الدوحة - سيف الحموري - تنعى قطر الخيرية الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الله الدباغ رئيس مجلس إدارة قطر الخيرية الأسبق رحمه الله الذي وافته المنية يوم الثلاثاء 23 مايو / 2023 بعد معاناة طويلة مع المرض عن عمر ناهز 75 عاما، وعقب سنوات حافلة بالعطاء والبذل وخدمة المحتاجين، وتتقدم لأهله وذويه ومحبيه ولكل العاملين في المجالات الخيرية والتطوعية في قطر والمنطقة والعالم بخالص العزاء والمواساة، داعية المولى أن يتغمّده بواسع رحمته، وأن يتقبل جهده ويرفع منزلته في الجنة.
كلمة رئيس مجلس الإدارة
وتعقيبا على هذا المصاب الجلل قال رئيس مجلس إدارة قطر الخيرية سعادة الشيخ حمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني: «إن اسم قطر الخيرية اقترن باسم الفقيد الشيخ عبد الله الدباغ رحمه الله باعتباره أحد مؤسسيها الذين كان لهم الفضل ـ بعد الله ـ مع زملائه المؤسسين في إرساء لبناتها الأولى ودعائمها الأساسية، إضافة لتوليه مسؤولية العمل التنفيذي فيها لأكثر من عقد من الزمن، والعمل بدأب لتوسيع نشاطها عبر العالم، وتسخير كامل وقته لخدمة الفقراء والمحتاجين».
وأضاف: «إن رحيل الشيخ الدباغ يعد خسارة فادحة للعمل الخيري والتطوعي في بلادنا والمنطقة، لأنه أحد رموز جيل المؤسسين ممن أسهم في ترك بصمة ملهِمة لكل العاملين في المجال الإنساني من بعده، وأكد أن قطر الخيرية ستواصل مسيرة عطائها بهمة وعزيمة، وستبقى وفية لجهوده ومقتفية أثره الطيب، وحريصة على استمرار التطوير في أدائها لتتواصل مسيرة خيرها، ويتحقق أكبر أثر لمشاريعها الموجهة لخدمة الفئات المحتاجة وتنمية المجتمعات الفقيرة».
وابتهل إلى الله عزّ وجلّ أن يجعل جهوده الخيرية الكبيرة في ميزان حسناته وصدقة جارية بعد مماته.
مرحلة التأسيس
يعد الشيخ الدباغ من روّاد العمل الخيري والإنساني والكشفي في دولة قطر والعالم العربي وأحد مؤسسي قطر الخيرية البارزين الذين تركوا بصمة واضحة في مسيرتها الممتدة ورئيس مجلس إدارتها الأسبق. ساهم في الجمعية التأسيسية لـ «لجنة قطر لمشروع كافل اليتيم» عام 1992 والتي تحوّل اسمها بعد ذلك لجمعية قطر الخيرية في نفس العام، وكان يرأس هذه اللجنة الشيخ عبد العزيز بن جاسم بن علي آل ثاني.
كان الشيخ الدباغ عضوا في مجالس إدارة قطر الخيرية لأكثر من مرة في فترة التسعينات من القرن الماضي، وتسلم رئاسة مجلس إدارة قطر الخيرية في الفترة من 1999 ـ 2001، كما كان مديرا عاما لها.
التدخلات الإنسانية
شهدت قطر الخيرية في عهده توسعا في نشاطها الإنساني من خلال تأسيس مكاتبها الميدانية في عدة دول وتقديم الإغاثة لمتضرري الكوارث والأزمات عبر العالم مثل اللاجئين الأفغان بباكستان، وفي البوسنة والهرسك وفلسطين والسودان والقرن الإفريقي، وكان الشيخ الدباغ يحرص على ترأس الوفود الإغاثية لقطر الخيرية وتقديم المعونات الإغاثية العاجلة للنازحين واللاجئين بنفسه ومواساة المصابين في ميادين العمل الإنساني.
كما شهدت قطر الخيرية في عهده بدء حضورها في المحافل الدولية، وعضويتها في المنظمات الأممية، ومنها العضوية الاستشارية في المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، عام 1997.
تكريم مستحق
وتقديرا لدوره الكبير في مسيرة الخير والعطاء لقطر الخيرية بشكل خاص وجهوده الإنسانية بشكل عام قامت قطر الخيرية في عام 2013 وبرعاية كريمة من رئيس مجلس إدارة قطر الخيرية سعادة الشيخ حمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني بتكريم الشيخ الدباغ وعدد من مؤسسيها وأعضاء مجالس إداراتها السابقين، والجمعيات العمومية في حفل خاص أطلقت عليه «ساس الخير»، تقديرا لجهودهم وعرفانا بجميل ما قدموه من جهود لخدمة العمل الإنساني وتطوير أداء البرامج والمشاريع بقطر الخيرية.
وقد وجّه الشيخ عبد الله الدباغ رحمه الله، في كلمة ألقاها باسم المكرمين في الحفل آنذاك، التحية للعاملين في الميدان الإنساني والذين هم عصب الحياة في هذه المنشأة الخيرية، وكذلك إدارتها وجميع موظفيها، الذين تحملوا عبء الرسالة، معتبرا أن كل عامل في قطر الخيرية يعد سفيرا لهذا الصرح في الداخل والخارج، مناشدا الجميع بإتقان العمل وأن لا يؤتين هذا الصرح الإنساني من قبله.
لله ما أخذ.. وله ما أعطى.. وكل شيء عنده بأجل مسمى، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا. اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها وعوّض الأمة خيرا.
أخبار متعلقة :