«التعليم»: 829 طالباً شاركوا في 71 نشاطاً بالمراكز الصيفية

الدوحة - سيف الحموري - اختتمت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي أمس الخميس، فعاليات الأنشطة الطلابية بالمراكز الصيفية لعام 2024، التي نظمتها بالتعاون مع وزارة الرياضة والشباب، خلال الفترة من 1 يوليو 2024م ولغاية 8 أغسطس 2024م في 30 مركزا صيفيا وهيئة شبابية و7 مراكز صيفية بالمدارس الحكومية، وبمشاركة 829 طالبا وطالبة من مختلف الفئات العمرية.

Advertisements

واستهدفت المراكز الصيفية استثمار فترة الإجازة الصيفية في تطوير وتعزيز مهارات الطلبة الشخصية والاجتماعية، واكتشاف مواهبهم وصقلها وغرس القيم الأخلاقية والسلوكية في نفوسهم، وتعزيز علاقاتهم وتبادل خبراتهم، وذلك من خلال تفاعلهم مع زملائهم في بيئة إيجابية، وصولًا إلى توسيع معارفهم ومداركهم وإعدادهم لمواجهة التحديات المستقبلية.
وشملت الأنشطة الطلابية بالمراكز الصيفية هذا العام 71 نشاطًا، اتسمت بالتنوع والشمولية، تراوحت بين الأنشطة الرياضية والأدبية والفنية والثقافية والإلكترونية، والألعاب الذهنية، والورش التدريبية التوعوية في مجال الدفاع المدني والأمن السيبراني والصحة والسلامة والاستدامة والتنمية الشخصية، إضافةً إلى محاضرات دينية، ومسابقات ترفيهية، ورحلات تعليمية، وزيارة المكتبة المتنقلة.

تعزيز المشاركة
وحول أهمية أنشطة المراكز الصيفية، قال السيد جابر المري، مدير المراكز الصيفية لهذا العام 2024، إن المراكز الصيفية قد حققت أهدافها المتمثلة في تعزيز مشاركة الطلبة في مختلف المجالات؛ بما يتماشى مع أهداف ورؤية قطر 2030 المتمثلة في بناء جيل واعٍ يكون له دور فعال في المجتمع المحلي والدولي؛ حيث تم التركيز على تعزيز مهارات الطلبة في مختلف المجالات، بالإضافة إلى غرس القيم الأخلاقية والدينية، وزيادة وعيهم الثقافي والاجتماعي والرياضي والبيئي، وتعزيز روح المبادرة والوطنية والمسؤولية لديهم.
وأضاف: إن ما يميز نسخة هذا العام، هو مساهمة عدة جهات بالدولة في أنشطة المراكز الصيفية؛ منها وزارة الرياضة والشباب، ووزارة الداخلية، ووزارة البيئة، والشرطة المجتمعية، ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والوكالة الوطنية للأمن السيبراني، بالإضافة إلى عدد من النوادي الرياضية والهيئات والمراكز الشبابية بالدولة، وتقديم عدد من الأنشطة المتنوعة وفقًا لاختصاص ومهام كل جهة.
وقالت الأستاذة عائشة ثامر الكعبي، مدير إدارة البرامج والأنشطة بالإنابة، إن النشاط الصيفي استهدف ما يقرب من خمسة عشر ألفاً وخمسمائة وخمسين طالباً وطالبة من البنين والبنات.
وأضافت الكعبي في تصريح لها، إن المراكز الصيفية حققت الأهداف الرئيسية المنشودة منها والتي وضعها قسم البرامج والأنشطة، وهي بناء الشخصية المتوازنة للطلاب في ضوء العقيدة الإسلامية السمحة، ودعم انتماء الطلاب للوطن وقادته وعلمائه، وتعريفهم بمؤسسات البلاد ومرافقها، وتنمية روح المحافظة عليها، إضافة إلى اكتشاف مواهب الطلاب وصقلها وتدعيم خبراتهم وتنمية مهاراتهم المختلفة وحمايتهم من آثار الفراغ السلبية.

فرصة ذهبية
فيما قالت الأستاذة فخرية ناصر الحمداني مديرة مركز الخور الصيفي للبنات، إن نجاح النشاط الصيفي جاء بفضل الجهد المتواصل والعطاء المستمر من جميع المشاركين في التنظيم على مدار أسابيع، مؤكدة أن الأنشطة والفعاليات بالمركز كانت فرصة ذهبية لتعلم مهارات جديدة، وتعميق الصداقات، وتعزيز الروح الجماعية التي نفخر بها جميعًا.
وأكدت الحمداني في تصريح لـ»العرب»، أن الهدف من النشاط الصيفي ليس فقط شغل وقت الفراغ، بل الاستثمار في قدرات الطلاب وتنمية مهاراتهم، ليكونوا أعضاء فاعلين في مجتمعهم، قادرين على مواجهة تحديات المستقبل بروح الإبداع والمسؤولية.
وعبرت عن امتنانها وشكرها لكل من ساهم في نجاح هذا البرنامج من وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ووزارة الرياضة والشباب سواء من مدربين وإداريين وأولياء الأمور، الذين لم يدخروا جهدًا في دعم أبنائهم وتحفيزهم على الاستفادة القصوى من هذه التجربة.

أجواء مميزة
من جانبه، قال الأستاذ طارق حمزة عبدالله، مدير مركز المرخية الصيفي، إن ختام المركز الصيفي شهد تكريما للطلاب المتميزين على مدار أيام المركز في أجواء مميزة وبحضور مسؤولين من وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي.  وأكد عبدالله في تصريح لـ»العرب»، أن الأنشطة نجحت في تحقيق أهداف وزارة التربية وشركائها في تحفيز وتعزيز المهارات لدى الطلبة واستغلال الإجازة الصيفية واستثمار في أنشطة رياضية وترفيهية وثقافية متنوعة.
ولضمان نجاح الأنشطة الطلابية بالمراكز الصيفية، هيأت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي عددًا من المدارس الحكومية كمقار للمراكز الصيفية، وزودتها بالطواقم الإدارية والتعليمية المدرَّبة لإدارة المراكز وتشغيلها بكفاءة عالية. ونظمت المراكز الصيفية احتفالًا ختاميًّا بحضور الطلبة وأولياء الأمور والهيئات الشبابية وعدد من الكوادر والقيادات من وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ووزارة الرياضة والشباب. جرى خلال الحفل تكريم الطلبة المتفوقين والمتميزين في الأنشطة، بالإضافة إلى المشرفين على المراكز والجهات المشاركة، واشتمل الحفل على فقرات متنوعة استعرضت مخرجات الطلبة الإبداعية التي في المراكز الصيفية.

طلبة مشاركون: مارسنا رياضات جديدة واكتسبنا مهارات متنوعة

أكد الطلبة المشاركون في المراكز الصيفية أهمية أنشطتها وتنوُّعها وممارسة رياضات وأنشطة جديدة، مُشِيدين بدورها في إكسابهم مهارات متنوعة وتعزيز علاقاتهم ببعضهم.
وأشاد الطالب طلال ناصر الحميداني من المركز الصيفي بمدرسة صلاح الدين الأيوبي الإعدادية للبنين بالمراكز الصيفية، وقال إنها بيئة آمنة تناسب جميع الفئات العمرية لاستثمار فترة الإجازة الصيفية، تعزز التواصل الاجتماعي، وتُكسب الطالب مهارات جديدة كالتعبير عن الذات، والتخطيط، وإدارة الوقت، واتخاذ القرارات، وتُحسن اللياقة البدنية والصحة العامة، بالإضافة إلى أنها تُعزز المهارات الأكاديمية في مختلف المجالات كالرياضيات والعلوم واللغات، وسيُطبق تلك المهارات في دراسته وحياته الشخصية.
أما الطالب سحيم حمد العصيمي من المركز الصيفي بمدرسة خليفة الثانوية للبنين، فأعرب عن سعادته بانضمامه للمركز وممارسته لعدة أنشطة رياضية؛ مثل السباحة والرماية، وقال إنه سيطور مهاراته هذه من خلال التسجيل في الاتحادات المختصة وتكوين صداقات جديدة، ونصح زملاءه الطلبة بالمشاركة في الأعوام القادمة.
وبدورها، ثمَّنت الطالبة كلثم البوعينين، من المركز الصيفي بمدرسة سودة بنت زمعة الإعدادية للبنات، دور المراكز الصيفية في استثمار وقتها فيما هو مفيد وتعلُّمها واكتسابها مهارات جديدة؛ كالتحدث والتعاون، وتنظيم الوقت، والعمل الجماعي وتوزيع الأدوار والقيادة، وقالت إنها اكتشفت لديها مواهب متعددة أثناء مشاركتها في الأنشطة.
أمّا الطالبة أشرقت محمد المشارِكة في المركز الصيفي بمدرسة سودة بنت زمعة الإعدادية للبنات، فأكدت استفادتها من المركز الصيفي بصقل شخصيتها والتعرف على زملاء جدد، واكتسابها مهارات جديدة كالرسم والتلوين والتنظيم.
 وذكر الطالب سليمان عمر الشمري أنه التحق بالمركز الصيفي بمدرسة المرخية للاستمتاع خلال فترة الإجازة الصيفية واستثمار وقته في أنشطة مفيدة؛ مثل ممارسة الرياضة والتعرف على أصدقاء جدد، كما تعلَّم أساسيات مهارة الكاراتيه، والعمل بروح الفريق، وفاز بإحدى الجولات وحاز ميدالية، مُعرِبًا عن سعادته بهذا الإنجاز وآملًا في تطوير مهارته والاستمرار فيها مستقبلًا.
ويشاركه الرأي الطالب الحارث عبد الرحمن الباكر، الذي أكد أهمية المراكز الصيفية في اكتساب مهارات جديدة والتعرف على أصدقاء وقضاء وقت مفيد، مشيرًا إلى أنه اكتسب مهارات في فنون الدفاع عن النفس والمصارعة؛ مما ساهم في تحسين لياقته البدنية وثقته بنفسه، وهو ما انعكس إيجابيًّا على تركيزه وانضباطه في الدراسة. كما استمتع بممارسة تنس الطاولة، كونها رياضة تعتمد على سرعة البديهة، ويسعى إلى تطوير مهارته في كلتا الرياضتين من خلال التدرب المستمر مع أصدقائه والاستماع إلى توجيهات المدربين والمعلمين، وأفاد الشمري بأنه حقق العديد من الجوائز كالفوز بالمركز الثاني في دوري كرة القدم مع فريقه وميداليات في دوري المصارعة.

أخبار متعلقة :