الحفل الموحّد لتكريم مدارس مؤسسة قطر.. منصة جديدة للاحتفاء بالخريجين

الدوحة - سيف الحموري - تحتفل مؤسسة قطر هذا العام، ولأول مرة، بتخريج طلاب المدارس في حفل موحّد يحتضنه مركز قطر الوطني للمؤتمرات في 4 يونيو، وذلك من خلال تسليط الضوء على المسار الأكاديمي لنحو 249 طالبًا من سبع مدارس، وكذا على أهمية التعلّم خارج الفصل الدراسي.
عند التحاقها لأول مرة بإحدى مدارس التعليم ما قبل الجامعي التابعة لمؤسسة قطر، واجهت هدوى أبو شامة، وهي طالبة تبلغ من العمر 18 عامًا في أكاديمية قطر – السدرة، بعض التحديات في الصف الثالث، بسبب كفاءتها المحدودة في اللغة الإنجليزية؛ لكن بفضل الدعم الإضافي الذي قدمته المدرسة، تمكنت من تطوير مهاراتها اللغوية، وحققت مستوى جيدًا مقارنة بأقرانها في الصف.
كما أتيحت الفرصة لها لكي تكتسب مهارات أخرى خارج الفصل الدراسي، حيث شاركت في بطولة كأس العالم للأطفال الدوحة 2022، التي أقيمت في المدينة التعليمية العام المنصرم. وشهدت البطولة مشاركة 28 فريقًا من الشباب، يمثلون 25 دولة، وذلك على غرار بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™، علاوة على حضورهم مهرجانًا فنيًا للتوعية بحقوق الأطفال.
وقالت أبو شامة: «لقد منحتني تجربة كأس العالم للأطفال الفرصة للتعرف على الثقافات ووجهات النظر المختلفة. كنت هناك لممارسة لعبة كرة القدم، لكن العديد من هؤلاء الأطفال لم يأتوا لخوض مباريات في كرة القدم فحسب، بل لمشاركة مطالبهم مع العالم لإنصافهم وتحسين ظروف حياتهم - وهو ما جعلني أرى الحياة من منظور آخر وأشعر بالامتنان لما لديّ».

Advertisements

ووفقًا لطالبة أكاديمية قطر - السدرة، تركت هذه التجربة أثرًا كبيرًا عليها، وتمكنت من خلالها من بناء صداقات هادفة، حيث ما زالت تتواصل مع عدد من المشاركات، بما في ذلك فتيات من الفرق الفلسطينية والبرازيلية والمصرية. 
 
سعود المعرفي: أستعد للسفر للخارج بصحبة شقيقي التوأم

تشكل كرة القدم بالنسبة لخريج أكاديمية قطر – الدوحة، سعود المعرفي، شغفًا ووسيلة لتطوير الشخصية والمهارات الاجتماعية. وبينما يستعد للتخرج من الأكاديمية، التي عززت حبه لهذه الرياضة، يؤكد هذا الطالب أنه سيفتقد الكثير من الذكريات الجميلة التي ميّزت مساره الأكاديمي هذا.
يقول سعود: «المباريات التنافسية التي كنا نجريها أمام المدرسة، هي أكثر ما سأفتقده بعد التخرج. لقد كان لها أكبر وقع على مهاراتي في لعبة كرة القدم، وقادتني إلى أن أصبح لاعبًا في منتخب قطر الوطني. كما أنني ممتن للمدرسة لأنها كانت دائمًا تثق بقدراتي وتسلمني مهام قيادية في إدارة فريق المدرسة».
ويضيف: «الآن، حين أستيقظ صباحًا أشعر أن صرت أفتقد جزءًا من حياتي التي اعتدتها: وهو الذهاب إلى المدرسة والالتقاء مع زملائي والقيام بالواجبات والمشاريع المدرسية. وبالرغم من فرحتي بالتخرج، إلا أنني سأشتاق إلى كل هذه الأجواء التي حظيت بها خلال دراستي في الأكاديمية، والتي لن أنساها أبدًا».
بعد التخرج، يستعد سعود إلى السفر للخارج، بصحبة شقيقه التوأم الذي كان زميله في أكاديمية قطر – الدوحة أيضًا، للتخصص معًا في مجال الهندسة الميكانيكية، حيث يؤكد أنه سيعود إلى قطر كمهندس ليسهم في بناء وطنه، مع احتفاظه بحبه لكرة القدم. 
 
مريم الإبراهيم: أدركت منذ سن مبكرة أن إعاقتي يجب ألا تقف بالمرة حاجزًا أمام إمكاناتي

مريم الابراهيم، خريجة تبلغ من العمر 19 عامًا في أكاديمية العوسج، وهي مصابة بالشلل الدماغي، ومع ذلك فهي تمتلك منذ طفولتها الثقة الكافية التي تجعلها تمضي في طريقها نحو العلم والمستقبل. والسبب في ذلك يعود بالأساس إلى دعم أفراد أسرتها لها، وإلى البيئة التعليمية المثالية التي توفرها الأكاديمية – وهو ما أسهم في تعزيز ثقتها بقدرتها على إحداث تغيير.
تقول مريم: «أدركت منذ سن مبكرة أن إعاقتي يجب ألا تقف بالمرة حاجزًا أمام إمكاناتي. لقد غرست أسرتي في داخلي الإيمان بأن لدي الكثير لأقدمه للعالم، وعززت أكاديمية العوسج، من جانبها، ثقتي بذلك، ما مكّنني من التميز. كما أنني أكرّس الكثير من الجهد، من خلال حسابي في مواقع التواصل الاجتماعي، لتوعية أفراد المجتمع وتعزيز الشمولية وكسر الوصمة الاجتماعية التي تحيط بالأشخاص من ذوي الإعاقة».
وتوضح: «أردت أن أدافع عن مجتمع لا يحكم على الناس بناءً على المظاهر أو الأفكار، وأن أؤكد أن كل فرد، مهما كانت تحدياته، يستحق مكانًا في هذا العالم».
في سياق آخر، تبرع مريم أيضًا في كتابة الشعر، حيث نَظَمت عدة قصائد شعرية خلال جائحة كوفيد-19. كما أنها تخطط لجمع هذه القصائد ونشرها على شكل كتاب. 
تقول مريم: «خلال الجائحة، وجدتُ بعض السلوى في كتابة القصائد، التي مكنتني من فهم تجاربي على نحوٍ أفضل: فخلف كل قصيدة قصة، يمكن لكل قارئ أن يجد أوجه شبه تعكس ما يعتريه، ومن خلال مشاركة هذه القصائد، فإني أشارك بذلك جزءًا من ذاتي مع من حولي».
تغادر مريم أكاديمية العوسج، بعد التخرج، وهي تخطط للانضمام إلى إحدى جامعات مؤسسة قطر، حيث تقول: «كنت جزءًا من أكاديمية العوسج منذ الصف الأول. لقد تركت الأكاديمية تأثيرًا في حياتي. بدوري، أحدثتُ أنا فيها تأثيرًا تحويليًا، حيث أصبحتُ، بفضل ذكائي ومهاراتي وتصميمي، محفزًا للتغيير والتحسين، وعزز وجودي فيها الإيمان بأن الأشخاص ذوي الإعاقة يمتلكون قدرات هائلة، إذا ما أتيحت لهم الفرصة والدعم».

تركي الكواري: امتنان وفخر بالوقت الذي قضيته في المدرسة

يشعر تركي ماجد الكواري، وهو خريج يبلغ من العمر 18 عامًا من أكاديمية قطر للقادة، بالامتنان والفخر نظير الوقت الذي قضاه في المدرسة. لقد كان انضمامه إلى أكاديمية قطر للقادة تجربة تحويلية بالنسبة له، وذلك بفضل المجتمع الداعم في مؤسسة قطر، والذي لعب دورًا مهمًا في رحلته.
ويقول الكواري: «التخرج من المدرسة يشعرني بفرح وامتنان هائلين؛ لقد كانت أكاديمية قطر للقادة بمثابة منزلي الثاني، حيث وفرت لي بيئة حاضنة لاستكشاف شغفي وإطلاق العنان لإمكاناتي».
خارج الفصل الدراسي، شارك الكواري بشغف في العديد من الأنشطة الموازية، التي فتحت له الأبواب لتجارب جديدة وشكلت شخصيته. عن ذلك، يقول: «لقد أتاحت لي تلك الأنشطة استيعاب دروس في الحياة لا تقدر بثمن، مما عزز مهارات العمل الجماعي والقيادة والنمو الشخصي لدي». 
شغف الكواري بالرياضة والفنون وخدمة المجتمع قاده إلى رحلات استكشافية، حيث طور مهارات جديدة وتمكن من إنشاء علاقات طويلة الأمد. كما وفرت له هذه التجارب قاعدة متينة للانطلاق نحو مستقبل أفضل. 

جاسم آل ثاني: مغامرة مليئة بالمعرفة والتعلم واكتشاف الذات
عبر مختلف مراحل التعليم الأساسي، انخرط جاسم فهد آل ثاني، الخريج البالغ من العمر 18 عامًا في أكاديمية قطر – الوكرة، في خوض مغامرة مليئة بالمعرفة والتعلم واكتشاف الذات.
وقال آل ثاني: «لقد تعلمت أهمية الخروج من منطقة الراحة الخاصة بي واحتضان تجارب جديدة. كما اكتسبت حس المسؤولية والتعاطف مع من حولي. هدفي هو تمثيل بلادي على الساحة الدولية وكذلك داخل قطر».
يفتخر آل ثاني بكونه جزءًا من مدرسة تعزز شعورًا عميقًا بالانتماء وتوفر بيئة مواتية للنمو الأكاديمي والشخصي. وبينما يبدأ فصلاً جديدًا في حياته، سيحمل معه الدروس القيمة المستفادة والذكريات العزيزة التي عاشها في مؤسسة قطر.
 
العنود المريخي: تتويج لسنوات من العمل الجاد والمثابرة

تتحدث العنود مطر المريخي، الخريجة من أكاديمية قطر – الخور، 18 عامًا، عن رحلتها الأكاديمية، مستحضرةً التحديات التي واجهتها على طول الطريق، وكيف ساعدتها على أن تصبح أكثر مرونة.
يبعث تخرج المريخي فيها مشاعر الفرح، على اعتبار أنه يعد تتويجًا لسنوات من العمل الجاد والمثابرة. وقد ساهم الدعم الذي حظيت به من قبل عائلتها في نجاحها. كما عزز إيمان الأسرة الثابت بقوتها وتصميمها على مواصلة السعي لتحقيق النجاح في جميع جوانب الحياة.
وقالت: «تجربتي في أكاديمية قطر – الخور، غيرتني للأفضل، وزودني الانخراط في النشاطات اللاصفية بتجارب تعليمية فريدة ومرضية، وسمح لي باكتشاف ذاتي وإمكاناتي الحقيقية».
وبفضل الثقة والمهارات التي اكتسبتها في أكاديمية قطر - الخور، تتطلع المريخي بشغف إلى خوض مغامرات جديدة وإحداث تأثير إيجابي في العالم. وقد اختارت أن تخطو خطوتها التالية في جامعة تكساس إي أند أم في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر. 
وتوضح المريخي: «سأواصل دراستي في جامعة تكساس إي أند أم في قطر لأنها توفر بيئة تعليمية استثنائية تجمع بين التميز الأكاديمي والفرص الفريدة. أتوقع أن يتيح لي كوني جزءًا من هذا المجتمع البقاء على اتصال بجذوري المحلية مع اكتساب منظور عالمي، من خلال هيئة طلابية متنوعة والوصول إلى أحدث الموارد. إنها المنصة المثالية لتحقيق تطلعاتي والازدهار أكاديميًا وشخصيًا».
 
ستيفان بالدسينغ: النظام البيئي لمؤسسة قطر لعب دورًا محوريًا في رحلتي الأكاديمية
ديون ستيفان بالدسينغ، خريج، يبلغ من العمر 18 عامًا، في أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا، يعتقد أن النظام البيئي لمؤسسة قطر قد لعب دورًا محوريًا في رحلته الأكاديمية وأدى في نهاية المطاف إلى تغيير مسار حياته. 
ويعرب بالدسينغ عن سعادته بقبوله في برنامج علوم الحاسوب في جامعة كارنيجي ميلون في قطر، وهي جامعة أخرى شريكة لمؤسسة قطر. وقد جاء قراره بإكمال دراسته في قطر نتيجة التواصل التفاعلي الجيد مع معلميه في المدينة التعليمية، بالإضافة إلى عنصر الأمان المتوفر داخل الحرم الجامعي. وأضاف بالدسينغ: «إن الوحدة التي عززتها مؤسسة قطر والمرافق الرائعة وفرص التعاون أسهمت في التئام الناس من مختلف أنحاء العالم. إنها بمثابة منصة انطلاق للأفراد للشروع في مساراتهم الخاصة والمساهمة في تحقيق أشياء عظيمة».  وعلى الرغم من أن بالدسينغ ولد في سريلانكا، إلا أنه يعتبر قطر موطنه منذ عام 2007، ويعرب عن امتنانه العميق لكرم الضيافة الرائع لشعبها والتجارب الثقافية الغنية التي تقدمها.
يعترف بالدسينغ بالدعم الثابت والفخر الهائل الذي أظهرته له عائلته طوال رحلته الأكاديمية، قائلًا: «أنا ممتن جدًا للدعم الذي أظهرته لي عائلتي، فقلوبهم تفيض بالفخر وهم يشهدون تخرجي، ولولا دعمهم الثابت لما وصلت إلى لحظة الإنجاز هذه».
وبينما يستعد بالدسينغ لاحتضان المرحلة التالية من تطوره التعليمي والشخصي، فإنه يحمل معه الدروس القيمة والذكريات العزيزة من مؤسسة قطر، معربًا عن فخره لتجليات التغيير الذي أحدثته على حياته. 
سيحتفي حفل تخرج التعليم ما قبل الجامعي بإنجازات طلاب كل من: أكاديمية قطر - الدوحة، وأكاديمية قطر- الخور، وأكاديمية قطر - السدرة، وأكاديمية قطر – الوكرة، وأكاديمية قطر للقادة، وأكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا، وأكاديمية العوسج.

أخبار متعلقة :