مستشارك النفسي.. أعاني من الانطوائية

الدوحة - سيف الحموري - د. العربي عطاء الله

Advertisements

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 41 سنة، عندما كان عمري 14 سنة تقريباً انطويتُ على نفسي، ولم أعد أخرج من البيت؛ بسبب أنني اكتشفتُ أني ضعيف الشخصية، فكنت أجلس أغلب وقتي في البيت، وفي غرفة النوم كنت أحجز نفسي، وأستلقي على السرير، وأسبحُ في عالم الأحلام؛ لكي أنسى العالم الذي أعيش فيه. أرجو أن تفيدوني وتحلوا مشكلتي، لا تقولوا لي: مارس تمارين رياضية؛ لأنني لن أفعل؛ بسبب كسلي، حتى إنني في بعض الأحيان أفضلُ أن أخسر أموالاً تصل إلى مئات الريالات؛ بسبب أنني أفضل النوم على أن أكسب هذه الأموال في ساعتين!
وجزاكم الله خيراً. أخوكم / أبو فهد.

الإجابة /
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي أبو فهد، حفظك الله ورعاك، كما أشكرك على تواصلك معنا.
أولى خطوات العلاج -أخي الفاضل- هي: إثبات وجودك وشخصيتك، بمعنى: أن لا تحقر نفسك، ولا تصغر من حقها مهما كانت المشاكل والظروف، فالله تعالى أكرم الإنسان، وسخر له كل شيء في خدمته، فلماذا أنت تحقر نفسك؟! فأنت شخصيةٌ قوية تستطيع أن تفعل الكثير والكثير، ولكن هذا يحتاج منك إلى الاستعانة بالله، والانطلاقة. أنا لا أريدك -أخي الحبيب- أن تبقى في إرسال رسائل سلبية إلى عقلك الباطني أنك لا تستطيع أن تتحرك، ولا تستطيع أن تعمل، ولا فائدة منك، ولا تصلح لهذا الأمر؛ فكل هذه الرسائل السلبية استبدلها برسائل إيجابية، أنت قادر بإذن الله تعالى، وتستطيع أن تعمل، وأن تنجز، وأن تقضي على الخمول والكسل.
وأنا أريدك أيضاً أن تتخلص من عزلتك الداخلية؛ وذلك بعدم التفكير في الأشياء السلبية عن نفسك، ودائماً حاول أن تذكر الإيجابيات عن نفسك، فمهما كان الإنسان فلديه إيجابيات وسلبيات، فحاول أن تغلب الجانب الإيجابي لديك؛ حتى تخرج من عزلتك، وتتحرر من الأفكار السلبية التي منعتك من التفكير في النجاح والتفوق، والعمل للمستقبل.
أخي الحبيب، أنت لديك من القدرات والمهارات ما تستطيع أن تفعل الكثير والكثير، وما دمت قد شخصت حالتك بنفسك، وعرفت العلة؛ فالعلاج سهلٌ لديك، ويكمن في الجانب السلوكي، وهو تقدير الذات، بمعنى أن تعطي مكانة لشخصيتك ونفسك، ولا تحقرها.
إذن: لتعش حياتك وفقاً للمبادئ الإسلامية التي تأمرك بعدم احتقار الأمور (ولو أن تلقى أخاك بوجهٍ طلق) حيث تكمن قيمة العمل في النتيجة المترتبة على الفعل، لا في تكلفة الفعل نفسه.
يقول العالم جوته: «أشر الأضرار التي ممكن أن تُصيب الإنسان هو ظنه السيئ بنفسه»، ويقول آرنس هولمز في كتابه «النظريات الأساسية لعلم العقل»: «أفكاري تتحكم في خبراتي، وفي استطاعتي توجيه أفكاري».
ولهذا مطلوبٌ منك أخي الحبيب اتباع الخطوات التالية:
1- اربط علاقتك بالخالق، ولا تتمسك بالمخلوق، وهذا السلوك لابد أن تواظب عليه طوال حياتك «الدعاء، والتضرع، والإنابة».
2- يجب أن تكون رسالتك واضحة ومحددة.
3- يجب أن تكون رسالتك إيجابية.
4- يجب أن تدل رسالتك على الوقت الحاضر.
5- يجب أن يُصاحب رسالتك الإحساس القوي بمضمونها.
6- دون على الأقل خمس رسائل ذاتية سلبية لها تأثير عليك، مثل: «أنا عديم القيمة، أنا لست ذا فائدة، أنا ضعيف» ثم مزق هذه الورقة التي بها الرسائل السلبية، وألق بها بعيداً.
7- دون خمس رسائل ذاتية إيجابية تُعطيك القوة، وابدأ بكلمة: أنا، مثل: «أنا طموح، أنا متميز، أنا مبدع».
8- دون هذه الرسائل الإيجابية في مفكرةٍ صغيرة، واحتفظ بها معك.
9- والآن خُذ نفساً عميقاً، واقرأ الرسالة الواحدة تلو الأخرى، إلى أن تستوعبهم جيداً.
10- ابدأ مرةً أخرى بأول رسالة، وخذ نفساً عميقاً، واطرد أي توتر داخل جسمك.
11- اغمض عينيك، وتخيل نفسك بشكلك الجديد، ثم افتح عينيك.
12- ابتدأ من اليوم، واحذر في ماذا تقول لنفسك، واحذر في ما الذي تقوله للآخرين، واحذر فيما يقوله الآخرون لك.
لو لاحظت أي رسالة سلبية قم بإلغائها بأن تقول: الغِ، وقم باستبدالها برسالةٍ أخرى إيجابية، وبإذن الله تعالى ستتغير حياتك إلى الأفضل، وتصبح إنساناً فعالاً معطاءً في مجتمعك، تخدم نفسك وغيرك.
وبالله التوفيق.

أخبار متعلقة :