خطبة فضيلة الشيخ د محمد حسن المريخي بجامع الإمام 20 سبتمبر

الدوحة - سيف الحموري - أوضح فضيلة الشيخ د محمد حسن المريخي خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أنه ما نصح أحد في هذا الكون كنصح الله ورسوله لهذه الأمة، نصيحة محب ووصية مشفق حريص عليكم، "وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون"، أما وصية الله للأمة في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال الله تعالى لعباده المؤمنين "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عندتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم"، صلى الله عليه وسلم يوصيكم ويدعو ربه عليه الصلاة والسلام أن يسلمكم ويبكي شفقة عليكم لما يعلم من الله ما أعد الله لمن عصاه، وخالف أمره، ويرسل الله تعالى له الملك ليطمئنه "إنا سنرضيك في أمتك ولن ولن نسوؤك"، ويقف يوم القيامة على الصراط، ينادي ربه يا رب سلم سلم، واليوم عباد الله، نقف على وصية غالية من وصاياه صلى الله عليه وسلم وصية غالية تخصنا نحن أهل هذا الزمان، وصية المحب المشفق الذي لا ينطق عن الهوى، "إن هو إلا وحي يوحى"، يوصينا ونحن في آخر الزمان، حيث الفتن والمحن والمصائب والمشكلات والاختلافات والإفتراءات، وظهور الدعوات الظالمة لتبديل دين الله، والشريعة وترك السنة وهجر القرآن، والجرأة على الله ورسوله والدين وإهماله، والتقليل من شأنه ومقامه، وتبجح الرويبضة وظهور القدوات السيئة الفاسدة في هذه الأجواء القاتمة المغبرة، وهذه الغيوم السوداء، والأحوال المظلمة تأتي نصيحته صلى الله عليه وسلم دعوة لنا وسراجا منيرا لنتنبه ولا نيأس، ويدلنا على الطريق المستقيم لننجوا ونبلغ المنزل بإذن الله تعالى فائزين سالمين، "عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال "وعظنا رسول الله صل الله عليه وسلم يوما بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقال رجل يا رسول الله كأنها موعظة مودع، فماذا تعهد إلينا؟ فقال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي رأسه زبيبة فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه.
يوصي رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمة من تطول بهم الأعمار ويبلغوا آخر الأومان بأخذ الحيطة والحذر والاستعداد استعدادا خاصا ويحرّص في موعظته كأنه مودهم بالاجتماع على الدين والاعتصام به على هديه، ثم على هدي خلفائه الراشدين وهو دين الله تعالى الإسلام، ويبين لهم بأنهم مقبلون على أزمنة خطيرة شديدة مظلمة، فيها دعوات لهجر الدين والهدي الصحيح، ونبذ الأخلاق الكريمة، والاستقامة الشرعية، ومخالفات العقيدة، وأحوال شديدة مظلمة، ثم يصف صلى الله عليه وسلم الدواء والعلاج لهذه الأحوال بأنه ليس لها والله إلا هديه وسنته وسنة الخلفاء الراشدين تبددها وتحل عقدها، وتطفئ نارها، وتخمد خطرها.
وأضاف الخطيب: إنها أزمنة الكفر والإلحاد، والزندقة، والبدعة، والخراب، ومتابعة الشيطان، والسيئين من الناس، والفساق والضلال، فعليكم بسنتي أي عليكم بطريقي ومنهجي، وهديي الذي هداكم الله بها، ومنّ عليكم بنورها وإسلامها، تسلحوا بها واتخذوها سراجا لكم حسيا ومعنويا، لتدلكم على الدروب المستقيمة، وطرق النجاة والسلامة والعافية، اتبعوا سنتي، ثم سنة خلفائي أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، فإنهم على الهدي المستقيم، واحذروا وتجنبوا سنن من ضل وانحرف، واحذروا المحدثات التي تحدث وتخالف أصل الدين، فإنها ضلالات تنحرف بأتباعها وتبتعد بهم عن الهدي الصحيح.
وقال الشيخ د. محمد المريخي إن في الوصية المحمدية حث وتأكيد شديد على التمسك بسنته عليه الصلاة والسلام، ونهي عن الابتداع في دين الله، وتحذير شديد من ذلك، ولا غرابة فإن السنة وحي من الله تعالى، وهي المصدر الثاني للتشريع، قال الله تعالى عنه صلى الله عليه وسلم "وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى". وقال صلى الله عليه وسلم "ألا إني أوتيت الكتاب" وفي رواية القرآن "ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه" رواه أبو داوود، يعني السنة، فهي وحي ثان من الله تعالى، وهي كالقرآن في أحكامها وتشريعها، ففي السنة أحكام وتشريع ليست في القرآن كالنهي عن الجمع بين المرء بين المرأة وعمتها، وخالتها، ورجم الزان المحصن، وإرث الجدة، وكيفية الصلاة، والزكاة، والصيام والحج، وسائر المعاملات والعبادات، يقول صل الله عليه وسلم "صلوا كما رأيتموني أصلي"، وقال "لتأخذوا عني مناسككم"، والسنة عباد الله شارحة "من يطع الرسول فقد أطاع الله"، وقوله "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"، وحذر من مخالفة أمره والشرود عن سنته، فقال "فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم"، وجعل كمال الإسلام، تحكيمه صلى الله عليه وسلم والرجوع إليه وقبول حكمه قبولا واستسلاما، فقال سبحانه "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما". وجعل سبحانه الأمر بالرجوع إليه ضرورة فيما تتنازع فيه، "فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا"، وأجمعت الأمة على كفر من تعمد ترك السنة ورفضها ومحاربتها يخرج من الملة، يقول صلى الله عليه وسلم "من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله" رواه البخاري ومسلم، وقال عليه الصلاة والسلام "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قيل ومن يأبى يا رسول الله؟ قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى" والذي نفسي بيده لتدخلن الجنة كلكم إلا من أبى، أو شرد على الله شراد البعير قيل يا رسول الله ومن يأبى أن يدخل الجنة؟ قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني دخل النار". ولقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الإعراض عن سنته، أو الطعن فيها، ومحاولة إلغائها، والإكتفاء بالقرآن عنها، فقال صلى الله عليه وسلم لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه أمر مما أمرت به أو نهيت عنه، فيقول لا أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه"، وفي رواية، "وإنما ما حرم رسول الله كما حرم الله" رواه أحمد. وذكر الخطيب أن هؤلاء الذين يريدون إلغاء السنة قوما ألهتهم دنياهم وغرهم الشيطان، فخرجوا في دنيانا اليوم وبالأمس يركضون، يرفعون شعار التخلي عن السنة بحجة ضعيف الأحاديث الموجودة في بعض الكتب الحديثية، ووافق شهوة شيطانية في نفوسهم، فالعرجاء والنطيحة والمتردية وما أكل السبعة، كل يطعن في سنة رسول الله ويرفضها، ويمجها ويطعن فيها، وهو جاهل بأصغر حكم في شرع الله المطهر، ويفهمون السنة على أنها مستحبة كلها، وهذه بلوى أوقعهم الشيطان فيها فهم يحاربون رسول الله صل الله عليه وسلم.
فإن الإعراض عني خراب دنياكم وخسارة أخرىكم، "كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرى من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزراء خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملا".
 
فقد جئتكم بها بيضاء نقية، تسلحوا بها، فإنها تقيكم الفتن، وتخلصكم من المحن وتنجيكم، وتبلغكم العافية والسلامة، سنة عفو وعافية،ومعافاة في الدين والدنيا والآخرة، سنة ظلال ظليل وارف عليل لا تسمع لمن يعارضها ويهون من شأنها ويصادمها ويسخر منها، "إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمل القلوب التي بالصدور" عليكم بسنتي، فإنها تقيكم مصارع السوء حسيا ومعنويا، عليكم بسنتي فإنها الستر والرحمة والعافية والنصر، عليكم بسنتي فإنها خير الدواء وخير الشفاء وخير العلاج تقيكم أمراض أزمنتكم هذه، إنها الحصن الحصين والركن الشديد والصراط المستقيم. "وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم"، يقول الله له سبحانه "وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور"، "فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم"، عليكم بسنتي فإنها تجنبكم صراط المغضوب عليهم والضالين، عليكم بسنتي فإنها سبب رزقكم وفضل ربكم، عليكم بسنتي فإني رؤوف رحيم بكم أخاف أن تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها فتهلككم، عليكم بسنة فإني أراكم بخير وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط، عليكم بسنتي فستكون فتن كقطع الليل المظلم فأنا آخذ بحجزكم هلم عن النار وأنتم تفلتون من يدي تقحمون فيها، بادروا بالأعمال سبعا سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم ما لم تسمعوا أنتم ولا آبائكم فإياكم وإياهم، عليكم بسنتي فسيخرج في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين، يلبسون لكم جلود الضأن من اللين ألسنتهم أحلى من العسل و قلوبهم قلوب الذئاب، بالله يغترون وعليه يجترؤون، عليكم بسنة فسوف يحاول أقواما تبديل تبديل الشريعة وأحكامها من أجل شهواتهم، يسمونها ثقافة وحرية ورأيا وفكرا يعارضون الشرع بآرائهم وخرافاتهم، وإفرازات عقولهم "تالله لتسألن عما كنتم تفترون على الله".

Advertisements

أخبار متعلقة :