ضمن فعاليات «جاسم للقرآن».. جامع الإمام يحتضن «وقفات مع سورة النور»

الدوحة - سيف الحموري - تتواصل بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب سلسلة محاضرات «وقفات مع سورة النور»، التي يقدمها فضيلة الشيخ الدكتور عبد السلام مقبل المجيدي الأستاذ في كلية الشريعة بجامعة قطر، ضمن الفعاليات المصاحبة لفرعي القرآن الكريم كاملاً والفئات بمسابقة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني للقرآن الكريم بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دورتها التاسعة والعشرين، حيث بدأت هذه السلسلة يوم السبت 23 نوفمبر مع بداية اختبارات المواطنين الذكور وتختتم يوم الثلاثاء الموافق 26 نوفمبر. وأوضح فضيلة الشيخ د. المجيدي أن هذه السورة المباركة كان الصالحون يأمرون الناس أن يقرأوها في بيوتهم، وقد خبرنا عن عمر بن خطاب رضي الله تعالى عنه أنه أمر بتعليم النساء سورة النور والأحزاب، وقد بين الله سبحانه وتعالى فخامتها من أول آية فقال: «سورة أنزلناها»، ولفت الى أن سور القرآن الكريم 114 سورة وكلها تسمى سورة، ولكننا نجد أن السورة الوحيدة التي بدأت بأن قال الله فيها سورة هي سورة النور مع أن الجميع سورة.

Advertisements

حماية المجتمع
وأكد الدكتور عبدالسلام المجيدي أن هذا يؤكد لنا أنه لابد أن تكون لهذه السورة المباركة مزية محددة، وأشار إلى أن من مزايا هذه السورة أنها تتكلم عن حماية المجتمع المسلم بحيث تكون له كالسور، فكما أن السورة مثل السور للآيات، فلا نستطيع أن نزيد في آيات السورة ولا نستطيع النقص منها، كذلك سورة النور مثل الحماية للمجتمع المسلم فينبغي أن نطبق قوانينها وآدابها وتشريعاتها وفرائضها، وبناءً على ذلك ينمو المجتمع ويستقر ولذلك فيها تتكلم عن أحوال المجتمع المسلم وكيفية تنمية الأسرة في داخل البيت وخارج البيت، وتتكلم عن أعظم أسرة في المجتمع المسلم وهي أسرة النبي صلى الله عليه وسلم ففيها براءة عائشة رضي الله عنها، وذكر الله عظمة هذه الأسرة فقال سبحانه: «ٱلْخَبِيثَٰتُ لِلْخَبِيثِينَ وَٱلْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَٰتِ وَٱلطَّيِّبَٰتُ لِلطَّيِّبِينَ وَٱلطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَٰتِ أُوْلَٰٓئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ».

حدود الحماية
وذكر فضيلة الشيخ الدكتور عبد السلام مقبل المجيدي بأن سورة النور اشتملت على الحديث عن مقدمة في بداية السورة في الآية الأولى منها، وكذلك خاتمة في نهايتها في الآية الأخيرة في الآية الرابعة والستين، وتضمنت فيما بين المقدمة والخاتمة ثمانية محاور مهمة، حيث تناولت السورة في محورها الأول من الآية الثانية وحتى الآية السادسة والعشرين الحديث عن حدود الحماية وضوابط الأمن للمجتمع، والمحور الثاني تناول الآداب الاجتماعية الراقية خارج نطاق الأسرة من الآية السابعة والعشرين وحتى الرابعة والثلاثين، والمحور الثالث في قلب السورة ووسطها ويتركز حول مصدر الأنوار وهو الله جل وعلا وجزاء المقبلين على نوره وعقاب المعرضين عن نوره وذلك من الآية الخامسة والثلاثين وحتى الآية الأربعين، بينما تناول المحور الرابع من الآية الواحدة والأربعين وحتى السادسة والأربعين الحديث عن البراهين والأدلة الجاذبة إلى نور الله جل وعلا، وتناول المحور الخامس من الآية السابعة والأربعين وحتى الآية الرابعة والخمسين الحديث عن المنافقين الذين يزعمون أنهم يتبعون نور الله كذباً وبهتاناً، وتحدثت السورة في المحور السادس من الآية الخامسة والخمسين وحتى السابعة والخمسين عن النتائج المبشرة لمن يتبعون أوامر الله وأنهم لا خوف عليهم من الكفار والمعرضين، واشتمل المحور السابع الآيات من الثامنة والخمسين وحتى الواحدة والستين الحديث عن الآداب الاجتماعية الراقية داخل نطاق الأسر والبيوت، واختتم المحور الثامن بالحديث عن أعظم مصدر بشري للنور وهو البشير النذير رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.

أخبار متعلقة :