«الأوقاف» تناقش أثر التكامل المعرفي في تشكيل العقل المسلم

الدوحة - سيف الحموري - نظمت إدارة البحوث والدراسات الإسلامية، بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مساء الثلاثاء، ندوتها الأولى في إطار مشروعها الثقافي الجديد: ندوة «التكامل المعرفي.. سبيل النهوض الحضاري»، للتباحث والتفاكر حول الكيفيات والوسائل التي تجعل من «التكامل المعرفي» سبيلاً للنهوض الحضاري للأمة. حملت الندوة عنوان «أثر التكامل المعرفي في تشكيل العقل المسلم» بالتعاون مع مركز ابن خلدون للعلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة قطر.

Advertisements

تناولت الندوة أنموذجين متميزين لشخصيات مختارة تجمع بين الأصالة والمعاصرة، الأول وهو الإمام أبو حامد الغزالي الذي يجسد العقل المسلم الأصيل في قمة إبداعه وعطائه، والثاني المفكر مالك بن نبي الذي يجسد العقل المسلم المعاصر في أرقي حالات فاعليته وإنتاجه.
حضر الندوة، التي أقيمت بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب، السيد خالد بن شاهين الغانم الوكيل المساعد للشؤون الإسلامية، والشيخ الدكتور أحمد بن محمد بن غانم آل ثاني مدير إدارة البحوث والدراسات الإسلامية بوزارة الأوقاف، ود. نايف بن نهار الشمري، مدير مركز ابن خلدون للعلوم الاجتماعية والإنسانية في جامعة قطر، وأساتذة ممثلون لوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، وجامعة قطر، وجامعة حمد بن خليفة، ومركز الدوحة لحوار الأديان، وكلية المجتمع ومركز الاستشارات العائلية، ومدير إدارة الشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف وعدد من رؤساء الأقسام بالوزارة، وجانب كبير من الجمهور من طلبة العلم والمهتمين بالشأن الثقافي والفكري في دولة قطر.
في بداية الندوة ثمن الدكتور نايف بن نهار الشمري، مدير مركز ابن خلدون للعلوم الاجتماعية والإنسانية في جامعة قطر، جهود وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
وأكد أهمية التعاون بالمؤسسات العامة، سواء كانت المؤسسات الحكومية أو المؤسسات التعليمية باختلاف فروعها، لافتاً إلى أن اهتمام الوزارة واندماجها مع القضايا المعرفية المختلفة، انعكس إيجابيا على إعادة تشكيل صورتها الذهنية لدى المجتمع، وبالخارج. وأوضح أن هذا التركيز لربط القرآن خصوصا، والعلوم الإسلامية عموما مع المعرفة الإنسانية، هو الذي سيشق طريقا لصناعة نمط تفكير مختلف ومتجدد في التعامل مع الواقع المعاصر، وأن تتلاشى العزلة التي تمت بين العلوم الشرعية والعلوم الاجتماعية طوال القرون الماضية.
وأضاف أن هذا الانفصال سينتهي، وأن يعيد العقل الإسلامي ترتيب أمره، وأن يشتبك الشرعيون مع العلوم باختلاف فروعها، وأن يتفاعل أصحاب العلوم الاجتماعية والإنسانية مع العلوم الشرعية.
وأشار الدكتور نايف إلى أنه لا يمكن اليوم لأي شخص أن يتصدى وأن يسعى لمقاربة المطبوعات الواقعية إذا لم يكن متعدد الاهتمامات والتخصصات والارتباط.، وليس هذا معناه أن يكون الإنسان عالما في مختلف المجالات، فهذا الأمر يندر حصوله ولا يكاد يتحقق.  وأكد أن الكثير من القضايا الهامة تحتاج إلى جهود العلوم الشرعية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها من العلوم لبلورة حقيقية لها، وإيجاد أفضل الصور والحلول في إطار تكاملي بين العلوم.
وأضاف: اننا نرى آيات القرآن الكريم تتناول الحديث في كل المجالات، تتحدث عن القضايا العلمية والنفسية، كما تتحدث عن القضايا الاجتماعية، لافتا إلي أن القرآن مليء بقضايا معرفية وبقضايا اجتماعية وبقضايا سياسية وبقضايا اقتصادية وبقضايا إدارية وغيرها.وثمن د. نايف إقامة الندوة بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، مشيرا إلى أنه يعمل في حقل التعليم بالجامعة منذ نحو عشرين عاما ولأول مرة يشارك في انعقاد ندوة علمية من أساتذة جامعة قطر في أحد بيوت الله.
وتحدث في الندوة الدكتور بدران بن الحسن الاستاذ المشارك والباحث بمركز ابن خلدون للعلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة قطر، الذي تناول التكامل المعرفي عن المفكر مالك بن نبي، ود. بلال شيبوب عضو هيئة التدريس بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، الذي استعرض «التكامل المعرفي مدخلاً لتشكيل العقل المسلم الإمام أبو حامد الغزالي نموذجاً.

أخبار متعلقة :