الدوحة - سيف الحموري - تبدأ إدارة البحوث والدراسات الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الخامس عشر من أكتوبر الحالي فعاليات الموسم الثالث لمشروعها الثقافي: «ندوة الأمة» الذي يُنظم هذا الموسم تحت شعار: «الفروض الكفائية.. طريق الإصلاح» بهدف إحياء فكرة الفروض الكفائية، والمساهمة في إشاعة ثقافتها، والبحث في إمكانية توظيفها والإفادة منها في عملية إصلاح الخلل الكامن في مفاصل بعض المجالات الحيوية في المجتمع، حيث وقع الاختيار على أربع مجالات مهمة، تشمل: المجال المعرفي، والاجتماعي، والاقتصادي، والدعوي.
وأوضح الشيخ الدكتور أحمد بن محمد بن غانم آل ثاني، مدير إدارة البحوث والدراسات الإسلامية، أن الاختيار لموضوع «الفروض الكفائية» كمحور رئيس لندوات هذا الموسم إنما يعبر عن مدى إدراك إدارة البحوث لأهميتها على مستوى الفكر والفعل، وتقديراً منها للدور الذي يمكن أن تضطلع به في عملية الإصلاح المنشود والنهوض الموعود والارتقاء المأمول، بالمجتمع أولاً والأمة ثانياً، وقناعةً منها كذلك بأن الفروض الكفائية أصبحت اليوم ضرورة وحاجة ملحة، يصعب تجاوزها، في ظل الانفجار المعرفي المتسارع الخطى الذي تشهده هذه المرحلة من مراحل تطور الفكر الإنساني.
وقال: إن الموسم الثالث يشتمل على أربع ندوات، تناقش كل ندوة إمكانية الإصلاح في مجال من المجالات المهمة، حيث تبحث الندوة الأولى التي يتم بها الإعلان عن افتتاح الموسم موضوع: «الإصلاح المعرفي» وذلك لأهميته كمدخل للإصلاح في المجالات الأخرى.
وأضاف مدير إدارة البحوث والدراسات الإسلامية أن الندوة، التي تُعقد بمشاركة نخبة من الأكاديميين، من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر، تضم: الأستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف عبد العاطي؛ أستاذ التفسير وعلوم القرآن، والدكتور عبد الكريم الوريكات؛ أستاذ الحديث الشريف وعلومه، الدكتور عبد الحميد مجيد؛ عضو هيئة التدريس بقسم القرآن والسنة، سوف تتمحور حول إمكانية وكيفية الإفادة من الفروض الكفائية في عملية الإصلاح في المجال «المعرفي»، من خلال ثلاثة محاور رئيسة، يبحث الأول منها مكان «الفروض الكفائية.. في معرفة الوحي»، وتسعى من خلال ذلك إلى التأسيس والتأصيل لمفهومها، والبحث في الوقت نفسه عن مفهوم «النفرة» في معرفة الوحي؛ لصلته الوثيقة بمفهوم «الفروض الكفائية»، ثم البحث في إمكانية توظيفها كأداة للتسخير والتعمير.
ويناقش المحور الثاني: «أبعاد الخلل المعرفي.. وضرورة الإصلاح» وذلك بالبحث عن أسباب غياب «الفروض الكفائية» في المجال المعرفي بشكل عام، والخلل المعرفي في المناهج والمؤسسات، بشكل خاص، ومن ثمّ التأكيد أن هذه الفروض هي السبيل للإصلاح المعرفي.
ويطرح المحور الثالث رؤية مستقبلية، تنظر في مستقبل «الفروض الكفائية» كسبيل للتحول والانتقال من انكسار «الاستضعاف» إلى عزة «التمكين».
وأضاف الشيخ أحمد آل ثاني: أن الندوة الثانية: تبحث إمكانية الإفادة من الفروض الكفائية في عملية «الإصلاح الاجتماعي» وذلك من خلال ثلاثة محاور: الأول ينظر إلى «الفروض الكفائية» باعتبارها تكاليف شرعية وواجبات اجتماعية، ويناقش: حدود «التكليف».. وأبعاد «الواجب»، والواجبات الاجتماعية.. والمصالح العامة، و«الفروض الكفائية» كعماد للبنية التحتية للمجتمع.
ويناقش المحور الثاني: الحال الذي عليه مؤسسات العمل الاجتماعي.. وما يمكن أن يكون قد أصابها من خلل، وكيفية الإصلاح، ومن ثمّ النظر في نشاط جمعيات ومؤسسات العمل الخيري بشكل خاص باعتبارها من أهم أوعية الاستيعاب لفكرة «الفروض الكفائية»، واعتماد مبدأ تقسيم العمل كشرط للفعل وضرورة للإتقان، ومن ثمّ رسم ملامح الطريق إلى جعل «الفروض الكفائية» طريقاً للإصلاح الاجتماعي.
ويطرح المحور الثالث رؤية مستقبلية حول: وسائل تفعيل «الفروض الكفائية» من أجل التنمية المجتمعية والحفاظ على المصالح العامة للناس.
أما الندوة الثالثة: فتبحث إمكانية الإفادة من «الفروض الكفائية» في عملية «الإصلاح الاقتصادي» وذلك من خلال ثلاثة محاور.
أخبار متعلقة :