الدوحة - سيف الحموري - أشاد عدد من المواطنين بالوعي الجماهيري بالجانب البيئي والمبادرات التي يطلقها الأفراد للحفاظ على الروض وتنظيفها. وقالوا لـ العرب إنه على الرغم من هذا الوعي الكبير الذي يزداد عاما بعد عام إلا أنه ما زال البعض يمارس بعض السلوكيات الضارة بالبيئة مثل دخول الروض بالمركبات وترك المخلفات التي تتسبب بتلوثها، مثل الأكياس البلاستيكية وغيرها.
ودعا المواطنون إلى تكثيف الحملات التوعوية التي كان لها دور كبير في رفع مستوى الوعي الجماهيري، لا سيما البرامج التوعوية المخصصة للمدارس، كما دعوا إلى تكثيف حملات التفتيش لردع المخالفين، لاسيما خلال مواسم التخييم الذي تنشط خلاله الرحلات البرية «الكشتات».
وأضافوا: انه في الوقت الذي تنفذ فيه وزارة البيئة حملات رقابة على البيئة تظل أعمال دهس الروض وترك مخلفات الرحلات من قبل البعض. من جهتها قامت وزارة البيئة والتغيّر المناخي بتركيب لوحات ارشادية حول الروض تتضمن الممارسات الممنوعة وفقاً لقانون حماية البيئة، تتضمن تحذيرًا للزوار بأنهم تحت طائلة المُساءلة القانونية في حال قاموا بخرق أحد بنود القانون رقم (32) لسنة 1995 بشأن منع الإضرار بالبيئة النباتية ومُكوناتها المُتمثلة في إشعال النار على أرضية الروضة والتخييم في الروضة والاحتطاب وقطع الأشجار وترك أو رمي المُخلفات ودخول السيارات والدراجات بأنواعها والرعي بجميع أنواعه خلال موسم المطر وتجريف تربة الروضة والعبث بمُكوّناتها.
تصرفات فردية
في البداية قال السيد يحيى سعيد النعيمي من سكان الغارية التي تحيط بها مجموعة من الروض إن الوعي يزداد بشكل كبير بشأن الحفاظ على البيئة، وأضاف: ما زالت هناك تصرفات فردية من بعض رواد الرحلات البرية «الكشتات» إلى الروض لا يلتزمون بقانون حماية البيئة ويتركون المخلفات في أماكن نزهتهم، بالإضافة إلى دخولهم الروض بالمركبات بما يتسبب بالإضرار بالغطاء النباتي، وأشاد النعيمي بالمواطنين أصحاب المبادرات البيئية من حملات تنظيف وغيرها، وقال قمنا نحن سكان الغارية بتسوير الروض حفاظاً عليها ولمنع دخول المركبات إليها. وتابع: إن وزارة البيئة والتغير المناخي تعمل جاهدة على توعية أفراد المجتمع حول المحافظة على البيئة القطرية سواء البر بشكل عام أو الروض على وجه الخصوص، وذلك من خلال ما تقوم به من جهود جبارة في الجانب التوعوي والتفتيشي، علاوة على نشر مقاطع توعوية عبر مختلف مواقع الوزارة في وسائل التواصل الاجتماعي، مما لا يجعل أي حجة للمخالفين الذين يصرون على ارتكاب المخالفات البيئية بمختلف أنواعها.
ودعا النعيمي وزارة البيئة إلى تغليظ العقوبات وإيقاعها بشكل فوري على المخالفين علاوة على إلزامهم بدفع الغرامات المترتبة على هذه المخالفات التي يرتكبونها بكل وقت خاصة خلال فصل الشتاء وموسم التخييم الذي يزيد به الإقبال على البر القطري. واقترح تركيب لافتات بعدة لغات في البر، علاوة على توفير حاويات القمامة في الروض وأمام المخيمات مع استمرار مرور المفتشين وتشديد الرقابة في كل وقت على البيئة لرصد المخالفات البيئية، مقترحا أيضا الابتعاد عن استعمال الفحم خلال الرحلات البرية لغرض الشيّ، لأن البعض لا يقومون برفع الفحم بعد الانتهاء منه ليبقى في مكان النزهة لنجده ينتشر في كل مكان ووصوله إلى الروض.
تشديد الرقابة
في نفس السياق دعا السيد محمد الحميدي من سكان الخور وزارة البيئة والتغير المناخي إلى تشديد الرقابة على المناطق البرية لا سيما في هذه الفترة حيث تكثر الرحلات البرية، والضرب بيد من حديد وتغليظ العقوبات والمخالفات على كل من يخالف القوانين البيئية ويتعمد رمي المخلفات أو دهس الروض والبر، مما يسهم في تشويه المنظر الجمالي للبيئة ويدمر الغطاء النباتي، موضحاً أن الحملات يجب أن تكون خلال عطل نهاية الأسبوع وبعد هطول الأمطار حيث يكثر زوار البر في هذه الأوقات.
واثنى الحميدي على الجهود التطوعية من حملات تنظيف للروض والاسهام في نشر التوعية وتقديم النصح لرواد البر حول أهمية الحفاظ على البيئة وترك أماكن رحلاتهم نظيفاً والابتعاد عن أي سلوكيات تتسبب بالضرر للروضة وغطائها النباتي، وابدى استعداده لأي اعمال تطوعية تنظمها وزارة البيئة والتغيّر المناخي تتعلق بالحفاظ على الروض، مؤكداً على أن الغطاء النباتي إرث لنا وللأجيال القادمة والحفاظ عليه واجب وطني ويعكس صورة حضارية.
بدوره اتفق السيد محمد النعيمي مع سابقيه، وأضاف أن الروض في البلاد تعافت نتيجة المشاريع التي اطلقتها وزارة البيئة والتغيّر المناخي ومتابعتها من خلال حملات التفتيش والتنظيف وبرنامج تسوير الروض، وأضاف أن جهود الوزارة في نشر الوعي البيئي ملحوظة بشكل كبير.
وأضاف: لابد أن تكون الجهود في الحفاظ على البيئة مشتركة بين وزارة البيئة والتغير المناخي وبين المجتمع وأفراده، حيث إن البيئة تحتاج تكاتف الجميع، حيث من الصعب مراقبة جميع الروض، ولكن لابد أن تكون الرقابة الذاتية لدى كل فرد من أفراد المجتمع موجودة، وفي حال كانت لدينا ثقافة بيئية ورقابة ذاتية سيكون لدينا غطاء نباتي ومكافحة التصحر على المدى البعيد.
وأشار إلى أن البيئة إرث للأجيال القادمة ينبغي علينا اليوم الحفاظ عليها من العبث واللعب، ويكون ذلك بتوعية الأبناء وتثقيفهم في هذا الأمر، آملا الاجتهاد والتكاتف مع مختلف جهات الدولة للحفاظ على البيئة القطرية، حيث إن أهمية الحفاظ على البيئة اليوم لا يقتصر على وزارة بعينها بل تشارك فيه أيضا مختلف وزارات وجهات الدولة وأفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين.
مناطق مهمة
وقال المهندس علي البوشريدة: تعتبر الروض في قطر من المناطق الطبيعية المهمة التي تتميز بجمالها وتنوعها البيئي. إنها تمثل ملاذاً للنباتات البرية والحيوانات التي تسهم في الحفاظ على التوازن البيئي، بالإضافة إلى كونها وجهة محببة للسكان للتنزه والاستجمام، خاصة في فصل الربيع والمواسم المعتدلة. ومع ذلك، فإن هذه المناطق تواجه تحديات عديدة بسبب السلوكيات السلبية مثل رمي المخلفات وترك النفايات بعد الزيارات، مما يؤثر على جمالها ونظافتها. وأضاف: ان الحفاظ على نظافة الروض مسؤولية جماعية تتطلب وعياً مجتمعياً بأهميتها البيئية والثقافية. تلعب التوعية دوراً رئيسياً في تعزيز السلوكيات الإيجابية تجاه البيئة، مثل استخدام أكياس لجمع المخلفات والتخلص منها في الأماكن المخصصة، والامتناع عن تخريب النباتات البرية أو إزعاج الحيوانات، وزيادة الجهود الحكومية، مثل تنظيم الحملات التوعوية وفرض القوانين التي تجرّم الإضرار بالبيئة، تُعد ضرورية لتحقيق هذا الهدف. وأوضح أن الوعي الجماهيري بأهمية الحفاظ على نظافة الروض في قطر آخذ في التحسن بفضل المبادرات البيئية التي تنظمها الجهات الرسمية والجمعيات الأهلية. ومع ذلك، يبقى تعزيز هذا الوعي أمراً مستداماً يتطلب تكامل الجهود بين الأفراد والمؤسسات لضمان حماية هذه المناطق للأجيال القادمة.
أخبار متعلقة :