د. الزتحري: «الآداب والعلوم» تعتمد حوكمة صنع القرار

الدوحة - سيف الحموري - يتبنى الأستاذ الدكتور أحمد الزتحري عميد كلية الاداب والعلوم بجامعة قطر سياسات تشجع الأكاديميين القطريين للالتحاق بالكلية وتولي مناصب أكاديمية رائدة كأكبر كلية في الجامعة، وتخرج كلية الآداب والعلوم أكبر عدد من الطلاب كل عام، وهذا ما يضع الكلية في موقع استراتيجي لإعداد العقول الناشئة وتلبية متطلبات سوق العمل، ومواءمة مناهجها مع رؤية قطر الوطنية 2030، وكذا أهداف الجامعة لتكون منارة للمعرفة والبحث في المنطقة والعالم. 
وكلية الآداب والعلوم هي أكبر كلية في جامعة قطر من حيث عدد البرامج والطلاب، حيث تضم أكثر من 40% من طلاب الجامعة، وأكبر هيئة للتدريس، وتقدم دورات في كلية التربية وكلية الطب وكلية الصيدلة وكلية طب الأسنان وكلية التمريض، وبذلك توفر حوالي 60 ٪ من الدورات الأساسية. 
ولجود خطط لتقديم برامج أكاديمية جديدة، تعمل الكلية على توسيع مرافقها لاستيعاب العدد المتزايد من الطلاب الذين يبلغ عدد نحو 7000 طالب وطالبة مسجلين في إطار تعليمي ربما يعد نموذجا فريدا في منطقة الخليج، لكونه يجمع بين الآداب والعلوم في كلية واحدة. 
وفي مقابلة صحفية حصرية مع صحيفة بيننسولا وتنشرها صحف دار الشرق، ناقش الأستاذ الدكتور أحمد الزتحري عميد كلية الآداب والعلوم في جامعة قطر، ومع عمداء القطاعات، إنجازات الكلية والخطط المستقبلية والاستراتيجيات لإحداث التغير المنشود في الكلية. 
شارك في اللقاء كل من الأستاذ الدكتور أحمد ابوشوك، العميد المساعد للعلوم الاجتماعية والإنسانية والدكتور عبدالعزيز محمد المطوع، العميد المساعد للغات والإعلام والترجمة، والدكتور خليفة الهزاع، العميد المساعد للعلوم والعلوم التطبيقية، والأستاذة منيرة السبيعي العميد المساعد للشؤون الطلابية ودانه علي عبد الملك أستاذ مشارك ومنسق برنامج الفيزياء. فقد شاركوا جميعا في اللقاء وقدموا رؤيتهم وتحدثوا عن استراتيجيات الكلية وإنجازاتها.
ورداً على سؤال حول أسلوب الإدارة الذي تم تكييفه خلال مرحلة الإصلاح الحالية، قال الدكتور الزتحري إن فلسفة إدارة كلية الآداب والعلوم توضح كيف أصبحت الكلية مؤسسة علمية ديناميكية قائمة على التشاور والحوكمة المشتركة في صنع القرار وتبسيط عملياتها. 
ومع هذا، فان أهم ما أنشأته الكلية مؤخرًا هو اللجنة الاستشارية الاستراتيجية التي تعمل كمجلس تخطيط لمكتب العميد وجميع المجموعات والإدارات والبرامج على حد سواء في الكلية. 
وقال الدكتور الزتحري «وبالتوازي مع التخطيط الأكاديمي، قمنا بتطوير إرشادات جديدة للتقييم وسياسة الترقيات الجديدة والفريدة من نوعها بين الكليات الأخرى في جامعة قطر». 
وأضاف: «تعتمد سياسة الترقيات الجديدة على مجموعة من العوامل النوعية المرجحة، بما في ذلك جودة المواد المنشورة، والإنجازات البحثية وتأثيرها، وتوجيه الطلاب، والخدمات العلمية بالإضافة إلى فعالية التدريس، والمساهمة في المجتمع العلمي وخدمة المؤسسة أو المجتمع. بالإضافة إلى ذلك، تميز هذه السياسة الجديدة بين التخصصات والمجالات الأكاديمية، وبشكل أكثر تحديدًا، بين العلوم الطبيعية كحقل واحد والعلوم الاجتماعية والإنسانية كحقل آخر. 
وقال الزتحري «علاوة على ذلك فان جودة البحث عامل مهم في نظام الترقيات الجديد. قد يختلف الوزن الممنوح لكل ناتج وفقًا لترتيب المجلة ومساهمة المؤلف، وتأثيرها ومستوى المنح البحثية». 
وقال «طورنا منصة التفكير الديناميكي الخاصة بنا استراتيجية توظيف، وحددت المؤهلات المطلوبة، وناقشت التكتيكات والاستراتيجيات لجذب أعضاء هيئة التدريس من ذوي الكفاءة العالية والبحث عنهم. لقد نجحنا في جذب العلماء المتميزين الذين تخرجوا من معاهد عالمية ذات مستوى عال..أضاف الزتحري. 
وأكد أنه: «بالنسبة لأعضاء هيئة التدريس القطريين الجدد، فإننا نهدف إلى خلق بيئة عمل مرحبة وإيجابية وداعمة، من خلال العمل على توفير الموارد وفرص التمويل وخفض العبء التدريسي إذا لزم الأمر. التقيت شخصيًا بالعديد من أعضاء هيئة التدريس القطريين الجدد عدة مرات وحاولت دائمًا متابعة خططهم البحثية وتقدمهم الوظيفي. 
بالإضافة إلى ذلك، فإن لدى كلية الآداب والعلوم خطة واضحة لإعداد القيادة القطرية المستقبلية واعدادها لبرنامج الظل مع الإدارة الحالية على مستوى منسقي البرامج ومستويات رؤساء الأقسام». 
وقال الدكتور الزتحري إن استقطاب وبناء القدرات الأكاديمية الوطنية هو مبادرة أخرى تم إعدادها بالتعاون مع مركز التميز في التعليم والتعلم (CETL) في جامعة قطر. 
وقدم الشكر للدكتور تامر خطاب، مدير مركز التميز في التعليم والتعلم وفريقه على هذا التعاون وصياغة ودعم البرنامج الذي يهدف بشكل حاسم إلى رعاية طلاب كلية الآداب والعلوم الذين تم اختيارهم كأعضاء لهيئة التدريس في المستقبل في إطار مكتب جامعة قطر للمنح الدراسية وبناء القدرات. 
وأضاف: «في الأساس، سعى هذا البرنامج إلى استقطاب وإعداد الطلاب القطريين الموهوبين من كلية العلوم التطبيقية ليصبحوا قادة أكاديميين ومعلمين وباحثين متميزين. ويجب أن يدمج البرنامج في نهاية المطاف التوجيه الجامعي والعرض البحثي. ويقترح برنامج التوجيه العمل للحفاظ على الاتصال وتقديم الدعم لخريجي كلية الآداب والعلوم أثناء تعليمهم وبعد التخرج (ماجستير ودكتوراه) بالإضافة إلى تدريب ما بعد الدكتوراه. وأكد بأن برنامج التوجيه هذا الهدف من خلال برنامج معياري يتضمن مراحل مختلفة ونقاط للدخول والخروج. وسيتم تنفيذ البرنامج بالتعاون مع مكتب المنح الدراسية وبناء القدرات في جامعة قطر». وحول إمكانية تقسيم كلية الآداب والعلوم إلى كليتين للآداب والعلوم، قال إن كلية الآداب والعلوم بدا كنموذج في الولايات المتحدة والترويج لمفهوم تعليم الآداب الحرة.

Advertisements

منيرة السبيعي: دمج المهارات في المناهج
قدمت الأستاذة منيرة السبيعي العميد المساعد للشؤون الطلابية، المزيد من التفاصيل حول مساعي كلية الآداب والعلوم لدمج المهارات اللينة في المناهج الدراسية: «نحن ندير برنامجًا للطلاب المعرضين للخطر في أي دورة، يسمى الواحة الأكاديمية، لتقديم الدعم الإضافي لهم في المادة عن طريق التدريس خارج الفصل». 
ولمزيد من المعلومات حول برنامج الدعم، قالت منيرة السبيعي إن الواحة توفر ساعات تدريس إضافية للطلاب ويتم تنفيذ ذلك بالتعاون مع شؤون الطلاب والأقسام. 
أضافت السبيعي: «نحن نتابع الطلاب خطوة بخطوة لرصد تقدمهم من أجل إخراجهم من منطقة الخطر». 
وقال الأستاذ الدكتور احمد ابوشوك العميد المساعد للعلوم الاجتماعية والإنسانية، إن المكون الثالث لاستراتيجية الكلية هو إيلاء اهتمام خاص لخدمة المجتمع. 
«أعتقد أنه خلال العامين الماضيين، أولينا اهتمامًا خاصًا لإقامة تعاون مع الجهات الحكومية مثل وزارة التعليم والتعليم العالي ومستشفى حمد. قال الدكتور أبوشوك: «إلى جانب ذلك، نتعاون مع المؤسسات الأكاديمية الأخرى في الدولة مثل معهد الدوحة وجامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا وجامعة لوسيل في مجال التدريس والبحث المشترك». 
وقال ابو شوك: ان الكلية دخلت في شراكة مع كتارا لعقد العديد من المؤتمرات الدولية التي تتوافق بشكل أكبر مع أولويات البحث في كل من جامعة قطر. 

د. عبد العزيز المطوع: شحذ المهارات للتوظيف في سوق العمل 
حول شحذ الهمم ومهارات الطلاب لزيادة فرص التوظيف في سوق العمل، أكد الدكتور عبدالعزيز محمد المطوع العميد المساعد للغات والإعلام والترجمة: أن بداية هذه الخطوة « لم يكن على مستوى المجموعات وبل على مستوى غالبية الأقسام».  وقال المطوع ان هذه الأفكار موجودة في قسم اللغة العربية وقسم الأدب الإنجليزي التي كان يتجه خريجوها في السابق إلى المدارس لتدريس هذه اللغات. ولكن الآن تم إدخال عنصر جديد، وهو ما يتعلق بالجانب العملي للمهنة. أولئك الذين يتخرجون من قسم الأدب الإنجليزي لديهم فرص أكثر في السوق ولا يقتصر على التدريس في المدارس فقط. 
وقال الدكتور عبد العزيز «لديهم فرص للعمل في مجالات مثل المتاحف ووسائل الإعلام وغيرها». كما يمكن لخريجي قسم اللغة العربية العثور على وظائف في التلفزيون أو الراديو أو المسرح حيث يمكن أن يكونوا محررين أو قراء محققين أو كتابا. وقال: «أعتقد أن الجانب العملي مهم للغاية والذي سيجعل هذه الأقسام تنتعش وتنبض بالحياة مرة أخرى». 

د. دانه عبد الملك: تخصص فرعي جديد في الفيزياء 
وقالت الدكتورة دانه علي عبدالملك الأستاذ المشارك ومنسقة برنامج الفيزياء: «تم تجميد برنامج الفيزياء في وقت سابق لما يقرب من عشرين عامًا. ثم وافق المجلس على إعادة تنشيط هذا البرنامج منذ عامين. لذلك نحن نواجه تحديًا في تسجيل الطلاب. على الرغم من ذلك أعتقد أنها كانت فكرة ممتازة لإعادة تنشيط برنامج الفيزياء «. 
وقالت إن برنامج الفيزياء سيتعاون مع الأقسام الأخرى داخل الكلية، بالإضافة إلى الكليات الأخرى. «نحن الآن نصمم تخصصًا فرعيًا جديدًا في الفيزياء التطبيقية موجه نحو الفيزياء الحيوية والجيوفيزياء والحوسبة الكمية بالتعاون مع كلية الهندسة».

د. خليفة الهزاع: خطة أكاديمية لـ 5 سنوات مقبلة 
وفي حديثه عن الخطط الأكاديمية الجديدة وإصلاح مجمع العلوم والعلوم التطبيقية، قال الدكتور خليفة الهزاع العميد المساعد للعلوم والعلوم التطبيقية: “لقد وضعنا خطة أكاديمية كاملة للسنوات الخمس القادمة. يتمثل أحد أجزاء الخطة في فصل برنامج الفيزياء عن قسم الرياضيات والإحصاء والفيزياء «. 
علاوة على ذلك، قال الدكتور الهزاع: “سنقدم برامج مختلفة تسمى أربعة زائد واحد( 4+1)، والتي تمزج بين البكالوريوس والماجستير. بدون أربعة زائد واحد، ستكون عادة أربع سنوات للدورة الجامعية وسنتين للخريجين، لتكون ست سنوات. مع أربعة زائد واحد، من ناحية أخرى، سينخفض المجموع إلى خمس سنوات لكليهما». 
وأضاف: «لقد فكرنا في كل هذه الأفكار المرنة لحث الطلاب على الالتحاق بتخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، ونتفهم أن الطلاب غير متحمسين للالتحاق بهذه التخصصات، وخاصة الذكور القطريين». 
وأضاف: «لذلك كنا نفكر في التخصصات المزدوجة، على سبيل المثال، بين العلوم وكليات أخرى مثل التعليم والهندسة والأعمال». 

 

أخبار متعلقة :