خطبة فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة بجامع الإمام 9 أغسطس 2024

الدوحة - سيف الحموري - أوضح فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أن الصلاة عبادة من أهم العبادات، بل هي الركن الثاني من اركان الإسلام، هي من أظهر معالم هذا الدين وأعظم شعائره، هي بعد الشهادتين آكد مفروض، وأعظم معروض وأجل طاعة وأرجى بضاعة، من حفظها حفظ دينه ومن أضاعها فهو لما سواها أضيع، هي من الفرائض التي لم ترتبط بموسم ولا موقوفة على مناسبة، فريضة ليست في العمر مرة ولا في العام مرة، بل ولا في اليوم مرة، ولكنها في اليوم والليلة خمس مرات.

Advertisements

وأكد الخطيب أن الصلاة هي عمود الديانة ورأس الأمانة، أخرج الترمذي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة"، الصلاة وما أدراك ما الصلاة، أكثر الفرائض ذكرا في القرآن، واستفاضت في فضائلها وأهميتها الأحاديث والآثار، جاء في الأثر عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: "لا إيمان لمن لا صلاة له"، وصح عن عمر رضي الله عنه قال: "لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة".

وأضاف: الصلاة هي أول ما فُرض وآخر ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم أمته، وهو في سكرات الموت، حتى جعل صلى الله عليه وسلم يجلجلها في صدره ويفيض بها لسانه "الصلاة الصلاة ما ملكت أيمانكم"، وبين النبي صلى الله عليه وسلم فضلها وشرفها فقال عنها: نورا تضيء لصاحبها في ظلمات الموقف، وفيها نور يعلو وجه من حافظ عليها، وهي نور تهدي إلى الصواب، وتوصل إلى طريق السلامة وهي برهان وحجة واضحة على صلاح العبد وإيمانه، ونجاة للعبد من عرصات وعذاب يوم القيامة، أخرج أحمد والطبراني عن أبي عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الصلاة يوما فقال: "من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة ..".

وقال الشيخ عبدالله النعمة: لقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين بإقامة الصلاة والمحافظة عليها، فقال سبحانه: "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين"، وأثنى سبحانه على المحافظين على الصلاة وذكرهم في عداد عباده المؤمنين، وما يتحلون به من صفات عظيمة وخصال كريمة توجب لهم الجنة وتباعدهم عن النار، فقال سبحانه: "قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون" إلى أن قال "والذين هم على صلواتهم يحافظون، أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون".

ولفت الخطيب أن أهمية الإسلام عند المسلم ومكانته في قلبه تبرز من خلال المحافظة على الصلاة، روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها سُئلت: "ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قال: كان يكون في مهنة أهله – تعني في خدمة أهله- فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة"، وعند أحمد والنسائي قال عليه الصلاة والسلام: "وجعلت قرة عيني في الصلاة"، أي أنها من أسباب السعادة والمسرة وراحة النفس، وكان عليه الصلاة والسلام إذا أصابه هم أو حزن قال: "ارحنا بها يا بلال"، فالصلاة راحة للقلب وطمأنينة للنفس من تعب الدنيا ومشاغلها، وأوصى بعض أصحابه عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه الإمام مسلم، فقال: "عليك بكثرة السجود لله، فإنك لا تسجد سجدة إلا رفعك بها درجة، وحط عنك بها خطيئة".

وذكر الخطيب أنه لأهمية الصلاة أوجبها الله سبحانه وتعالى على عباده المسلمين حتى في حالات القتال، والنفوس أشد ما تكون خوفا من العدو، وإزهاقا من القتال، وليس هذا فحسب، بل لقد أوجبها لله حتى على المريض، فيصلي حسب حاله، قائما أو قاعدا، أو جالسا أو على جنبه، يومي إلى القبلة بالركوع والسجود إيماء، سواء استطاع التطهر أم لا، كل ذلك دليل على مكانة الصلاة في الإسلام وعظم منزلتها.

أيها المسلمون .. الصلاة الصلاة، فقد أمر الله تعالى بالمحافظة عليها كثيرا، وحذر من التهاون فيها أو التكاسل عنها، والنصوص في ذلك بينة واضحة لا تخفى على ذي لب وبصيرة، وهكذا كان دأب سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين في شدة حرصهم ومحافظتهم على الصلاة، لقد كانوا يستعدون للصلاة أيما استعدادا، ذكر الذهبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه قال: "ما أقيمت الصلاة منذ أسلمت إلا وأنا على وضوء"، وهذا سعيد بن المسيب لم تفته صلاة الجماعة مدة أربعين سنة، بل حتى وهم مرضى كانوا يُحملون حملا إلى الصلاة.

وحذر الخطيب من يتوانى ويتغافل ويتساهل ويتشاغل عن الصلاة والمحافظة عليها ، فلقد فاتك الخير الكثير والأجر الوفير.

ونوه الشيخ عبدالله النعمة بأنه قد قلّ اهتمام البعض في الصلاة وأدائها، وهذا نذير شؤم وخطر على الإنسان، أخرج البخاري عن الزهري أنه قال: " دخلت على أنس بن مالك رضي الله عنه بدمشق وهو يبكي، فقلت له ما يبكيك؟ فقال: لا أعرف شيئا أدركت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا هذه الصلاة، وهذه الصلاة قد ضُيّعت"، هذه نماذج لأناس امتلأت قلوبهم من محبة الله وخشيته وطاعته، والتزام أمره، فأين موقعنا من هؤلاء؟.

وقال الخطيب: اتقوا الله في المحافظة على الصلوات والحرص على إقامتها في المساجد مع جماعة المسلمين، قوِّموا من تحت أيديكم وقوموا عليهم من الأبناء وسائر الأهل والأٌقارب، وتناصحوا فيما بينكم وتعاونوا على البر والتقوى.

أخبار متعلقة :