الدوحة - سيف الحموري - ألقى سعادة الدكتور عبد العزيز سالمين الجابري، رئيس اللجنة الوطنية لحظر الأسلحة بدولة قطر، بيانا باسم الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية أمام المناقشة العامة للدورة الخامسة لمؤتمر إنشاء المنطقة الخالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وفي البداية، نقل ترحيب دول مجلس التعاون بانعقاد الدورات الأربع لمؤتمر إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط، الذي يعقد بموجب مقرر الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 546/73، معربا في هذا الصدد عن خالص الشكر لدولة ليبيا الشقيقة لترؤسها الدورة الرابعة للمؤتمر، وتقدم بالتهنئة إلى جمهورية موريتانيا الإسلامية الشقيقة لتوليها مهام رئاسة الدورة الحالية للمؤتمر، كما أعرب أيضا عن تطلعهم إلى رئاسة المملكة المغربية الشقيقة للدورة المقبلة للمؤتمر.
وأفاد بأن دول المجلس تؤكد على أهمية مقرر الجمعية العامة للأمم المتحدة 546/73، الذي يكلف الأمين العام للأمم المتحدة بالدعوة لعقد اجتماع يفضي إلى التوصل إلى صك دولي قانوني لإنشاء المنطقة الخالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط، وتولي أهمية كبيرة للمؤتمر، وتؤكد أيضا على أهمية القرار لعام 1995 ومخرجات مؤتمر المراجعة لعام 2010 كمرجعيات رئيسية لتحقيق هدف المنطقة الخالية في الشرق الأوسط.
وفي هذا الإطار، لفت إلى أن دول مجلس التعاون تدين بأشد العبارات التصريحات الخطيرة التي صدرت عن مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية بشأن التهديد باستخدام الأسلحة النووية ضد غزة، مؤكدا أن هذه التصريحات غير المسؤولة تتطلب التعامل معها بحزم وفعالية من قبل الأمم المتحدة ومجلس الأمن، لضمان عدم تكرار مثل هذه التهديدات الخطيرة التي تعكس استخفاف إسرائيل بالمعايير الدولية المتعلقة باستخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها، مضيفا أيضا أن تلك التصريحات تؤكد الضرورة الملحة لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل.
وقال: "تؤكد دول المجلس على أن المسؤولية الجماعية الدولية حيال إنشاء المنطقة الخالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى تتطلب عملا جماعيا بناء للوصول إلى غايات المؤتمر، بما في ذلك الانخراط في نقاش جاد وشفاف بين جميع دول المنطقة.
كما نؤكد على أهمية الانضمام للاتفاقيات والمعاهدات ذات الصلة بحظر الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى، بما فيها الأسلحة الكيميائية والبيولوجية. وفي هذا السياق، نؤكد على أن انضمام إسرائيل إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، كطرف غير نووي، وإخضاع مرافقها النووية لنظام الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، سيعزز تحقيق عالمية المعاهدة، خاصة أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي لم تنضم لأي من المعاهدات الثلاث ذات الصلة بأسلحة الدمار الشامل".
وفي إطار تعزيز الأنشطة ذات الصلة بمداولات مؤتمر إنشاء المنطقة الخالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط، أوضح أن دول المجلس تتقدم بالشكر لدولة قطر لعقد اللجنة الوطنية لحظر الأسلحة بدولة قطر، بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح، اجتماعا إقليميا تحت عنوان "وجهات نظر حول مؤتمر إنشاء المنطقة الخالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط"، الذي استضافته اللجنة الوطنية لحظر الأسلحة بدولة قطر بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح خلال الفترة من 4 إلى 5 يونيو 2024، وبمشاركة السيدة إزومي ناكاميتسو، وكيلة الأمين العام لشؤون نزع السلاح، وذلك على هامش المنتدى العربي الثالث للحد من الأسلحة ونزع السلاح وعدم الانتشار، مضيفا أن الاجتماع الإقليمي كان فرصة جيدة لإجراء المزيد من الحوار والمناقشات البناءة في هذا الشأن.
وفي الوقت الذي تسعى فيه دول المجلس إلى القيام بكافة الجهود الممكنة لإنشاء المنطقة الخالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط ووسائل إيصال تلك الأسلحة، أشار إلى أن دول المجلس تعيد التأكيد على الحق غير القابل للمساومة لدول المنطقة في الاستفادة من الاستخدامات السلمية للطاقة النووية وتطبيقاتها المختلفة، بما في ذلك عبر فتح المجال لتبادل الخبرات والمعرفة والتكنولوجيا ذات الصلة بالطاقة النووية السلمية، مع الالتزام بكافة المعايير الدولية، التي تضمن حصر استخدام التكنولوجيا النووية بصورة سلمية.
وأضاف أن دول المجلس تؤكد على أهمية المناقشات الموضوعية للدورات السابقة للمؤتمر، والتي تمهد الطريق لمداولات هذه الدورة، وتشجع على تناول مواضيع جديدة تسهم في تحقيق الأهداف المرجوة من المؤتمر، مثل استعراض تجارب المناطق الأخرى الخالية من أسلحة الدمار الشامل، للاستفادة منها وتوظيفها في زيادة الزخم الإقليمي والعالمي لإنشاء المنطقة الخالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، مشددا على أهمية البحث في أساليب تطوير أعمال الدورات المستقبلية للمؤتمر، وبما يسهم في البدء في صياغة مسودة صفرية أولية تكون نواة لمعاهدة المنطقة الخالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الوسط.
وفي الختام، أفاد بأن دول المجلس تعرب عن تطلعها إلى مداولات موضوعية وبناءة تسهم في الوصول إلى إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، وتؤكد استعدادها للتعاون الكامل مع أعضاء المؤتمر لتحقيق تلك الغاية.
أخبار متعلقة :