خطاب صاحب السمو غدا في الجلسة الافتتاحية للمناقشة العامة للأمم المتحدة تأكيد لثوابت السياسة القطرية ومواقفها تجاه التحديات المعاصرة

الدوحة - سيف الحموري -  تأكيدا على دعم دولة قطر للدور الأساسي للأمم المتحدة ورسالتها السامية لصالح الأسرة الدولية وأمنها واستقرارها وازدهارها وصيانة حقوقها، وإيمانا من دولة قطر بالعمل المتعدد الأطراف والمسؤولية المشتركة لجميع دول وشعوب الكرة الأرضية في إحداث تغيير يضع العديد من الشعوب والبلدان على المسار المنشود نحو السلام والازدهار والتنمية المستدامة والشاملة، يشارك حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في أعمال الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، المنعقدة حاليا بمقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك.
وقد حرص سموه منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد عام 2013 على المشاركة في الدورات السنوية للجمعية العامة بهدف تأكيد التزام دولة قطر بواجباتها الدولية، ونقل الصورة المشرقة لدولة قطر وشعبها ودورها الحضاري والإنساني في مختلف القضايا والتحديات العالمية، وتجاه الشعوب الشقيقة والصديقة.
ومن المنتظر أن يلقي سموه -حفظه الله- غدا الثلاثاء خطابا في الجلسة الافتتاحية للمناقشة العامة رفيعة المستوى للدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة، يتناول ثوابت السياسة القطرية، ومواقف الدولة تجاه التحديات المعاصرة وأبرز القضايا والملفات المحلية والعربية والدولية، كما ينتظر أن يجدد سمو الأمير في خطابه التزام دولة قطر الدائم بالعمل مع الأمم المتحدة، وتعزيز الشراكة مع أجهزتها المختلفة لتمكينها من مواجهة التحديات العالمية المشتركة، وتحقيق الأهداف التي تنشدها.
وتعطي مشاركة سمو الأمير في الدورات المتعاقبة للجمعية العامة إشارة واضحة وقوية إلى الدعم الذي تقدمه دولة قطر للأمم المتحدة، ودورها المركزي في تنظيم العلاقات الدولية، وسيادة القانون، وتعزيز قدرتها على دعم الدول أيضا من خلال التوصل إلى اتفاقات بشأن معالجة القضايا ذات التأثير العالمي كالاستجابة للأوبئة، وحالات الطوارئ، والتحولات الاقتصادية، وإصلاح الهيكل المالي الدولي.
وتشهد منابر الأمم المتحدة وأروقتها منذ سنين عديدة على حضور دولة قطر الفاعل والدائم في اجتماعات المنظمة الأممية، على أعلى المستويات، ومساهماتها المتواصلة في خدمة الإنسانية عبر القرارات البناءة والمبادرات التي تقدمها، والتي تحظى دوما بقبول المجتمع الدولي ومباركته، وقد استقبلت قطر على مدى السنوات الماضية العديد من رسائل الشكر والعرفان بالجميل من الأمم المتحدة على أدوارها البارزة في مختلف المجالات، خاصة تلك المتعلقة بحقوق الإنسان وإحلال السلام والأمن في العالم، والمبادرات الإنسانية والإغاثية للدول المنكوبة والفقيرة، وأيضا العمل بجانب الأمم المتحدة في العديد من المهام الدولية والإقليمية التي كان لها صدى عالمي، ترك بصمة قطر على خريطة العمل الدولي، باعتبارها شريكا وعضوا مهما في الأمم المتحدة.
ويفتتح رئيس الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة فيليمون يانغ المناقشة العامة غدا، وبعدها يأخذ قادة العالم دورهم في التحدث من وجهات نظر وطنية حول موضوع دورة هذا العام "عدم ترك أحد وراءنا: العمل معا من أجل النهوض بالسلام والتنمية المستدامة والكرامة الإنسانية للأجيال الحالية والمقبلة".
ووفق موقع الأمم المتحدة، يشارك في الدورة التاسعة والسبعين عدد كبير من قادة دول العالم بينهم 78 من القادة والرؤساء، واثنان من نواب الرئيس وولي عهد واحد، و28 رئيس حكومة، و3 نواب لرئيس الوزراء، و13 وزيرا.
وكما جرت العادة منذ عام 1955 في الدورة العاشرة للجمعية العامة، ستكون البرازيل أول من يلقي كلمة أمام الجمعية العامة، تتبعها الولايات المتحدة بصفتها الدولة المستضيفة لمقر المنظمة الدولية، ليتلوها بعد ذلك ممثلو الدول الأعضاء على مدار أيام المناقشة العامة.
وتشكل هذه المناقشة أبرز فعاليات كل دورة جديدة للجمعية العامة، وهي قمة عالمية يلتقي خلالها عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات أو نوابهم أحيانا داخل حرم الأمم المتحدة، ويعتلون واحدا تلو الآخر منصة قاعة الجمعية العامة لمخاطبة العالم بشأن قضية من اختيارهم.
وبالإضافة إلى المناقشة العامة، تعقد الجمعية العامة عددا من الاجتماعات على هامش الأسبوع الرفيع المستوى للدورة، وهي: مؤتمر القمة المعني بالمستقبل، والاجتماع العام المعني بالتصدي للتهديدات الوجودية التي يشكلها ارتفاع مستوى سطح البحر، والاجتماع العام للاحتفال باليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية والترويج له، والاجتماع الخاص بمقاومة مضادات الميكروبات.
وستعقد فعاليتان خلال الأسبوع رفيع المستوى تركزان على فلسطين، تدور الأولى حول التعليم في الأراضي الفلسطينية المحتلة -غزة والضفة الغربية- في الخامس والعشرين من سبتمبر الجاري، تعقدها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) ومنظمتا اليونسكو واليونيسيف، بالإضافة إلى صندوق "التعليم لا يمكن أن ينتظر".
وسيلقي كل من المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني ورئيس وزراء المملكة المتحدة السابق غوردون براون كلمتين رئيسيتين في هذا الاجتماع، وفي 26 سبتمبر، سيعقد اجتماع ثان رفيع المستوى حول دعم وكالة الأونروا، ومن المتوقع أن يلقي خلاله الأمين العام أنطونيو غوتيريش كلمة افتتاحية.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد افتتحت في العاشر من شهر سبتمبر الجاري أعمال دورتها الاعتيادية التاسعة والسبعين، برئاسة الرئيس الجديد للدورة، فيليمون يانغ، وقد شهدت هذه الدورة حصول فلسطين لأول مرة على مقعد رسمي بين الدول الأعضاء.
وفي كلمة أمام الجلسة الافتتاحية، أوضح أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة أن المنظمة الدولية اختتمت الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة بعد عام مضطرب، وفقر متواصل، وعدم المساواة، والظلم، والانقسام والعنف والصراع، وهو العام الأكثر سخونة على الإطلاق.
لكن الأمين العام استدرك بالقول إن الدورة السابقة انتهت أيضا في وقت يتزايد فيه الأمل والإلهام فيما يمكن تحقيقه إذا عمل الجميع معا في تعاون، معتبرا أن التحديات التي تواجه البشرية ليست عصية على الحل إذا ما تم العمل معا.
في الوقت ذاته، أكد رئيس الدورة الجديدة فيليمون يانغ على أهمية مواجهة التحديات العالمية الملحة مثل تغير المناخ والنزاعات والفقر والتفاوت الاجتماعي المتزايد، وشدد على أهمية التعددية، والتعاون الدولي، ودور الأمم المتحدة في معالجة هذه القضايا لتحقيق السلام والعدالة والتنمية المستدامة.
وقال يانغ إن السلام والأمن يشكلان أهمية قصوى بالنسبة لرئاسته، مؤكدا أنه سيولي اهتماما خاصا للمساواة بين الجنسين، وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام، وتعزيز السلام والأمن، وحماية حقوق الإنسان، وتقوية القانون الدولي.
وتعهد يانغ بمواصلة الجهود لإصلاح مجلس الأمن، وتنشيط الجمعية العامة، والمبادرات الرئيسية مثل أجندة 2030 للتنمية المستدامة، والالتزام باتباع نهج تعاوني وشامل، يضمن سماع أصوات جميع الدول الأعضاء، ودعا إلى التضامن العالمي لمواجهة التحديات الأكثر إلحاحا في العالم.

Advertisements

أخبار متعلقة :