قطر تكثف جهودها لإغاثة الشعب السوداني منذ اندلاع «الأزمة»

الدوحة - سيف الحموري - مضى أكثر من شهرين منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان وبالتحديد في الخامس عشر من شهر أبريل من العام الجاري، ما زاد كثيرا من معاناة المدنيين، في ظل النقص الحاد في الخدمات والمواد الغذائية والطبية والفلتان الأمني المريع.
وانطلاقا من دورها الإنساني والأخلاقي والتزاما بمسؤوليتها كشريك فاعل في المجتمع الدولي، تحرص دولة قطر دائما على الاضطلاع بدور ريادي في تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية، وتواصل في هذا السياق عطاءها السخي وجهودها الحثيثة في دعم احتواء الأزمات في الدول الشقيقة والصديقة، ومد يد العون للشعوب المنكوبة دون استثناء وبلا تمييز أو مقابل لكنها تبتغي تخفيف المعاناة عن المتضررين من الأزمات بشتى أنواعها حول العالم، وتسيير الجسور الجوية لنقل مئات بل آلاف أطنان المساعدات الإغاثية، استجابة للظروف الطارئة والعاجلة التي تتطلب ذلك.
وفي هذا السياق وإحساسا منها بالمعاناة الإنسانية التي يقاسيها الشعب السوداني الشقيق حاليا، كانت قد أعلنت دولة قطر بتوجيهات كريمة من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى «حفظه الله ورعاه» تسيير جسر جوي لدعم الأشقاء في السودان عبر طائرات تتبع للقوات الجوية الأميرية تحمل مساعدات غذائية وطبية، ما يؤكد وقوف قطر الدائم قيادة وشعبا مع الشعب السوداني، وهو ديدنها في كل الأزمات التي مر بها هذا البلد الشقيق، دعما لاحتياجاته الإنسانية المتفاقمة في هذه الأوقات الصعبة والعصيبة التي يعيشها.
وفي إطار هذا الجهد والزخم الإنساني العالمي، لا سيما على مستوى الدول الشقيقة العربية والإسلامية منها، جاءت المساعدات القطرية الحالية للسودان في وقتها بعد أن تسببت الاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع والتي لا تزال مستمرة رغم «اتفاق جدة» بشأن حماية المدنيين، وما تبع وسبق ذلك من هدن بين طرفي النزاع، في خلق أوضاع كارثية صحية وإنسانية واقتصادية ومعيشية وأمنية متردية للغاية، ضاعفت من الأزمات التي يكابدها السودانيون من قبل، علاوة على عمليات الهدم والتدمير التي طالت المنشآت والبني التحتية في العاصمة الخرطوم وخارجها.
وفي خضم تعقيدات المشهد السوداني حاليا، والمعاناة المتفاقمة لشعبه الشقيق، وعلاوة على كل ما قدمته لتخفيف الأوضاع الإنسانية الصعبة التي أفرزتها هذه المعاناة، تترأس دولة قطر مؤتمرا رفيع المستوى سيعقد اليوم الاثنين في جنيف لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة، وتشارك في رعايته بجانب قطر الأمم المتحدة ومصر وألمانيا والمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي.
ويتطلع السودانيون والمنظمون والمشاركون في المؤتمر رفيع المستوى في جنيف ومعهم أصدقاء وأشقاء السودان إلى أن يسفر المؤتمر عن تعهدات والتزامات تجد طريقها للتنفيذ الفوري على أرض الواقع، لانتشال السودان من هذه المحنة والتخفيف من معاناة شعبه الإنسانية في أي وقت وعلى كافة الصعد.
ولدى قطر، عطفا على هذا الحدث الإنساني المهم بجنيف، شراكات إنسانية واسعة على مستوى العالم بشكل ثنائي أو متعددة الأطراف تشمل عددا من الدول والمنظمات ووكالات الأمم المتحدة المتخصصة والمعنية، وبعضها يجيء في إطار حوارات استراتيجية مع الدول، علما أن المساعدات الإنسانية القطرية قد توسعت في جميع أنحاء العالم منذ عام 2010، لتصبح قطر وبشهادة الجميع رائدة في مجال العمل الإنساني على المستوى الدولي.
من جهتهم، نوه عدد من أفراد الجالية السودانية في قطر، بالوقفة القوية للدولة إلى جانب بلادهم في هذه الأوقات الصعبة التي تمر بها، وثمنوا في هذا الصدد دور السفارة القطرية بكافة منتسبيها والقوات المسلحة القطرية والملحقية العسكرية القطرية بالخرطوم وصندوق قطر للتنمية والهلال الأحمر القطري وقطر الخيرية لما يبذلونه من جهود ويقدمونه من مساعدات جمة سواء من حيث الإغاثة أو الإجلاء لآلاف السودانيين المقيمين في قطر ممن تقطعت بهم السبل في السودان جراء الحرب الدائرة هناك.

Advertisements

أخبار متعلقة :