الدوحة - سيف الحموري - دعا خبراء وباحثون، خلال جلسة نقاشية استضافها مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية /ويش 2024/، اليوم، إلى إعطاء الأولوية القصوى للاستثمار أكثر في البحوث المتعلقة بعلاج أمراض السرطان، محذرين من احتمال وقوع أزمات شديدة تثقل كاهل النظم الصحية على المستوى العالمي إذا لم يتم البحث عن حلول ناجعة.
وناقش المتحدثون، في الجلسة التي عقدت اليوم تحت عنوان /معركة الرعاية ضد السرطانات/، الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية خاصة المرتبطة بسرطاني الثدي وعنق الرحم وتداعياتهما المجتمعية، مع التأكيد على دور المجتمعات التي يكثر فيها كبار السن وتتبنى أنماط عيش غير صحية، وأثر ذلك على ارتفاع معدل الوفيات الناجمة عن أمراض السرطان.
وفي هذا الإطار سلطت الدكتورة لمياء محمود المستشار الإقليمي لبرنامج الوقاية من الأمراض غير المعدية في المكتب الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، الضوء على نسبة تفشي السرطان في منطقة شرق حوض البحر الأبيض المتوسط، مؤكدة الحاجة الملحة إلى المزيد من الاستثمار في مجال الوقاية والفحص المبكر والعلاج من السرطان.
وأشارت استنادا إلى دراسة نشرت مؤخرا، إلى أن العبء الاقتصادي لسرطاني الثدي وعنق الرحم قد بلغ 15 مليار دولار عام 2020، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 379 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2040، وتشمل هذه الأرقام تكاليف الرعاية الصحية والتكاليف المجتمعية، علاوة على الخسائر المحتملة جراء ارتفاع نسبة الوفيات بين النساء.
بدوره، قال سعادة الشيخ الدكتور خالد بن جبر آل ثاني المؤسس ورئيس مجلس إدارة الجمعية القطرية للسرطان:" هناك العديد من الحواجز الثقافية التي تحيط بهذه الأمراض، ما يجعل الناس يترددون في مناقشتها، وهناك الكثير من النساء اللاتي يعتقدن أنهن في منأى عن الإصابة بسرطان الثدي أو سرطان عنق الرحم؛ غير أنه في حقيقة الأمر لا أحد ببعيد عن المرض"، مضيفا "لقد قمنا بتغيير النبرة التي نتعامل بها مع الناس، والطريقة التي نتحدث بها معهم، وعلى الرغم من التقدم الهائل الذي أحرزناه على مدى العقود القليلة الماضية، إلا أنه لا يزال هناك الكثير لنقوم به".
من جهتها، أوضحت الدكتورة جينيفر هوانج بوي رئيس قسم الصحة العالمية في جامعة /جورجتاون/، أن متوسط أعمار أفراد المجتمع، إلى جانب سوء التغذية، وقلة ممارسة الأنشطة الرياضية، يلعب دورا كبيرا في تنامي أعداد الوفيات بأمراض السرطان، مؤكدة الحاجة إلى المزيد من الاستثمار في مجال محاربة السرطان، لأن الفشل في القيام بذلك من شأنه إضعاف نظم الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم.
ووفقا للدكتورة بوي، فإن من شأن التجارب السريرية والتطورات الجديدة في مجال الرعاية الصحية أن تزيد من فعالية علاج السرطان، لافتة إلى أن التأثير الحقيقي يكمن في الوقاية الأولية والثانوية.
وأوضحت أن الأبحاث أظهرت أن الوقاية الأولية، التي تستهدف الأفراد الأصحاء من خلال تعديلات نمط الحياة وحملات التوعية بالسرطان، تقدم فعالية ونتائج أفضل، كما تشكل الوقاية الثانوية أمرا بالغ الأهمية، بما في ذلك الاستفادة من التقنيات المحمولة والتكنولوجيا الخفيفة، وذلك لضمان حصول النساء في المناطق النائية على فرص الفحص المبكر والوقاية من السرطان في الوقت المناسب.
ويعقد مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية /ويش 2024/ في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، تحت شعار /الصحة من منظور إنساني: المساواة والمرونة في مواجهة الصراعات/.
ويستعرض جملة من أبرز القضايا الصحية العالمية الملحة، بمشاركة أكثر من 200 خبير و4000 مشارك، وذلك لمناقشة أفكار وممارسات قائمة على الأدلة في الابتكار الصحي لمعالجة أكثر التحديات الصحية إلحاحا في العالم.
أخبار متعلقة :