التنمر في حياة أبنائنا

الدوحة - سيف الحموري - د. العربي عطاء الله

Advertisements

التنمر.. الاستقواء.. الاستئساد.. كلمات تدور حول معنى واحد هو سيطرة فرد أو مجموعة على فرد آخر بهدف ممارسة السلطة والسيادة عليه وقد يتضمن ذلك إيذاء لفظيا أو جسديا كالإساءة الجنسية والتمييز العرقي والديني بهدف العزل عن المجتمع.
وأصبح التنمر اليوم مشكلة شائعة وخطيرة في المدارس وتؤكد الأبحاث مدى الآثار السلبية التي تبقى في ذاكرة الطفل وتؤثر في صحته النفسية على المدى البعيد نتيجة تعرضه للتنمر، وتشير الأرقام إلى تعرض نصف الأطفال في مرحلة ما من حياتهم المدرسية للتنمر وغالباً ما يخفي الأطفال عن الأهل معاناتهم بسبب شعورهم بالخجل فهم لا يريدون أن يوصفوا بالضعف.

 والتنمر.. أو هذه الظاهرة «الخفية» لا يحمل معاناتها إلا الطلاب أو الطالبات الذين وقعوا ضحية لهذا العنف أو هذا الاستقواء الطلابي. وهي معاناة صعبة وقد تؤدي في بعض الحالات إلى نتائج خطيرة سواء على المستوى التعليمي للطالب أو الطالبة أو على المستوى النفسي ويظل هذا الأثر في بعض الحالات ملازماً للضحية طيلة حياته. وقد يكون هذا عاملاً كبيراً في التأثير السلبي في شخصية الطالب أو الطالبة وفي سيرته العلمية والعملية والأسرية والاجتماعية لطالب ما تعرض لهذه المشكلة.
هذه المشكلة أو هذه القضية تنمو وتستمر بخفية تامة في ظل إهمال من الوالدين وإهمال من المدرسة ومن المشرفين الاجتماعيين الذين غاب دورهم كلياً في هذا الشأن وهذا الغياب له مبررات أخرى أهمها قلة خبرة ودراية بعض المشرفين الاجتماعيين بخفايا هذه القضية في المدارس ولأنها ظاهرة تمارس بحذر شديد بعيداً عن أعين هؤلاء المشرفين والمشرفات وهي ممارسة قد تمد إلى خارج أسوار المدرسة.   وهنا يقع على المربين المسؤولية تجاه أبنائهم من خلال:
1. التعاون بين البيت والمدرسة: على المدرسة التعاون مع أهالي الأطفال لحل المشكلة، سواء أهل الطفل الضحية أو أهل الأطفال الآخرين، وبخاصة إذا كان هناك قائد للمجموعة.
2. التمثيل الدرامي: تصوّر الموقف ومثّله مع أطفالك، وساعد الطفل الضحية على إيجاد طرق للتصدي لهذا الموقف، اجعلهم يعكسون مشاعر الطفل الضحية.
3. ساعد طفلك على اكتساب بعض الطرق والمهارات التي تمكنه من الاندماج في المجموعة من سن الروضة، فالتنمر في سن الروضة لا يعتمد طرقا معقدة، وإنما يكون قائما على مفهوم «نحن لا نحب هذا الطفل أو لا نريد أن نلعب معه».
4. العمل ضمن مجموعات: يمكن أن يقسم المعلم الأطفال إلى مجموعات، ليعملوا معا، دون أن يترك لهم حرية اختيار الرفاق، على أن يختار طريقة لا تشعرهم بأنه ينوي التفريق بينهم، فيمكن أن يعطي كل طفل رقما (4،3،2،1) ثم يقول مجموعة (1) معاً ومجموعة (2) معاً.
5. الاستماع: الاستماع والتحدث مع الطفل سواء الضحية أو المعتدي يجعلك تتعرف المشكلة قبل أن تظهر، ويساعدك على وضع الحلول والتعاون مع الأهل، كما أن استماع الوالدين وتحدثهما مع أطفالهما يساعدهما على تعرف المشكلة منذ بدايتها.
6. اكتب المشكلة: عندما يخبرك طفلك بأنه تعرض للتنمر، اطلب منه أن يكتب كل ما يقوله، ويدون ما يحدث معه، وإذا كان الطفل لا يستطيع الكتابة، يمكن أن تكتب أنت مشكلته وتقوم بزيارة المدرسة، داعما موقفك بالورق، سيكون لهذا أثر أكبر بشأن تعاون المدرسة معك.
7. ناقش طفلك: إذا سمعت ابنك بالمصادفة يتآمر مع زملائه على طفل آخر، عليك أن تشرح له مشاعر هذا الطفل ونتائج العمل الذي يقومون به، ووضح له أن هذا السلوك غير لائق، وسوف يؤذي مشاعر الطفل الآخر.
8. الجلوس في الحلقة: وقت الحلقة ضروري ليأخذ كل طفل دوره دون أن يكون على حساب طفل آخر، ويمكن أن يجلس الأطفال في حلقة مع المرشد ويناقشهم في موضوع الصداقة، لوضع إستراتيجية للتعامل معا.

❚ التفكير الإيجابي

- اعلم أن العقل هو الذي يجعلك سليما أو مريضا أو تعيسا أو سعيدا أو غنيا أو فقيرا فتعلم السيطرة على عقلك من خلال أفكارك.
- اعلم أنه من لم يفشل لم ينجح.
- اعلم أن ثقة الناس بك من خلال ثقتك بنفسك.
- التركيز على النجاح يساعد على حدوثه.
- إذا كان مصعد النجاح معطلا فاستخدم السلم درجة درجة.
- إن سلوكك الخارجي يعكس ما بداخلك سلبيا أو إيجابيا.
- العقل مثل العضلة كلما مرنته زادت قوته.
- ليس هناك فشل وإنما هناك نتائج فقط.
- آمن بمبدأ «أنا يستحيل عليَّ الفشل».

❚ همسات

- استفيدوا من الجلسات العائلية في توجيه أولادكم وتلقينهم مبادئ الأخلاق الإسلامية والآداب الاجتماعية.
- تابعوا أولادكم باستمرار وراقبوا سلوكهم وأفعالهم خفية عنهم، فإن ذلك عون كبير لكم على معرفة ما ينطوون عليه، ومن ثم توجيههم بطريقة صحيحة.
- كل طفل لابد أن تكون فيه صفات طيبة وما علينا إلا أن نبحث عن هذه الصفات ونثني عليها في كل مناسبة، ونشجعهم بالمحافظة على هذه الصفات.
- اهتموا بميول أولادكم ونموا مواهبهم وتلمسوا لديهم مواطن الإبداع وطوروها.
- أُدخلوا إلى عالم أولادكم وعيشوا معهم في الجو الذي يعيشون وخاطبوهم باللغة التي يفهمون ويألفون.
- إن التفرقة بين الأولاد أكبر خطأ يرتكبه الآباء بحق الأولاد، وهو عمل يؤدي إلى التباغض وتبادل مشاعر الكراهية بين الإخوة.

أخبار متعلقة :