأن يكون الاختصاصي على اتصال دائم بالطبيب المعالج، ويشارك في الاستشارة الغذائية. موضحة ان دور اختصاصي التغذية في المستشفى يختلف عنه في المركز الصحي في عدة أمور أهمها: أن التعامل في المستشفى يكون مع مرضى مقيمين، يخضعون للمراقبة الدقيقة أثناء التغذية، وغالبا تقاس نتائجها بشكل أدق. أما في المركز الصحي فيكون التعامل مع مراجعين خارجيين، يطبقون الأنظمة والإرشادات في المنزل. 
تعدد المسميات الوظيفية
وتوضح أن سياسة المركز الصحي والمستشفيات في مدة الموعد الواحد للمريض بما لا يتناسب مع دور وعمل اختصاصي التغذية على سبيل المثال المراجع كموعد أول يأخذ أكثر من 45 دقيقة بالجلسة الواحدة بما يصل الى ساعة كاملة في حين ان المراجعات الدورية على الاقل تستغرق نصف ساعة ليتم التشخيص والشرح الوافي بالإضافة الى الاقناع الذي يحتاجه كل مريض على حدة.
اضافة الى تعدد المسميات مع تشابه الوصف الوظيفي بين اختصاصيي التغذية العلاجية ومدرب الصحة ومثقف الصحة ومثقف السكري ومثقف الطفولة والأمومة يجعل المريض في حال تشتت والتباس.

الخزعبلات الغذائية
كما ان عدم تركيز المسؤولين في القطاع الصحي على أهمية محاسبة من يروج للخزعبلات الغذائية بالإضافة الى تساهل نشرها والترويج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي تضع اختصاصي التغذية العلاجية في حالة من الركود الوظيفي بالإضافة الى المغلوطات التي تعوق نمو المجتمع الفكري الغذائي الذي لطالما كان من دور اختصاصي التغذية العلاجية التثقيف لمصلحة المجتمع.

مصدر المعلومة الصحيحة
وتكمن المشكلة الاكبر أن أي فرد من المجتمع يستطيع الحديث بمجال التغذية في الوضع الحالي على سبيل المثال دكتور العظام والصيدلاني والطباخ كان يفتي بمجال التغذية لذا فإن الثقة باختصاصي التغذية مفقودة. 
كما لا يوجد تجمع فعلي لاختصاصيي التغذية العلاجية في قطر، حيث انه لا توجد تجمعات وروابط وقنوات يوتيوب وجمعيات التغذية القطرية لتعطي معلومات صحيحة، وهذا القصور أعطى المجال للجميع للإفتاء في مجال التغذية العلاجية.

البلوجر والدعايات الخاطئة
وتؤكد موضي الهاجري ان وجود البلوجر في عمل الدعايات للمطاعم والكوفي وسهولة الطلب للأطعمة عن طريق مواقع التوصيل وكثرة الكوفيهات وتصوير الأطعمة والتقليد الأعمى للدول الغربية من تصرفات تتنافى مع تعاليم الدين الاسلامي في عدم احترام الطعام كعصير على شكل دم وابر الصوصات وسندويشات ذات لون أسود مكروه نتج عنه كثرة وشره تناول الطعام كجوع عاطفي بدل من كونه حاجة غذائية للجسم، كل هذا أدى الى تهميش دور الثقافة الغذائية مما أدى الى ارتفاع معدل السمنة عند المراهقين والأطفال والأمراض المزمنة. 
كما ان من المشاكل التي نعانيها قيام بعض نجوم الرياضة والفن بعمل دعايات ترويجية للأغذية الضارة للصحة مثل المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والسجائر والوجبات السريعة. 

حلول وتوصيات مقترحة
وتضيف ان الحلول المقترحة والتوصيات لحل هذه المعضلة كثيرة منها نشر مقالات سريعة ومختصرة تعطي وعي وادراك وفهم الحالات التي نراها يوميا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. 
وعمل فيديوهات تعطي رسائل صحية ونشرها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وتثقف وتوعي الناس كعمل قناة يوتيوب لتوعية المجتمع، ووجود اختصاصيي واختصاصيات التغذية العلاجية في السجون ودور الإيواء وذوي الإعاقات المختلفة والأطفال والمسنين، ووجود مشرفة التغذية في المقاصف المدرسية للاختيار الوجبات الافضل للطلاب والطالبات وحساب السعرات ومراقبة سلامة الاغذية وعمل محاضرات للطلاب بدل مشرف للمقصف. لذلك لا بد من استثمار هذه الثروة الوطنية ووضعها في أماكنها الصحيحة.
كما طرحت موضي الهاجري اقتراحات لرفع كفاءة ودور اختصاصي التغذية العلاجية، منها: توحيد وتحديد الوصف الوظيفي لاختصاصي التغذية العلاجية، وإقامة دورات تدريبية في مجال التغذية العلاجية وحضور المحاضرات واللقاءات العلمية، وتحديد معيار لقبول المؤهلين علمياً لوظيفة اختصاصي التغذية كما هو معمول به في غالبية الدول خاصة للمهن الصحية.
وقبل فتح اي مشروع تجاري غذائي عن طريق النت أو مطعم أو كوفي شوب من شروط الموافقة للفتح شرح مكونات المأكولات والمشروبات وحساب السعرات الحرارية وسن قانون على كل مطعم ان يكون نصف منتجاته صحية وكوفيهات صحية خاصة لمرضى السكري والذين يعانون من حساسية القمح أو اللاكتوز ومراقبة حماية المستهلك للأسعار وتكون أرخص من الأكل غير الصحي. 
وطرح عروض على المنتجات الصحية الأساسية لتنافس العروض الترويجية للمنتجات عالية السعرات الحرارية.
وطالبت بأن تكون مادة الانشطة الرياضية مادة أساسية للنجاح في مراحل التعليم. واستثمار الحدائق العامة في الفعاليات والأنشطة الرياضية وعمل حملات وقائية من السمنة والسكري والقلب وغيرها في ظل حياة الرفاهية التي يعيشها الشعب القطري مما أدى الى جعل طعامهم الأساسي قائما على النشويات وحلويات مليئة بالسعرات الحرارية. 
كذلك استغلال المولات والمجمعات التجارية لممارسة رياضة المشي خاصة في فصل الصيف بعمل ممرات خاصة للسير والمشي وتكون على أطراف المول ووضع ملصقات للمسافة المقطوعة.

أخبار متعلقة :