الدوحة - سيف الحموري - أكدت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية أن الغدة الدرقية تلعب دورًا أساسيًا في تنظيم عمليات التمثيل الغذائي من خلال إفراز هرمونات الثيروكسين (T4) وثلاثي يودوثيرونين (T3).
وقالت المؤسسة في بيان أمس، إن الغدة الدرقية نسيج صغير لا يتجاوز وزنها 25 جراما في البالغين، وتأخذ شكل الفراشة في مقدمة الرقبة، وتساهم في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي وكفاءه العضلات وسلامة العظام ونمو الطفل وجهازه العصبي، وتنظيم حرارة الجسم وضبط الحالة النفسية، لافتة إلى أن الغدة الدرقية قد تتعرض لاضطرابات تؤثر على صحتها ووظائفها.
وأوضحت المؤسسة أن الوقاية والعناية الذاتية من الإصابة بأمراض الغدة الدرقية تكمن في باتباع نظام غذائي متوازن، غني باليود المتوافر في الملح المدعم والأسماك البحرية والأطعمة الغنية بالسيلينيوم كالمكسرات البرازيلية والبيض، والتونة والسردين وبذور دوار الشمس، ناهيك عن الأطعمة الغنية بالزنك مثل اللحوم الحمراء والدواجن والبقوليات (مثل العدس والفاصوليا) والمكسرات والبذور، لافتة إلى أهمية الأطعمة الغنية بأوميغا 3 مثل الأسماك الدهنية (مثل السلمون) وبذور الكتان وبذور الشيا وزيت السمك وبالطبع الخضراوات والفواكه الغنية بمضادات الأكسدة:
كما تعتبر مراجعة الطبيب بانتظام للكشف المبكر عن أي تغيرات في وظائف الغده نوعا من أنواع الاهتمام والرعاية، كما يجب التأكيد على أهمية الالتزام بالعلاج إذا كان الاعتلال مزمنا في الغدة.
وقالت الدكتورة طيبة سلوان كمال عبود أخصائية طب الأسرة في مركز الثمامة الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية: إن فرط نشاط الغدة الدرقية يؤدي إلى تسارع عملية التمثيل الغذائي، وزيادة في ضربات القلب مع سرعة الاستثارة العصبية، وفقدان الوزن وعدم احتمال الجو الحار مقارنة بما سبق هذا الاعتلال. ومن العوارض أيضا اضطراب الدورة الشهرية عند النساء والإصابة بالإسهال، وكذلك الشعور بالإرهاق مع جفاف الجلد وتساقط الشعر.
وأضافت إن من أشهر أسباب نشاط الغدة الدرقية المرض المناعي الذاتي (غريفز-Graves) ويؤدي لوجود عقيدات درقية نشطة تتسبب في التهاب الغدة الدرقية الحاد أو تحت الحاد، وبالمقابل فإن قصور الغدة الدرقية أو كسلها، يؤدي إلى تباطؤ التمثيل الغذائي مصاحبا بتباطؤ في ضربات القلب وبطء الاستجابة العصبية مع زيادة في الوزن وعدم احتمال الجو البارد مقارنة بما سبق هذا الاعتلال، إضافة إلى اضطراب الدورة الشهرية عند النساء والإمساك.
وأكدت أن تشخيص اعتلالات الغدة الدرقية يعتمد على تشكيل صورة كاملة عن شكل الغدة ووظيفتها عن طريق إفادة طبيب الأسرة بالتاريخ الطبي من الأعراض والعوامل الوراثية وإجراء الفحص السريري المختص بالرقبة للتحقق من وجود تضخم أو عقيدات ومن ثم إجراء التحاليل المخبرية في حال احتياج الشخص سواء كانت قياس مستويات الهرمونات الدرقية او T4 والهرمون المحفز للغدة الدرقية TSH الأجسام المضادة لتشخيص الأمراض المناعية في بعض الأحيان.
وأضافت: إن الطبيب يستطيع إجراء اختبارات التصوير كالموجات فوق الصوتية لتقييم حجم وشكل الغدة أو الإحالة إلى الطبيب المختص بأمراض الغدد لإجراء إجراءات اكثر تعقيدا مثل المسح النووي باستخدام اليود المشع لتحديد النشاط الوظيفي، لافتة إلى أن المختص يلجأ لإجراء الخزعة وهي أخذ عينة من العقيدات باستخدام إبرة دقيقة لتحديد طبيعتها في حالات إزالة الشبهة عن النسيج إذا كانت التقارير التصويرية تستلزم ذلك، أما عن العلاج فيعتمد على نوع الاعتلال، فعلى سبيل المثال خيارات علاج فرط نشاط الغدة هو الأدوية المضادة للغدة، او اليود المشع او الجراحة في الحالات الشديدة.
وفيما يتعلق بقصور الغدة أوضحت أنه يمكن تعويض الهرمونات المفقودة باستخدام دواء الليفوثيروكسين الذي يجب تناوله على معدة فارغة مع الماء وتجنب تناول الطعام بعده بما لا يقل عن النصف ساعة لضمان أخذ الكمية المعالجة منه قبل تلفها بعمليات الهضم المعقدة، وأما التهاب الغدة فقد نلجأ إلى المضادات الحيوية أو الأدوية المضادة للالتهابات حسب السبب.
وأوضحت إمكانية اللجوء إلي الجراحة لاستئصال العقيدات الكبيرة الحميدة إضافة الى خيارات أخرى كالعلاج الإشعاعي أو الكيميائي في حالات سرطان الغدة.
أخبار متعلقة :