الشباب ومرحلة المراهقة

الدوحة - سيف الحموري - د. العربي عطاء الله

Advertisements

إن الشباب هم كنوز غنية للمجتمع، ومن الخطأ أن نكتفي بعد ثروات بلد دون أن نضع طاقات الشباب في الحسبان، إذ ثمة بلدان كثيرة تمتلك ذخائر وثروات وخيرات كثيرة، لكنها تفتقد القوى الفاعلة التي تستثمرها، أي قدرة الشباب، كما أن بلادا تخلو من الذخائر والثروات والمنابع الطبيعية لكنها تستطيع أن تسير أمورها وترفع عنها النواقص والاحتياجات اللازمة التي تواجهها من برمجة القدرات الشبابية واستثمارها بالشكل الصحيح.
وتعد مرحلة البلوغ والثبات فرصة ذهبية كبيرة لا تتحقق للإنسان إلا مرة واحدة، كما أنها من أهم النعم الإلهية التي يمكن للإنسان أن يحقق سعادته من خلال استثمارها بالنحو المطلوب، فهي لا تتكرر قط، ولذا يتحسر عليها المسنون، ويتحسرون على مزاياها من قوة وجمال وحب وأمل، وتتجلى أهميتها عند فقدانها أكثر وأكثر.
والمراهق بحاجة ماسة إلى إدراك أهميته ومنزلته سواء في العائلة أو المدرسة أو المجتمع، وأن يولي الآخرون له الاحترام والتقدير شريطة ألا يسبب له ذلك الكبر والغرور، فهو في بحث دائم لمعرفة ذاته، وترسيخ موقعه ومكانته بين الآخرين، ويسعى ويعمل للحفاظ على عزة نفسه وكرامته واستقلاله عن الآخرين.
ويسعى أيضا لاستلام مسؤولية يتولاها بنفسه، إلا أن عدم امتلاكه للتجارب الكافية واللازمة، وتارة بسبب الاضطراب والكآبة، نلاحظه يتهرب من المسؤولية التي يلقيها المربي على عاتقه، فهو يهيئ نفسه لبناء حياة مستقلة، ولذا يحاول أن يبحث عن المهن التي تساعده في بناء مرحلة جديدة من حياته، كما أنه يأمل أن يكون عنصرا فعالا ومفيدا ومثمرا في المجتمع، ويتمنى أيضا أن يتحلى بالآمال والإرادة السليمة، لكنه يجهل الطريقة اللازمة لتحقيق هذه الآمال.
ولهذا من الضروري وجود المربي الناجح، المربي الذي يقود المراهق إلى بر الأمان، ويحاول أن يحقق للمراهق آماله وأهدافه، آخذا بعين الاعتبار سلوكه وتصرفاته وعاداته، وذلك من أجل رسم الطريق المناسب للمراهق، وتشخيص المهنة التي تناسبه.
إن أغلب الشباب المنحرفين هم ضحايا لعدم وجود مربين ناجحين يهتمون بهم، ويرشدونهم إلى الطريق السليم، حيث كانوا غارقين في غمرة الآمال والأحلام الغامضة، ومن هنا يجب إطلاعهم على المعايير الاجتماعية والأخلاقية والقانونية، وتحفيزهم على ترك حالة الغرور والإعجاب بالذات، والاستعداد لتربية وإنماء الذات والتحلي بالصفات الحسنة، وكسب الصفاء المعنوي، وتقوية الصلة بالله تعالى، وإيجاد صداقات سليمة، وتهيئتهم ليكونوا عناصر مؤثرة وناشطة في المجتمع.

❚ التفكير الإيجابي

- الجيوب الفارغة لم تمنع أحداً من إدراك النجاح، بل العقول الفارغة والقلوب الخاوية هي التي تفعل ذلك.
- النجاح يكون من نصيب من تحلوا بالشجاعة ليفعلوا شيئا، لكنه نادرا ما يكون من نصيب الخائفين من العواقب.
- لدى كثير من الناس أفكار رائعة، لكن القليل منهم من يقرر أن ينفذ أفكاره هذه.
- الناجح شخص يفعل لا يؤجل.
- النجاح ليس له نهاية، والفشل ليس أبديا.
- ليست هناك حدود للعقل يقف عندها سوى تلك التي أقنعتنا بوجودها.

❚ همسات

- أن يسود الأسرة روح التعاون والود والتسامح والاستقرار والهدوء النفسي.
- مساعدة الطفل على الأخذ والعطاء حتى يكف عن أساليبه الطفولية الأولى التي تتميز بالغضب والعناد.
- شغل أوقات فراغ الطفل وتشجيعه على الاختلاط بالأقران لاستنفاد الطاقة الزائدة.
- مساعدة الأطفال على حل مشاكلهم بأنفسهم واستخدام التوجيه والنصح الهادئ دون تحيز لطفل.
- ألاّ يكون الآباء سبب عناد الطفل بالحزم المبالغ فيه وإرغامهم على الطاعة العمياء أو ثورتهم في المنزل لأتفه الأسباب.

أخبار متعلقة :