الرعاية لـ «العرب»: جراحات التخسيس ليست حلا سحرياً للسمنة

الدوحة - سيف الحموري - أكدت دانة نصار، أخصائية التغذية العلاجية من مركز الوعب الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية – أن لجوء البعض إلى جراحات تنزيل الوزن يرجع إلى عدة أسباب بعد أن يتخطى مؤشر كتلة الجسم لديهم المعدلات الطبيعية.
وكشفت في تصريحات لـ»العرب» عن أن من أسباب فشل الحمية الغذائية عدم ممارسة التمارين الرياضية، ووجود خلل هرموني يؤدي إلى زيادة مفرطة في الوزن. وأضافت: إن الهدف من هذه الجراحات إنقاص الوزن الزائد، وتقليل المخاطر الصحية المتعلقة بالوزن مثل التهاب المفاصل، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع مستويات الكوليسترول والسكر في الدم وارتجاع المريء.
وتابعت: إن جراحات الوزن الزائد قد لا تعتبر علاجا للسمنة، ولكن أداة تستخدم للمساعدة في نزول الوزن، فهي تساهم في اتخاذ الطريق إلى حياة أكثر صحة وأكثر إرضاءً، وأكدت في هذا السياق أن النجاح طويل المدى يعتمد على قدرة الشخص على اتباع ارشادات النظام الغذائي والتمارين الرياضية وتغيير في نمط الحياة.

Advertisements

وأضافت: حتى لا يقع مرضى السمنة الذين لجأوا لإجراء عمليات جراحة السمنة للتخلص من الدهون المتراكمة لديهم في «بئر الانتكاسة» المرضية، والعودة مرة أخرى لزيادة الوزن، لابد من اتباع نمط حياه صحي لتجنب العودة لزيادة الوزن، والالتزام بنمط غذائي صحي يكون بالابتعاد عن الأطعمة العالية بالسعرات الحرارية والدهون المشبعة مثل الوجبات السريعة والحلويات والأكل المقلي.
ونصحت دانة نصار بتناول الأغذية المحتوية على نسب عالية من البروتين، مثل الدجاج المشوي منزوع الجلد إلى وجبة الغداء، ما يعد فكرة جيدة لزيادة الكتلة العضلية، ونوهت بضرورة أن نكون على درايةٍ تامة بأن عملية التنحيف ليست حلاً سحرياً لخسارة الوزن بصورة سريعة أو بشكلٍ نهائي، وإنما تظل مجرّد أداةٍ معاونة وعاملاً مساعداً يلعب دوراً محورياً في علاج المشكلة لكنه لا يحلّها بشكلٍ نهائي.
وأشارت اخصائية التغذية العلاجية من مركز الوعب الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية إلى ضرورة عدم الاعتماد على الجراحة بشكلٍ تام دون الالتزام بنظام غذائي صحي وتناول الأدوية والمكملات الغذائية الضرورية وممارسة الأنشطة الرياضية بشكلٍ منتظم.
وأوضحت أن تناول كميات من الطعام أكبر من حجم المعدة والأكل بشراهة بعد عمليات التكميم، يتسبب في الضغط عليها، وقد يؤدي إلي توسيعها مرة أخرى، لأنها في النهاية عضلة قابلة للتمدد والتقلص، لأجل ذلك تزيد فرصة زيادة الوزن مره أخرى بعد عمليات التنحيف. ونصحت دانة نصار بتناول الكميات المناسبة التي تعطي الشعور بالشبع أو حتى مرحلة ما قبل الشبع، كذلك الأمر عند تناول المواد السكرية بشراهة خاصة تلك الغنية بالسعرات الحرارية، مثل المشروبات الغازية والأطعمة السكرية، حيث تعتبر من أسهل الأطعمة والمشروبات السهلة في عملية الهضم، خاصة لمن أجرى عملية تكميم المعدة، لافتة إلى ضرورة مضغ الطعام بشكل جيد لمدة دقيقة على الأقل لتسهيل عملية الامتصاص والهضم، وأوضحت أنه في حالة عدم المضغ بشكل جيد، قد يشعر المريض بألم في فم المعدة بما يؤدي إلى عسر هضم، وتوسعة المعدة فيما بعد.

«اللحوم والبقوليات»
وأوضحت اخصائية التغذية العلاجية في مركز الوعب الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، أن مصادر البروتين لا تقتصر فقط على المصادر الحيوانية مثل الأسماك والبيض واللحوم، بل لها مصادر نباتية مثل البقوليات كالعدس والفول والحمص.
وأضافت: طبق من شوربة العدس الدافئ في وجبة العشاء، يسهم في المحافظة على حجم الكتلة العضلية وتقليل ضمورها، كما يمكن تناول الزبادي اليوناني كمصدر عال بالبروتين وقليل بالدهون لوجبة الفطور مع إضافة الشوفان وبعض من المكسرات غير المملحة، بذلك تكون وجبة عالية بالقيمة الغذائية تساهم في زيادة فترة الشبع وتقليل الشعور بالجوع خلال ساعات النهار. وأشارت إلى امكانية اختيار الحمص والفول كمصدر للبروتينات النباتية الغنية بالألياف، وتجنب المقلية منها مثل الفلافل لأنها غنية بالدهون التي قد تؤدي إلى زيادة الوزن.

«تغيير السلوك»
وقالت اخصائية التغذية العلاجية من مركز الوعب الصحي: على الرغم من أن بعض الأشخاص على دراية تامة بما يجب تناوله من الأطعمة وما يجب تجنبه إلا أن بعض التغيرات السلوكية هي من أهم الخطوات المطلوبة لتجنب زيادة الوزن بعد سنوات من القيام بعمليات التنحيف.
وأوضحت أنه إذا كان الشخص يتناول الطعام لأسباب أخرى غير الجوع، مثل الملل والحزن أو ما يسمى بالأكل العاطفي، فهذا يعتبر من الأمور التي قد تؤثر على استمرارية نجاح عمليات التنحيف على المدى البعيد.  وأضافت: من الأرجح في هذه الحالة هو تغيير السلوك المتبع عن طريق إيجاد أنشطة أو مهارات بديلة من الممكن ان يشغل الشخص بها نفسه أو تحسن من مزاجه.
«زيارة دورية للطبيب»
وأكدت دانة نصار ضرورة الحفاظ على الزيارات الدورية للطبيب وأخصائي التغذية، وأن زيارات الطبيب لا تقتصر فقط على يوم الجراحة فحسب، بل تعتمد على الزيارات الدورية للطبيب المختص التي تكمن أهميتها في متابعة نتائج العملية عن كثب وملاحظة أي أعراض جانبية محتملة بالإضافة إلى التعديل المستمر في النظام الغذائي من قبل أخصائي التغذية.
ونصحت في هذا السياق بممارسة التمارين الرياضية لتحسين مستوى النشاط والمساعدة على حرق السعرات الحرارية وتحسين اللياقة.
وأشارت إلى أن منظمة الصحة العالمية توصي بممارسة النشاط البدني المعتدل المكوّن من تمارين هوائية مثل المشي وركوب الدراجة لمدة تتراوح بين 150 و300 دقيقة على الأقل أغلب أيام الأسبوع، بالإضافة إلى ممارسة التمارين المقوية للعضلات خلال يومين أو أكثر في الأسبوع، لافتة إلى إمكانية زيادة معدل النشاط البدني باستخدام أساليب بسيطة يومية مثل استخدام السلالم بدلا من المصعد الكهربائي للوصول إلى مكان العمل.

أخبار متعلقة :