الدوحة - سيف الحموري - د. العربي عطاء الله
إن تنشئة أطفال أصحَّاء هي غايتنا، ولكنَّ هناك نوعين من الصحة ينبغي لنا الاهتمام بهما؛ ألا وهما: الصحة البدنية والصحة النفسية. العديد من الآباء والأمهات يدركون أهمية أن يتمتع الطفل بصحة بدنية جيدة. فنحن نعلم، على سبيل المثال، أن الحَمْل يقتضي أن تعتني السيدات بأجسادهن لكي يتمتع الطفل بصحة جيدة. وبعد الولادة، نراقب نمو الطفل عن كثب لرصد سلوكيات مثل خطواتهم الأولى وكلماتهم الأولى. ويُذكِّرنا الأطباء ومقدِّمو الرعاية الصحية الآخرون بأهمية التطعيمات والفحوصات الطبية السنوية. يهتم الكثير من الناس بصحة الأطفال. فنحن نرى فيهم مستقبلنا.
غير أن تعزيز الصحة «النفسية» للأطفال يحظى بتقديرٍ أقل بين الناس. فغايات الصحة النفسية أو أهدافها لا تُناقَش بالدرجة التي تُناقَش بها متطلبات الصحة البدنية داخل الأسر. وبينما قد يعلم معظم الآباء والأمهات أن الأطفال الصغار بحاجة إلى ما يقدِّمونه لهم من رعاية بدنية، فإن العلاقات والروابط العاطفية بين الآباء والأطفال تمثل القاعدة التي تُقام عليها الصحة النفسية للأطفال. وتعني لَبِنات البناء الأساسية هذه أن البالغين يساعدون الأطفال في التطور حتى يصيروا آباءً وأمهاتٍ ومعلِّمين وقادةً للمجتمع في المستقبل؛ فالصحة النفسية تسهم في تشكيل مستقبلهم ومستقبل عالمنا. والمجتمعات القوية تعوِّل على أفراد يتميزون بالفاعلية والانتماء والالتزام، ويدركون أن العلاقات هي سبيل التقدم، وأن مسؤولية المستقبل تبدأ بالفرد.
ويتوقف نمو المجتمع وتقدمه على مدى تماسك الأسرة وقدرتها على أداء وظائفها بكفاءة وفاعلية ومن هذه الوظائف القيام بإشباع حاجات أفرادها وتوفير المناخ الاجتماعي والصحي والعاطفي الملائم لهم، وتطبيق أسس التربية السليمة لتنشئة جيل واع ومتوازن ينهض بهذا المجتمع.
ومن المعروف أن الأسرة تتكون من أم وأب وطفل وقد تشمل في بعض الأحيان أفرادا آخرين من الأقارب.
وتعتبر الطفولة هي المرحلة المبكرة في دورة حياة الإنسان التي يعتمد فيها الآخرين المحيطين به، وحسب تعريف الأمم المتحدة فإن الطفل هو كل إنسان دون سن الثامنة عشرة، وفي الإسلام فإنه يعتبر طفلا إلى مرحلة البلوغ.
تشكل الأسرة شخصية الطفل وتؤثر على نموه النفسي والصحي والاجتماعي، وفي بعض الحالات قد لا تقوم بعض الأسر بالدور المنوط بها بسبب بعض الصعوبات التي قد تعوقها عن أداء وظائفها، مما يسبب ظهور صور جديدة ومتغيرة من الظواهر والمشكلات منها ظاهرة الإهمال وإساءة معاملة الأطفال.
فالإساءة تتسم بالاستمرارية وتتمثل تصرفا غير مناسب من الرعاية، وتسهل ملاحظته من قبل الأشخاص القريبين من الطفل، وتحصل الإساءة عندما يتصرف الوالدان والمحيطون بشكل يؤدي إلى إلحاق الضرر به عن قصد، إما لحقد أو كراهية أو لضعف في النفس البشرية .
أما الإهمال فهو يعبر عن الفشل في توفير الرعاية المناسبة للطفل من المسكن والملبس، والغذاء والتربية والتعليم والتوجيه والرعاية الطبية وغيرها من الاحتياجات الأساسية الضرورية لتنمية القدرات الجسدية والعقلية والعاطفية، وغالبا ما ينتج عن جهل أو عدم مبالاة أو من دون قصد.
❚ التفكير الإيجابي
- إن تحديدك لأهدافك وسعيك إلى تحقيقها، سوف يعطيك الشعور بأنك تتحكم في حياتك بإذن الله تعالى.
- الإنسان الفعال حقا هو الذي يجعل المبادئ القويمة مركزا لاهتمامه ومنطلقا لرسالته.
- الأسرة المستقرة المتكاتفة مصدر أساسي من مصادر سعادة الإنسان، ومهما حقق الإنسان النجاح في عمله فإنه لا يشعر به إذا فشل في بناء أسرته.
- إن جسدك هو وسيلة المواصلات التي تسير بك في رحلة النجاح، وبدون التمتع بصحة قوية يصعب على الإنسان أن يستمر في الفاعلية.
- لا يستطيع الإنسان مهما أوتي من مهارات وقدرات أن ينجح نجاحا كاملا بمفرده، فهو كائن اجتماعي بطبعه يحتاج للإحساس بالصداقة والألفة.
- كافئ نفسك على الأفعال المرغوبة على فترات مختلفة فحين تفتر عزيمتك عن فعل ما تريده، قم بإعطاء نفسك مكافأة غير متوقعة تعمل على إثارة حماسك.
❚ همسات
- لا تعاتبي زوجك على خطأ ارتكبه في حضور الآخرين حتى ولو كان الأبناء.
- شاركي زوجك في السؤال عن همومه وحاولي التخفيف عنه وإدخال السعادة عليه.
- لا تنتقصي أهل زوجك في ( ملبسهم – أخلاقهم – معاملاتهم ) حاولي أن تذكريهم بالخير أمامه والثناء عليهم.
- أعيني زوجك على أمور دينه ( كقيام الليل، وإيقاظه للصلوات وقراءة القرآن والأذكار ).
- التزين للزوج واجب على الزوجة له، وحق لزوجها ولنفسها بل ولربها فإن النظافة رأس الزينة، والنظافة من الإيمان.
- تكيف وتقبل تصرفات الأولاد غير المرغوبة، والتعامل معها باعتدال وهدوء.
أخبار متعلقة :