الإعلان عن ابتكار «الأسمنت الأخضر».. وزير البيئة: اهتمام بالبحوث العلمية لمعالجة تحديات المناخ

الدوحة - سيف الحموري - أعلنت وزارة البيئة والتغير المناخي، أمس عن ابتكار «الأسمنت الأخضر» المصنوع من مخلفات الصرف الصحي الصلبة، برعاية وحضور سعادة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز بن تركي السبيعي، وزير البيئة والتغير المناخي، تماشيًا مع معايير البيئة والاستدامة.
جاء ذلك بحضور سعادة السيد عبد الله بن حمد بن عبد الله العطية، وزير البلدية، وسعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي، وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي؛ حيث يهدف هذا الابتكار إلى تعزيز الاستدامة البيئية ودعم الاقتصاد الدائري.
جاء الإعلان عن المشروع خلال الندوة التي قدمت عرضًا مرئيًا وشرحًا تفصيليًا للمشروع قدمه الفريق البحثي، بحضور مجموعة من الاستشاريين والخبراء في مجالات الاستدامة البيئية والطرق وصناعة الأسمنت والمواد الإنشائية، كما جرى مناقشة المشروع من الناحيتين الفنية والتطبيقية.
وأشاد سعادة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن تركي السبيعي بالجهود التي بذلها فريق البحث العلمي في معالجة المخلفات، وتحويلها إلى مادة الأسمنت الأخضر الصديقة للبيئة، بما يتماشى مع رؤية قطر 2030، والاستدامة البيئية، لافتاً إلى اهتمام دولة قطر بدعم وتعزيز البحث العلمي والابتكار، في ظل التوجيهات السامية للقيادة الرشيدة.
كما أكد اهتمام الوزارة بالبحوث العلمية التطبيقية التي تعالج تحديات قطاع البيئة والمناخ والحياة الفطرية والاستدامة، بالإضافة إلى تشجيع الباحثين على إجراء البحوث العلمية الهادفة.
وأكد الدكتور مهندس محمد سيف الكواري، الخبير البيئي والمستشار الهندسي بمكتب سعادة وزير البيئة والتغيّر المناخي، حرص دولة قطر على حماية البيئة وتوازنها الطبيعي، تحقيقًا للتنمية الشاملة والمستدامة لكل الأجيال، لاسيما في المجالات ذات الأولوية، وهي انبعاثات الغازات الدفيئة وجودة الهواء والتنوع البيولوجي والمياه والاقتصاد الدائري وإدارة النفايات واستدامة الأراضي.، لافتاً إلى أن الوزارة تبذل جهداً كبيراً لتعزيز وحماية البيئة في قطر من خلال تشجيع البحوث العلمية التطبيقية، مما ساهم في نجاح فريق البحث العلمي في إجراء بحث علمي حول ابتكار أسمنت أخضر من المخلفات، وهي من التحديات التي تعاني منها البيئة، بسبب تراكم هذه المواد في الطبيعة، وفي نفس الوقت يشجع هذا البحث الشراكة بين القطاعين الخاص والعام لاستثمار الأسمنت الأخضر الطبيعي في بعض المشاريع الإنشائية وصناعة المواد الهندسية.
شهدت الندوة تكريم فريق البحث، الذي يضم الدكتور المهندس محمد سيف الكواري، ود. خالد حسن بالتعاون مع جامعة «كوينز بلفاست» في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى عدد من الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص التي ساهمت في المشروع.
ويتم إنتاج «الأسمنت الأخضر» من خلال معالجة الحمأة الناتجة عن المخلفات عبر عمليات الحرق والطحن وخلطها بمواد محفزة، وتطبيقه عمليًا في تصنيع طابوق البناء والخرسانة الرغوية باستخدام مواد معاد تدويرها، حيث يسهم هذا الابتكار في خفض البصمة الكربونية وحماية جودة الهواء والتربة والمياه الجوفية من الملوثات، كما يحد من الآثار البيئية السلبية للحمأة.
وبدأت فكرة هذا الابتكار من فريق البحث العلمي بالوزارة بالتعاون مع باحثين من قطر وجامعة كوينز بلفاست، وقدم المشروع إلى مسابقة الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي في دورته الثانية عشرة، لعام 2021، وخضع للتقييم العلمي والفني من قبل مقيمين عالميين وخبراء في هذا المجال حيث حصل على أعلى درجة تقييمية (A) لمدة ثلاث سنوات.
ووفقًا للبيانات، تقدر كمية مخلفات الصرف الصحي المتراكمة بنحو 40 ألف طن سنويًا، يمكن استخدامها لإنتاج 40 مليون طابوقة أو 150 ألف متر مكعب من الخرسانة الرغوية، مما يساهم في خفض تكاليف الإنتاج.
يأتي هذا الابتكار ضمن جهود وزارة البيئة والتغير المناخي لتعزيز الاستدامة البيئية ودعم الاقتصاد الدائري، الذي يهدف إلى تقليل الهدر في المواد والسلع والطاقة وزيادة الاستفادة منها بشكل مستدام.
ويتوافق هذا الجهد مع المحور الرابع من إستراتيجية قطر للبيئة والتغير المناخي، ويتماشى مع إستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة (2024- 2030) التي تركز على ترشيد استخدام الموارد الطبيعية، وحماية النظم البيئية، وخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، وتعزيز القدرة والمرونة لمواجهة التهديدات البيئية المستقبلية، دعمًا لرؤية قطر الوطنية 2030.

Advertisements

أخبار متعلقة :