الأوساط التربوية تستعد لبدء العام الدراسي الجديد.. خبراء يؤكدون أهمية الدعم المعنوي والنفسي للطلاب

الدوحة - سيف الحموري - مع اقتراب بداية العام الدراسي الجديد "2024- 2025"، يتصاعد الحماس في الأوساط التربوية، حيث يترقب الطلاب وأولياء الأمور وأعضاء الهيئة التدريسية بفارغ الصبر العودة إلى المدارس، وذلك بعد عطلة صيفية مفعمة بالنشاطات العائلية، لبدء مرحلة دراسية جديدة زاخرة بالإنجازات العلمية والأكاديمية استعدادا لبداية موفقة لعام دراسي يضم في جعبته الكثير من الفرص والإنجازات.

Advertisements

ويبدأ يوم الأحد المقبل الأول من سبتمبر 2024 العام الدراسي، بعد حملة استعدادات كبيرة من قبل العديد من الطلاب وأولياء أمورهم، وذلك من خلال إعداد الخطط والبرامج التربوية، لتحقيق الإنجازات وجني الثمار التعليمية التي تسهم بتطور الطالب على الصعيدين العلمي والشخصي.

وفي إطار استعدادات الطلاب وأولياء أمورهم، شدد العديد من أعضاء الهيئة التدريسية على أهمية اتباع الأساليب التعليمية الجديدة، التي تتماهى وتنسجم مع المنظومة التعليمية الحديثة والتي تواكب التطور أولا بأول، إلى جانب معالجة الشوائب والثغرات التي مر فيها الطالب في إبان العام الدراسي الماضي، لتحقيق التقدم العلمي في غضون العام الجديد الذي يعد فرصة حقيقية لتبني نهجا واعدا بالتطور والإبداع.

وبهذا السياق، أكد خبراء في المجال التربوي وصحة الطفل على أهمية تقديم الدعم الكامل للطلاب خلال العام الدراسي الجديد من ناحية الصحة البدنية والنفسية والابتعاد عن الممارسات التي تؤدي للإجهاد البدني والنفسي، مع توفير البيئة المناسبة البعيدة عن الضغوطات النفسية، إلى جانب الخطط التعليمية التي تسهم بتنظيم وقتهم في الدراسة والمشاركة بالأنشطة التربوية بالتزامن مع ممارسة الأعمال الترفيهية التي يحتاجونها بين الفينة والأخرى، حتى لا يشعرون بالملل أو التقاعس باستمرارية تأدية الواجبات الدراسية والأعمال المكلفين فيها من قبل أعضاء الهيئة التدريسية.

وأبرزوا أهمية وعي أولياء الأمور من خلال تشجيع أبناءهم ورسم الخطوات الإيجابية لتحقيق ذاتهم، ومراقبة مستواهم وتحصيلهم العلمي دون اللجوء إلى أساليب الترهيب التي تزعزع ثقتهم بنفسهم وتترك تداعيات لا تحمد عقباها، منوهين بضرورة تشجيع أولياء الأمور أبناءهم الطلبة من خلال تقديم الدعم الكامل لهم لرفع معنوياتهم التي من شأنها تسهم بتعزيز جوانب القوة وتعالج نقاط الضعف عند حدوثها.

وفي هذا الإطار، طالب الدكتور محمد العامري رئيس قسم الأطفال بمؤسسة حمد الطبية مدير طوارئ الأطفال، أولياء الأمور إلى المتابعة الدورية والمستمرة والاطلاع على مستوى أبناءهم أولا بأول، وعدم اتباع الأساليب التي تسبب الضغط النفسي لهم وخصوصا طلبة الثانوية العامة، مشددا على ضرورة توفير سبل الراحة والدعم الكامل للطالب وتشجيعه ومنحه الأمل في التفوق دون اللجوء لأسلوب التهريب والتخويف.

وأوضح العامري في تصريحات خاصة لـ/قنا/، أن عملية الاستعداد والتخطيط لأي عمل تعد أولى خطوات النجاح، وخاصة أن قطاع التعليم مبني على خطط محددة للطلاب، داعيا الطلبة إلى تنظيم وقتهم وتوزيعه ضمن خطة محكمة بين مراجعة الدروس وأوقات الراحة التي يحتاجونها، مع أهمية متابعة الأسرة لهذه الخطة وطريقة تنفيذها، تمهيدا لمجابهة جميع العقبات والمعيقات التي تواجه الطالب، سواء أكانت من خلال الدعم النفسي أو العملي على مدار العام، فضلا عن أهمية التواصل مع المدرسة بشكل مستمر.

ولفت إلى أن أفضل الطرق التربوية تأتي بالمتابعة والتخطيط، وتوفير الجو الأسري السليم للطالب والاستماع له وحل جميع المشاكل التي يواجها أولا بأول، وتقديم الدعم النفسي والتشجيع المستمر له بدون ترهيب أو تخويف، إلى جانب المتابعة المستمرة لطلاب المدرسة والاستماع لما يقوله المدرسون عن الطالب، لمعرفة نقاط القوة وتحفيزها، ونقاط الضعف لمجابهتها بالتعاون مع الطاقم التدريسي.

ومن جانب آخر، أكد الدكتور أحمد جاسم الساعي، الخبير في المجال التربوي وعضو هيئة التدريس في جامعة قطر، أن الاستعداد لاستقبال العام الدراسي الجديد يلعب دورا كبيرا في التهيئة النفسية والعقلية للطلبة، مما يدفعهم للإقدام على الحضور والمشاركة الصفية والاجتماعية في فعاليات المدرسة، وخاصة إذا نظمت المدرسة مبادرة استقبال للطلبة، تتضمن أنشطة تعريفية وفعاليات اجتماعية للعام الدراسي ككل من خلال جدول معد مسبقا.

وأوضح الساعي في تصريحات مماثلة لـ/قنا/، أن أهمية الاستعداد للعام الدراسي تأتي في زيادة رغبة الطلبة في مشاركة زملائهم وأصدقائهم الطلبة الآخرين فرحة العودة إلى المدرسة ونشوة النجاح والانتقال من مستوى إلى آخر، ومن مرحلة إلى أخرى، ولا شك أن ذلك يأتي بدعم وتهيئة نفسية وتشجيع وتحفيز من قبل أولياء الأمور أيضا، لافتا إلى أن الطالب في بداية السنة الدراسية ينبغي أن يكون محفزا ومشجعا من ولي الأمر لذلك اليوم، وما يعقبه من أيام العام الدراسي ككل.

وأما بالنسبة للرسائل والنصائح التربوية الموجه للطلبة وأولياء الأمور، قدم الخبير في المجال التربوي وعضو هيئة التدريس في جامعة قطر، مجموعة من النصائح التربوية التي يمكن أن تسهم في استعداد الطالب للمدرسة والاجتهاد في دراسته منها ما هو صحي، ومنها ما هو دراسي أو أكاديمي، ولعل أهم هذه النصائح: النوم المبكر، والعمل بجد مع الدروس والواجبات المدرسية والدراسة أولا بأول وعدم تأجيل عمل اليوم إلى الغد، والانتباه لما يقدمه المعلم من معلومات، وأداء الواجبات المنزلية، وعدم التأخر عن الحصص الدراسية.

كما شدد على أهمية دور أولياء الأمور من خلال الاهتمام بأبنائهم الطلبة وتنظيم أوقاتهم وتشجيعهم على الدراسة، ومساعدتهم على ذلك كلما استدعى الأمر.

ونوه الساعي بضرورة الدراسة اليومية أولا بأول ليسهل على الطالب فهمها وتذكرها ما دامت حاضرة في الأذهان، وحتى لو تشتت بعض الشيء منها، فالطالب قادر على إعادة بلورتها بمجرد مراجعتها في البيت، مما يضمن سهولة تسلسل أحداثها وفهمها، وبقائها لفترات طويلة طوال العام الدراسي.

وفي سياق ذي صلة، دعت الدكتورة موزة المالكي الخبيرة في المجال التربوي والإرشاد النفسي، أولياء الأمور إلى وضع خطوات واضحة لأبنائهم الطلاب منذ بداية العام الجديد، والالتزام بها والحرص على إتمامها على أكمل وجه، لكي يضمن الوالدان سير السنة الدراسية بالشكل المطلوب، مشددة على أهمية عدم الضغط على الطلاب، لكي لا يشعروا بالقلق والتوتر من العودة إلى المدرسة، فضلا عن ضرورة تشجيعهم المستمر ليستعيدوا شغفهم نحو المدرسة والدراسة، بهدف نقلهم من نمطية الهدوء التي كانت تسود فترة الإجازة إلى حيوية النشاط والعمل والمسؤولية مع بداية الدراسة.

وأوضحت المالكي في تصريحات لـ/قنا/، أن الخطة التي يتطلب وضعها للعام الدراسي الجديد يجب أن تشمل تفاصيل الدراسة والمتابعة وتقسيم الوقت، لكي تكون هذه الخطة مرنة وقابلة للتغيير لمواجهة أي تطورات أو تقصير قد يحدث في أيام الدراسة، وخاصة أن هذه الخطوة ستقودهم لتحقيق أهدافهم وطموحاتهم.

وقالت: إن الأهل ينبغي عليهم مساعدة الطالب وتشجيعه على التطوير والتحصيل والاستفادة، ونصحه وإرشاده أولا بأول، مع عدم إغفال المراقبة المنضبطة لنشاط الأبناء ومراقبة علاقاتهم مع الآخرين، منوهة بضرورة التواصل المستمر مع إدارة المدرسة للحصول على تقارير فورية عن سير أبنائهم وتعديل سلوك الأبناء عند الحاجة لذلك، بالأساليب التربوية الناجحة وبالتعاون مع المدرسين وإدارة المدرسة التي تكفل لهم تعديلها وتطويرها بما يحقق النجاح والتميز في نهاية العام الدراسي.

كما شددت المالكي على أهمية ممارسة الطلاب للرياضة بانتظام كي تساعدهم على تجنب الشعور بالتعب والإرهاق وتنمية القدرات العقلية، وزيادة التركيز والطاقة الإيجابية والتخلص من نسبة عالية من الطاقة السلبية.

وأكدت على أهمية الدوام المنتظم وعدم التهاون أو الغياب عن الحصص المدرسية، والتي تؤدي لعدم الاستفادة المثلى من التعليم وتطوير القدرات.

وأوضحت أن هناك ضرورة بتهيئة الطالب قبيل الدخول إلى الصفوف التعليمية من خلال تحديد الأهداف والطموحات، وتشجيعه على أن يكون ناجحا في المستقبل، لأن المدرسة هي الطريق للوصول إلى مبتغاه، مبينة أن التعليم يعد الوسيلة الوحيدة لتحقيق جميع طموحات الحياة.

وقالت الدكتورة موزة المالكي الخبيرة في المجال التربوي والإرشاد النفسي في ختام تصريحاتها لوكالة الأنباء القطرية /قنا/: إن تهيئة الطلاب نفسيا يعتبر أمرا بغاية الأهمية لكي يشعروا بأنهم مستعدون للترحيب بالعام الدراسي الجديد بفرح وشوق، مضيفة أن التهيئة النفسية تعتبر من أهم عوامل النجاح حيث يبدأ الطلاب بتجهيز أنفسهم معنويا للاستفادة من العام الدراسي واستغلال جميع أوقاتهم بتحسين وتطوير الذات والاستفادة من المواد العلمية والعملية المتاحة لهم.

أخبار متعلقة :