قطر.. دوحة وارفة الظلال للثقافة الخضراء

الدوحة - سيف الحموري - برنامج لكل ربيع زهرة يؤصل القيم البيئية لدى الأجيال الجديدة
برنامج لكل ربيع زهرة الذي أطلق عام 1999 وتم دمجه رسميا ضمن برامج حديقة القرآن النباتية عام 2016، يهدف إلى تأصيل القيم البيئية لدى الأجيال الحاضرة والمقبلة، تقديرا لنعم الله سبحانه وتعالى، وصولا لتحقيق بيئة مستدامة.
وأوضح الدكتور سيف علي الحجري رئيس برنامج "لكل ربيع زهرة" أن رسالة البرنامج هي اكتشاف جماليات الوطن، من بيئة طبيعية ساحرة، وبيئة مشيدة مبهرة، فالبرنامج يعمل على تعزيز السلوك الإيجابي تجاه البيئة الطبيعية لدى النشء، وزيادة وعي المجتمع بأهمية الحفاظ على البيئة من التدهور والتصحر، بالإضافة إلى تنمية القدرات الابتكارية والإبداعية في مجالات التنمية المستدامة، وتشجيع الأنشطة الصناعية والاقتصادية على تبني مفهوم الصناعة الخضراء.
وقال إن هذا البرنامج تمكن خلال مسيرته من تغيير سلوك النشء، وتعريفهم ببيئتهم ومكوناتها الطبيعية، حيث انبثقت عنه جملة من المبادرات البيئية التي جاءت لمواكبة وتقديم الحلول للعديد من المشكلات البيئية، ومنها مبادرة شجرة بلادي التي من أهدافها زيادة المسطح الأخضر لدولة قطر، ودعم التنوع الحيوي، وزيادة وعي المجتمع بأهمية الغطاء النباتي في الحفاظ على البيئة، وإضافة مظاهر البهجة على البيئة القطرية، والجمال على مدنها وشوارعها، والإسهام في علاج الاحتباس الحراري، والتغيرات المناخية، والتعريف بالفوائد الاقتصادية والطبية للنباتات، والحث على حسن استغلالها، وإدخال وتوطين أنواع من الأشجار ذات القابلية للتكيف مع بيئتنا المحلية.
وأضاف أنه عبر مسيرة البرنامج التي تجاوزت 25 عاما، ظل البرنامج وسيبقى دليلا على نبل توجهات دولة قطر وحرصها على تعزيز الثقافة الخضراء في المجتمع، حيث تجسد ذلك بمواكبة برنامج لكل ربيع زهرة والمبادرات والفعاليات والملتقيات ذات الصلة، للمعرض الدولي للبستنة "إكسبو 2023 الدوحة"، والذي اختتم في شهر مارس الماضي.
وحول دور هذا البرنامج في تعزيز الثقافة بالنباتات قال الدكتور الحجري: يواصل برنامج لكل ربيع زهرة حشد كل الجهود لتعزيز منظومة القيم التي تمكن من تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لافتا إلى أهمية دور الأفراد المنتسبين للمؤسسات الحكومية والأهلية والخاصة، والارتقاء بالمفاهيم الشائعة والاستفادة من كل الجهود لتصب مجتمعة لصالح الحياة والمستقبل.
وأوضح أنه كان لابد من بناء برامج والقيام بأنشطة قوية قادرة على ترجمة تلك الأهداف إلى سلوك، وضمان تجسيد الأماني الطيبة، في صورة نتائج على أرض الواقع، لاسيما تلك المبادئ ذات العلاقة بقضايا البيئة.

Advertisements

جهود المجتمع المدني حاضرة في تعزيز الثقافة الخضراء
إلى جانب جهود القطاع الحكومي، تعتبر جهود المجتمع المدني واضحة وجلية في تعزيز الثقافة الخضراء، حيث يتمتع عدد من المؤسسات الخاصة بشهرة واسعة في نشر الوعي البيئي، ومن ذلك مركز أصدقاء البيئة الذي تأسس عام 1992، وهو يتبع وزارة الرياضة والشباب.
وتقوم فلسفة المركز على تعميق الوعي البيئي بين أفراد المجتمع القطري، وتنمية المعارف والمهارات والسلوك البيئي القويم وغرس الشعور بالمسؤولية الملقاة على عاتق كل فرد في جميع مواقع العمل، وتعميق الإحساس بأهمية البيئة في عجلة التنمية، فضلا على إبراز جهود الدولة في المحافظة على البيئة، والتعريف بنشاطات الأجهزة العامة والخاصة ذات الصلة المباشرة بالبيئة والعمل على تكوين جماعات أصدقاء البيئة في الأندية والمدارس والجامعات والهيئات العامة والخاصة، وتشجيع المؤسسات الخاصة على التبرع لتنفيذ مشروعات بيئية للمحافظة على مكونات البيئة، وإجراء البحوث العلمية المتعلقة بأمور البيئة ونشر المتميز منها، وإنشاء قاعدة معلومات بيئية لطلاب المدارس كل عام بهدف نشر الوعي البيئي.
ومن المبادرات المجتمعية الرائدة أيضا: /طبيعة قطر ـ Qatar e-Nature/.. وهي موقع إلكتروني، وتطبيق تفاعلي للهواتف الذكية، هو الأول من نوعه، يلقي الضوء على التنوع الغني للبيئة في قطر، بهدف دعم أهداف رؤية قطر الوطنية 2030 في تعزيز التنمية المستدامة من خلال المساهمة في رفع الوعي البيئي في المجتمع.
ويحتوي التطبيق والموقع الإلكتروني على معلومات تفصيلية وموثقة عن الطيور وأصواتها، والنباتات، والحشرات، والثدييات، والزواحف، والحياة البحرية، والمحميات الطبيعية الموجودة في قطر.
كما يعد مجلس قطر للمباني الخضراء، عضو مؤسسة قطر، منظمة غير ربحية قائمة على العضوية، ويعمل على تشجيع التعاون وتحقيق الريادة في تطبيق الممارسات المستدامة بيئيا فيما يتعلق بتصميم وتطوير الأبنية الخضراء في دولة قطر.
ويهدف المجلس الذي تأسس عام 2009م، إلى دعم الصحة والاستدامة الشاملة للبيئة والأفراد والأمن الاقتصادي على مدى الأجيال القادمة.
ومن خلال المجلس، انضمت قطر إلى شبكة مكونة من 80 دولة مختلفة يوجد لديها مجالس وطنية نشطة للأبنية الخضراء تحت مظلة المجلس العالمي للأبنية الخضراء.
ومن أجل زيادة الوعي والمعرفة بممارسات الأبنية الخضراء، يقوم المجلس ببناء قدرات المتخصصين في هذا القطاع من خلال التطوير المهني المستمر والبحوث.
وتقوم مشاريع مجلس قطر للمباني الخضراء على ثلاث ركائز رئيسية وهي: تطوير الخبرة الفنية، والبحوث والابتكار، ثم التعليم والتدريب في مجال الاستدامة.
كما أسس مجموعة من النشطاء البيئيين رابطة الشبهانة في مارس 2016، بهدف نشر الوعي لدى المجتمع بضرورة الحفاظ على بيئته.
ويرجع اسم /الشبهانة/ إلى شجرة باتت نادرة في قطر، مما يدق ناقوس الخطر بضرورة الحفاظ على ما تبقى من الذاكرة البيئية في البلاد، وتهدف الرابطة إلى إنقاذ كل النباتات البرية، من خلال استنباتها في محمية الفقع، التي تقع في منطقة "مسرة خطاف" بالشمال، وتأسست في 1997، وتعمل على رعايتها وإنمائها، وتحفيز الأسر والصغار على رعايتها في البراري، وإنباتها في شتلات برية.

أخبار متعلقة :